إشراف : منار السيد -   سماح موسى – شيماء أبوالنصر – محمد عبدالعال – أمانى ربيع

يزخر التراث الأفريقي بالفنون والحرف والتى تبرز فى مجموعة متنوعة من المنحوتات الخشبية والأعمال الفنية المشكلة من النحاس والجلود، بجانب فن النحت والرسم والشعر والملابس والقبعات، وتتركز بعض الثقافات الأفريقية على المظهر الشخصي، وما زالت المجوهرات من الإكسسوارات الشخصية المصنوعة من قذائف الصدف ومواد مشابهة تحتل مركزا بين المنتجات الأفريقية..

في السطور التالية نتعرف على تراث القارة السمراء، وأهم الحرف التى تتميز بها والتى تبدع فيها المرأة الأفريقية.

يعد الفن الأفريقى متميزاً بذاته وله طابعه الخاص، ويرجع عطاء القارة السمراء في مجال الفن إلى عصور ما قبل التاريخ، كما نجد الرسوم والصور المتنوعة الموجودة على جدران الكهوف والمآوي الصخرية المنتشرة في الصحارى الأفريقية التي يرجع تاريخها إلى العصر الحجري القديم، وتنتشر المواقع الأثرية الخاصة بهذا الفن في منطقة الصحراء الكبرى بشمال أفريقيا وفي الطريق الجنوبي من القارة الذي يطل على المحيطين الهندي والأطلنطي ويشمل مواقع “ليسوتو، وبوتسوانا، ومالاوي، وناميبيا، وجمهورية جنوب أفريقيا"، وتعد الأقنعة أحد أهم الفنون الأفريقية المعبرة عن الهوية الحضارية لشعوب أفريقيا وأكثرهاانتشارا وتنوعا.

وقد ساعدت الظروف الطبيعية للمناخ الأفريقي الذي يتميز بالجفاف الشديد على حفظ الرسوم المتنوعة التي تعد سجلا وثائقيا يقص لنا حياة الإنسان الأفريقي التي عاشها منذ آلاف السنين، بالإضافة إلى التماثيل والأقنعة المصنوعة من مواد متنوعة كالطين والحجر والمعادن النفيسة والعاج لأغراض مختلفة؛ بعضها خاص بالطقوس الدينية والعقائد والآخر اتخذته للزينة والترف.

التحنيط والنحت

انطلاقاً من حضارة وادي النيل باعتبارها أقدم حضارة إنسانية بشمال القارة الأفريقية، فإن الباحثين رصدوا تطوّر الفنون والعمارة والحرف الإبداعية،حيث وجدوا أن المصري القديم عبر عن أفكاره بأساليب متعددة بما في ذلك النحت والرسم والنقش البارز والعمارة، وقد جمع بين الشؤون الدنيوية والحياة والبعث بعد الموت، فكان فنهم معبراً لأنه عكس معتقداتهم التي ترسخت في قلوبهم، حيث اعتقدوا بعدم وجود العدم أو الموت حين تتوقف مظاهر الحياة وآمنوا بالبعث، وحتى يكتب لهذا الكائن بالبقاء كان لا بدّ من مساعدة الجسد بواسطة التحنيط أو عن طريق التصوير أوالنحت التشخيصي.

الفن الأفريقي

يعد الفنّ الأفريقي من أهم أنماط التعبير الإنساني وأعرقها، ويتميز بتاريخه الطويل ومعانيه السرية الغامضة حيث يمتزج الروحاني بالمادي، وقد تمكن على مدار القرن العشرين من التوغل عميقاً في الحداثة العالمية، ما يدل على مدى وعي فنان القارة السمراء بقيمة تراثه وحضارته التي تمنحه إشباعاً ذاتياً، يُمَكِّنُه من الانفتاح على الآخر، وفى الوقت الحاضر لم يعد الفن الأفريقي يعنى المنحوتات الخشبية والأقنعة واللوحات ذات الطابع العرقي فقط، بل صار هناك جيل جديد من الفنانين المعاصرين من القارة السمراء، الذين أصبحوا جزءا لا يتجزأ من المشهد الفني العالمي،  وفي كثير من أنحاء أفريقيا تستقطب مشاهد فنية نابضة المزيد من المعجبين، ومن بينها مركز «RAW» للفنون في داكار بالسنغال، ومركز الفن المعاصر في لاجوس بنيجيريا و«32 درجة مئوية» في كمبالا بأوغندا.

