بقلم: عبير عصام

تختلف الحياة الجامعية عن الثانوية العامة بالنسبة لطلاب المرحلة الأولى، لأن الجامعة حرية ومسئولية، فالطالب له الحرية التامة في حضور المحاضرات والمعامل وكذلك هو المسئول عن ذاته من خلال تحضير دروسه مسبقًا والمشاركة في الأنشطة والنقاش والحوار خلاف ما يحدث في المدرسة، حيث تقع المسئولية كاملة على المعلم وولي الأمر وليس هناك حرية مطلقة.

وتتطلب الحياة الجامعية وجود الطالب من بداية اليوم حتى نهايته، كما أن المادة العلمية ليس لها كتاب كما في الثانوية العامة؛ ولكن على الطالب البحث بنفسه وجمع معلومات المادة العلمية إما من المكتبة الإلكترونية أو الإنترنت ونقدها وإبداء الرأي فيها، ولابد من تعاون الطلاب معًا من أجل إجراء البحوث المشتركة والتجارب المعملية.

وتتميز تلك المرحلة بالتدريب الميداني والعملى للطلاب في مؤسسات الدولة المختلفة سواء كان في المصانع أوالمستشفيات أو الشركات، وذلك خلال فترة الإجازة والدراسة، مؤكدًا أن التدريب الميداني هو أساس التعليم الجامعي، لذا أنصح بالحضور مبكرًا قبل حضور الأستاذ مع الالتزام التام بمكان وزمان الحضور والانصراف، وضرورة حرص الطالب على المشاركة وجمع المعلومات، والاستفادة من الإنترنت من خلال إنشاء المجموعات للتواصل مع الأساتذة، مضيفا أنه يجب على الطالب خلال وجوده بالجامعة الالتزام بعدم النقاش في القضايا السياسية أو الدينية أو الاجتماعية.

أما عن أصعب الأمور التى تواجه الطالب خلال العام الجامعى الأول فيأتى فى مقدمتها التأقلم مع حياته الجامعية الجديدة وكيفية التعامل مع مختلف أنماط الأشخاص بشكل جيد، فهو للمرة الأولى سيكون مسئولا بشكل كامل عن حياته وخصوصياتك، وعليه التأقلم مع الغرباء وتكوين صداقات وإيجاد حلول لمشاكلاته، وقدتصبح إدارة الوقت مشكلة يعانيهاالطلبة بشكل عام والجدد خاصة، حيث يواجهون فترات ضغط دراسي لا يترك لهم وقتاً كافياً لأداء الواجبات والالتزامات الدراسية الأخرى، وبين الفترات التي يقضونها خارج أوقات المحاضرات حيث لا يوجد جدول زمني محدد مشابه لما اعتادوا عليه أثناء الدراسة الثانوية، وهذا يؤدي في معظم الأحيان إلى التسويف في أداء الواجبات وعدم الالتزام بمواعيد المحاضرات، كما يواجه الطلبة الجدد بعض التحديات الأكاديميةمثل صعوبة الدراسة باللغة الإنجليزية، أو صعوبة استخدام تكنولوجيا التعلم الحديثة المستخدمة في الجامعة، بالإضافة إلى تحديات استخدام التفكير الإبداعي والنقدي في الدراسة بدلا من الحفظ، ومن جانب آخر يواجه الطلبة المغتربون مشاعر الحنين إلى الوطن والشعور بالعزلة، ويكون ذلك بسبب بعدهم عن أسرهم وأصدقائهم وصعوبات التكيف مع الواقع الجديد، فضلاعن الصعوبة في التعرف على القيم والقوانين التي تسير بموجبها البيئة الجديدة، وقدرتهم على ملاءمة أنفسهم لهذه البيئة، لذا فإن فهم طبيعة تلك المرحلة ومتطلباتها ومتغيراتها والفروق بينها وبين ما قبلها من مراحل دراسية أمر ضرورى لاجتيازها بنجاح، حيث يرتبط مدى التأقلم والتقدم في المرحلة الجامعية ارتباطاً وثيقاً باستقرار الطالب نفسياً وأسرياً، وبالتالي ينعكس على مستواه الدراسي، فالتغلب على المشكلات الاجتماعية كانت أو النفسية أو الأسرية أهم سبب للتأقلم مع الحياة الجامعية وإحراز نتائج طيبة، ويُقاس مدى التأقلم بمدى تقدم الطالب ونجاحه.

المصدر: بقلم: عبير عصام
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 594 مشاهدة
نشرت فى 14 أكتوبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,815,847

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز