حوار : منار السيد
"المرأة تستطيع" في مسئوليتها عن أسرتها وتربية أبنائها، تستطيع أن تبني جيلا ينشد الخير لبلده، وأن ترفع علم بلادها على الصعيد الدولي، وأن تكون سفيرة لبلدها وفخرا لوطنها، فهي الطبيبة والوزيرة والسفيرة والبطلة والمهندسة والمعلمة والعاملة البسيطة.. تستطيع في كل مجال ومكان تحمل المسئولية على عاتقها والنجاح في كل عمل يتم تكليفها به.. فالمرأة المصرية أثبتت أنها تستحق كل ما حصلت عليه من مكتسبات في السنوات الأخيرة وخاصة تدرجها في المناصب الإدارية والقيادية ونحن نتحدث اليوم عن نموذج مشرف استطاعت إثبات جدارتها ونجحت لتبدأ عملها كأستاذ جامعي واليوم هي قائم بأعمال عميد كلية يشهد لها بالتحديات إنها د. أماني فاخر، القائم بأعمال عميد كلية التجارة جامعة حلوان ووكيل الكلية لشئون الطلاب والتعليم.
حدثينا عن تولي منصب القائم بأعمال عميد كلية عريقة مثل كلية تجارة وتتميز بتعدد تخصصاتها وارتفاع عدد طلابها؟
في البداية عملت بالجامعة كأستاذ اقتصاد دولي وبعدها توليت منصب وكيل كلية التجارة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة ثم شغلت منصب وكيلة كلية التجارة لشئون الطلاب والتعليم حتى منصبي الحالي القائم بأعمال عميد كلية التجارة وإدارة الأعمال جامعة حلوان، فكلية التجارة جامعة حلوان مثلها مثل كليات التجارة على مستوى الجامعات المصرية تضم أكبر عدد من الطلاب وتمثل تقريبا ثلث طلاب الجامعة ويصل عدد طلابها إلى 50 ألف طالب، كما أنها تتميز بوجود مقرين لها الأول هو داخل جامعة حلوان والذي يضم شعبة العربي انتظام وانتساب وشعبة إنجليزي، والمقر الثاني بالزمالك والذي يضم البرامج الأكاديمية الجديدة والمتخصصة مثل pis وبرامج أخرى والتي يتميز خريجيها بسمعة طيبة في مجتمع الأعمال بالإضافة إلى برنامج الدراسات العليا والمهنية فيوجد أكثر من 250 طالب ببرامج الماجستير والدكتوراه، كما أننا نتميز وننفرد بمعهد إدارة المستشفيات واقتصاديات الصحة وهو البرنامج الأوحد في مصر بل وفي القطر العربي حيث يأتي إليه الوافدون من القطر العربي للدراسة فيه.
وماذا عن التعامل مع هيئة التدريس وهل تقبل زملاؤك من الرجال توليك للمنصب؟
لا شك أن الإدارة تتطلب المهام بكل التخصصات والقدرة على احتواء البرامج، وتضم هيئة التدريس أكثر من 250 عضوا نعمل كفريق عمل متكامل، كما يتميز الشباب بالقدرة على الإبداع والتكنولوجيا والتحول الرقمي والإداريين لديهم خبرة كبيرة في العمل الإداري.
كيف تستطيعين بناء جدار ثقة بينك وبين الطلاب؟
عندما توليت وكيلة الكلية لشئون الطلاب والتعليم كنت أول سيدة تشغل هذا المنصب في الكلية وكانت مهمة صعبة في التعامل مع أكثر من 50 ألف طالب وكلية تضم العديد من الأنشطة والتخصصات لكنني تعاملت مع الطلبة بمصداقية وعن قرب منذ كنت أستاذ بالكلية ولدي علاقة طيبة بهم، وعندما توليت هذا المنصب كان هدفى الاهتمام بالأنشطة الطلابية لأنها تكون جزءا مهما من شخصية الشباب، فهي تدعم الفكر وتساعد على تنمية الثقافة والمهارات، ونجحت فى بناء علاقة ثقة وتواصل دائم بيني وبين الطلاب وهذا كان عاملا رئيسيا لتأهيلي لتولي منصب القائم بأعمال عميد الكلية.
هل لديك رؤية وخطة تطوير للعمل قبل بدء العام الجامعي المقبل؟
بالفعل نعمل حاليا على خطة تطوير شاملة في الكلية حيث إنني لدي اهتمام بالتخصصات والبرامج داخل الكلية وألتمس نقاط القوة والضعف وأعرف جيدا الجوانب السلبية والإيجابية لذلك نعمل على منظومة متكاملة للتطوير لدعم نقاط القوة والإيجابية ومعالجة الخلل بالجوانب السلبية وذلك من خلال تطوير كل ما يخص المناهج العلمية والأنشطة الطلابية وأعضاء هيئة التدريس والبحث العلمي بما يخدم احتياجات المجتمع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال إيجاد الحلول الواقعية والعملية، كما أننا نسعى لتحقيق نوع من التميز من خلال المزيد من البرامج الأكاديمية المتخصصة والمتميزة والتكنولوجية للتناسب مع التحول الرقمي وتفعيل دور المشاركة المجتمعية للشباب.
