بقلم : إيمان العمري

أصحابي الأعزاء صديقتنا مي كانت تجلس صامتة وعلامات الحزن تبدو على ملامحها.. وعندما سألتها جدتها عن السبب تنهدت وهي تجيبها بأن هذا أول عام سيمر عليها دون الاحتفال بشم النسيم الذي تعتبره من أهم الأعياد التي تبعث على البهجة وهي دائما ما تستعد له وتتولى إعداد مائدة الإفطار وتلوين البيض بألوان زاهية أو تذهب في رحلة لزيارة إحدى المدن الساحلية مع بعض الصديقات.. لكن هذه السنة يأتي في رمضان وصعب الاحتفال به كما كانت تفعل في الأعوام السابقة..

أنكرت عليها جدتها كل ما قالته وسألتها عما يمنع أن نحتفل بشم النسيم في رمضان؟

ردت عليها مي وهي تسألها كيف ونحن صائمون؟

ابتسمت لها الجدة وهي تجيبها بأنه ليست هذه هي المرة الأولى التي عاصرت فيها شم النسيم في رمضان ولذا فهي لديها العديد من الأفكار المبتكرة للاحتفال بشكل جميل يبعث السعادة..

فبداية الاحتفال هو الاستيقاظ في الصباح الباكر ومشاهدة شروق الشمس واستنشاق أول نسمات الصباح وهذا يتفق مع الشهر الكريم الذي نحرص فيه على أداء صلاة الفجر ننتظر بعدها قليلا ونمارس أول مظاهر الاحتفال..

وما المشكلة بعد ذلك في تلوين البيض ووضعه على مائدة الإفطار أو السحور مع طبق صغير من الأسماك المملحة بدلا من المخلل..

وبعد الإفطار نذهب للتنزه في أي مكان مفتوح أو للتمشية على النيل..

الموضوع بسيط جدا ولا يوجد ما يعيق احتفالنا بأي عيد لأن فرحتنا هي الأساس أما أن نعقد الأمور ونحزن ونحن نستقبل الربيع فهذا شيء سخيف جدا، عانقتها مي بحب مؤكدة أن جدتها تمتلك عصا سحرية قادرة على أن تذلل بها كل العقبات.