كتبت: إيمان العمري
أبطال لا يعرفون المستحيل ويتحدون كل العراقيل لم تمنعهم إعاقتهممن أن يحرزوا الانتصارات ويرفعوا علم البلاد في ثاني أكبر تجمع رياضي عالمي، إنهم أبطال بارالمبياد طوكيو 2020 أصحاب الميداليات الفضية والبرونزية في رفع الأثقال والباراتايكوندو، هم أصحاب الإرادة الفولازية التي تجعل منهم قدوة حقيقية لكل الشباب الطموح الذي يسعى ليمسك بالنجوم ويحلق في عنان السماء، فما قصتهم الملهمة للكثيرين؟
البداية مع رحاب أحمد رضوان، بطلة العالم في رفع الأثقال وقد حصلت على الميدالية الفضية وزن 50 كجم بثقل 120 كجم محطمة الرقم القياسي البارالمبي، وترى رحاب أن المنافسة مع العديد من الدولة المتقدمة في الرياضة ليس بالأمر السهل ولذلك فقمة الإنجاز أن ترى علم بلادها مرفوعا في السماء معلنا عن فوزها وتحقيقها لميدالية أولمبية.
الأسطورة
أما الأسطورة فاطمة عمر التي حملت علم مصر في حفل افتتاح الدورة فقد استطاعت أن تحرز الميدالية البارالمبية السادسة على التوالي في رفع الأثقال وزن 67 كجم لتنال بجدارة لقب المرأة الحديدية.
وتحدثنا فاطمة عمرفي تصريح خاص لحواء عن هذا الإنجاز قائلة:بدأت الاستعداد للبطولة قبلها بثمانية أشهر من خلال معسكر تدريبي في المركز الأولمبي وكان التدريب على فترتين صباحا ومساء وخلال تلك الفترة واجهت صعوبات كبرى تمثلت في إصابتي بفيروس كورونا مرتين ما جعلني أخضع للحجر الصحي وقد أثر ذلك على التمرين ولذلك كان المتوقع لي أن أحصل على الميدالية البرونزية لكن استطعت أن أحصل على الفضية وبعد هذا النجاح فإنني أسعى للحصول على الذهبية في المستقبل.
فضة وبرونز
لم يكن الأبطال الرياضيين بأقل حظ من البطلات فقد استطاع شريف عثمان الحصول على الميدالية الفضية في رفع الأثقال وزن 59كجم برفه ثقل 187كجم وهي الميدالية البارالمبية الرابعة له على التوالي.
أما هاني عبد الهادي الملقب بأسد مصر فقد حصل على الميدالية البرونزية في وزن 88كجم بعد رفع ثقل 214 كجم.
كما أحرز محمد صبحي الميدالية البرونزية في وزن 80كجم برفع ثقل 216كجم، أما محمد ياسر الزيات -20سنة- فقد استطاع إحراز الميدالية الفضية في الباراتيكوندو وذلك في أول مشاركة له في البارالمبياد التي تأهل لها بعد فوزه بالمركز الأول في البطولة الأفريقية، وكانت طوكيو هي حلم حياته الذي استطاع تحقيقه، وبذلك أصبح أول عربي أفريقي يفوز بتلك الميدالية.
جهد مشكور
يعلق على أداء الأبطال البارالمبيين حسن فتح الله، رئيس رابطة النقاد الرياضيين ويقول:أبطالنا من أصحاب الهمم اجتهدوا في ظل ظروف صعبة من انتشار وباء كورونا والذي كان له تأثير سلبي على التدريبات والاستعدادات لمثل هذا الحدث الرياضي الكبير، لذلك فلهم كل الشكر على ما حققوه من نتائج جيدة تدل على ما بذلوه من جهد وما يتمتعون به من إرادة قوية قادرة على تحقيق النجاح مهما كانت الأحوال حولهم.
ويضيف أنه من المؤسف أن يكون الاهتمام الإعلامي بما يحققه أبطالنا البارالمبيين موسمي مرتبط بالأحداث الرياضية الكبرى، وإنما يجب وجود تخطيط وتنسيق لتسليط الضوء بشكل دائم على ما يحققه أبطالناأصحاب الهمم من إنجازات دائما حتى يشعر الناس بهم ويشجعونهم دائما، وخاصة أن الدولة تولي اهتماما خاصا بمثل هؤلاء الأبطال.
منظومة الولاء والانتماء
يرى د. جمال فرويز، استشار الطب النفسي بالأكاديمية العسكرية أن من يعاني من إعاقة يحاول أن يقوم بعملية تعويض، وعندما يتخذ صاحبها الاتجاه الرياضي فإنه يحقق إنجازا كبيرا لأنه يحاول أن يثبت نفسه ويحقق أكبر درجة من النجاح.
ويضيفد. فرويز أنه يجب أن نركز على تلك النماذج ولا يقتصر الأمر على مجرد احتفال مؤقت لمدة قصيرة، فمثل هؤلاء الأبطال الذين يتمتعون بإرادةقوية ومقدرة على التغلب على الصعاب عندما يتم تقديمهم كقدوة يحتذى بها فهذا يدعم منظومة الولاء والانتماء لدى الشباب ويجعلهم أكثر إيجابية ولديهم حماس للعمل والتقدم.
***
البارالمبياد من روما إلى سول
تقام دورة الألعاب البارالمبية بعد الدورة الأولمبية مباشرة وبنفس التسهيلات وهي مخصصة لمن يعانون من الإعاقة بسبب مرض أو بتر لأحد الأعضاء، وقد كانت البداية في روما 1960 ولكن كانت نقطة التحول الحقيقية في أولمبياد سول 1988 حيث تم عقدها في نفس المدينة التي أقيمت فيها دورة الأولمبياد الصيفية وبنفس الوسائل والتسهيلات.
***
الشعار والرمز
الروح في الحركة هو شعار البارالمبياد أما الرمز فيتضمن ثلاثة ألوان هي: الأحمر والأزرق والأخضر، وهي الألوان الأكثر تكرارا في أعلام الدول.
ساحة النقاش