وكيف يتم تفعيل دور الطلاب بالمشاركة المجتمعية لنشر الوعي والثقافة؟
تعد خدمة المجتمع والبيئة أحد الجوانب الرئيسية لربط الأفكار الإبداعية للشباب لإيجاد حلول فعالة للبيئة الخارجية أو المجتمع الخارجي، ونسعى لتنفيذ هذه الرؤية من خلال البرامج الخاصة التي تنظمها الكلية وتدعمها بالإضافة إلى مبادرات التوعية ونشر الفكر الثقافي ودعم المجتمع من خلال المشاركة في حملات محو الأمية والمشاركة في القوافل المجتمعية للتنمية خاصة في البيئة المجاورة للكلية وهي منطقة حلوان، كما أن هناك مراكز اتصال بين الكلية وقطاعات الأعمال والمصانع من أجل تقديم ودعم الخدمات التنموية للنهوض بالمجتمع وزيادة الوعي لدى الطلاب بالمشاركة المجتمعية لتكوين شخصيتهم وتنمية مهاراتهم في التعامل مع المجتمع الخارجي والمشاركة الفعالة.
وهل ستبدأ الدراسة في الجامعة الأهلية العام الدراسي القادم؟
تعد الجامعة الأهلية إضافة قوية للنظام التعليمي بالجامعات الحكومية حيث ستبدأ الدراسة بها العام الدراسي المقبل من خلال 4 برامج مميزة حول الاقتصاد الرقمي ونظم تحليل البيانات والتحول واتحادات الأعمال لإدارة الرقمية، والفنون والتصميم الرقمي.
وهل بالفعل سيتم استبدال الكتاب الجامعي بالمقررات الإلكترونية؟
نعم لأن التحول الرقمي هو سمة العصر وهو أحد آليات المنظومة الإلكترونية لذلك قرر المجلس الأعلى للجامعات في اجتماعه من خلال اللجنة المشكلة والتي شرفت بأن أكون أحد أعضائها بتحويل كل المقررات العلمية إلى إلكترونية لتتماشى مع منظومة التحول الرقمي، وتعد هذه خطوات استباقية حيث أن كل المناهج والكتب والمقررات ستكون إلكترونية لتفعيل المنظومة الإلكترونية وذلك في إطار خطة الدولة واتجاهاتها فيما يخص التحول الرقمي.
وكيف تقيمين أداء المرأة فى المناصب القيادة التى تولتها خلال السنوات الأخيرة؟
يرجع الفضل في تولي المرأة وتدرجها المناصب الإدارية والقيادية المختلفة في كل المجالات لإيمان القيادة السياسية، فمنذ تولي سيادة الرئيس قيادة مصر أعطى الأولوية للمرأة ومكنها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا وإداريا، حيث إن كل التخصصات في كل قطاعات الأعمال تسمح بتولي المرأة وتدرجها في كل المناصب القيادية والإدارية، وبالرغم من أن الدولة وقت تولي فخامته كانت تعاني تحديات اقتصادية واجتماعية لكنه أعطى أولوية الاهتمام للمرأة وأصدر موافقته على إستراتيجية تمكين المرأة 2030، فالدولة أعطت المرأة اهتماما بالفكر والوعي والصحة والثقافة وتقلد المناصب المختلفة ولعلنا حصلنا على مكسب جديد وهو تعيين المرأة في مجلس الدولة والنيابة العامة بالإضافة إلى نسبة تمثيل مشرف في مجلسي الشيوخ والنواب، وبالنسبة للجامعات والوظائف الإدارية فهناك تمثيل مشرف في المناصب الإدارية العليا بالجامعات للمرأة.
وماذا عن طموحات الطالبات في عصرهن الذهبي؟
دائما أشجع الطالبات وأدعمهن بدورهن وشأنهن وأن لديهم فرصة كبيرة في تحقيق طموحاتهن وفي تولي المناصب العليا إذا اجتهدن وتوافرت فيهن شروط القيادة واستطعن توظيف إمكانياتهن، ودائما أحفزهن بأن المرأة حصلت على التمكين في كافة المستويات والمجالات وأثبتت جدارتها وقدرتها على العمل والإتقان والنجاح في أي منصب شغلته المرأة لتساهم بشكل فعال في النهوض بالدولة ودعم البنية الأساسية لها والسير بخطى متوازية مع اتجاهات الدولة وإستراتيجيتها لتحقيق التنمية المستدامة.
وماذا عن جهود المجلس القومي للمرأة لدعم المرأة؟
أتشرف بكوني عضوة المجلس القومي فرع القاهرة وهناك جهودا كبيرة ومضاعفة يقوم بها المجلس القومي للمرأة برئاسة الدكتورة مايا مرسي والتي نعتبرها نموذجا مشرفا نظرا للمجهودات التي تقوم بها، حيث إن المجلس يسعى إلى كل ما يساهم فى النهوض بالمرأة على الصعيد المحلي والدولي والأفريقي إكمالا لدور الدولة فى هذا الإطار.
ساحة النقاش