الحرف اليدوية

تشتهر العديد من الدول الأفريقية ببعض الصناعات الحرفية والتقليدية، حيث تشتهر مدينة أغاديز بالصناعات والحرف اليدوية، وعلى الرغم من المنافسة على الصناعات الحديثة إلا أن هذه الحرف لا تزال نشطة في المنطقة، لا سيما في صنع الحصير والجلود والأحذية والأواني والمجوهرات والهدايا والتطريز والقلائد والسكاكين وغيرها، كما ساعد كثرة التجمعات العرقية في النيجر على تنوع الفنون الشعبية في مجالات الحرف اليدويةكالموسيقى والرقص والفنون الأخرى، ففي مجالات الحرف اليدوية تزخر أسواق النيجر بالحلي المصنوعة من الذهب والفضة، والصناعات الخزفية والجلدية، فضلاً عن المنسوجات والأخشاب المنقوشة، ويستمتع سكان المناطق الريفية والحضرية على حدٍّ سواء بالموسيقى التقليدية الأفريقية.

الغزل والنسيج

في موريتانيا دخلت الصناعات التقليدية أيضا دائرة المنافسة مع منتجات المصانع الحديثة المتعلقة بأدوات البيت الموريتاني من خلال صناعة بعض المعدات واللوحات التي يكثر عليها الطلب، لميزة الأصالة التنافسية التي تختص بها الصناعات التقليدية اليدوية عموما، والتي تعد محل تفضيل لدى المستهلكين، حيث تتعدد مجالات إنتاج الصناعات التقليدية الموريتانية لتشمل تصنيع الغذاء والدواء والغزل والنسيج والملابس والسجاد والحصير والفخار.

ولا تقتصر إسهامات الصناعة التقليدية الموريتانية على ما لعبته تاريخيا من أدوار في سد احتياجات المستهلك من أدوات ومعدات، بل أصبحت منتجات هذه الصناعة اليوم كذلك محفظة لتراث جميل من الإبداع المتسلسل عبر العصور، وميدان لإنتاج تحف فنية، ومعدات لا يزال يكثر عليها الطلب، حيث وفرت هذه الصناعات تاريخيا للإنسان الموريتاني ما يلبسه وما يفترشه وما يستخدمه من آلات وأدوات زراعة وحياكة وخياطة ونسيج وما يحتاج إليه من أوان وأثاث منزلي وكل ذلك كان يصنع محليا، فكان عبق الأصالة المنبعث من تلك المنتجات الملهم لاستمرار نسق الإبداع في عنفوان العطاء المسطّر بأنامل حرفيين ترسم وتطرز بأدوات الماضيللحاضر والمستقبل في تواصل لصورة الزمن الجميل الذي تعبر عنه هذه الصناعة.

المرأة الأفريقية

كان للنساء دورهن البارز في هذا المجال من خلال التخصص بصناعة الجلود لإنتاج أفرشة وأغطية بزركشتها الجميلة وزخرفتها الساحرة للأعين، أما الرجال فيزاولون صناعة كل الأدوات الحادة المستخدمة بشكل يومي في المطبخ وغيرها من معدات الشاي الخاصة، إلى جانب وصياغة الحلي من الفضة والذهب الأبنوس كالقلائد والأساور، بالإضافة إلى صناديق التخزين والزينة من أنواع أخرى من الخشب النادر، لذلك  دائما تزخر المعارض بمنتجات عديدة ومتنوعة من الصناعة التقليدية في موريتانيا، ويتزايد عليها الطلب في المناسبات والمهرجانات الثقافية.

كما يتميز التراث الأفريقى بتصميمات الفساتين المختلفة، حيث تفضل المرأة الأفريقية إرتداء الفساتين بجميع أشكالها، بداية من الفساتين القصيرة المنفوشة ذات الألوان الزاهية المتداخلة، وحتى الطويلة المجسمة المتميزةبنقشاتها ورسوماتها الأفريقية التى تخطف أعين وقلوب الفتيات المهتمات بعالم الموضة حول العالم.

المصدر: إشراف : منار السيد - سماح موسى – شيماء أبوالنصر – محمد عبدالعال – أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 991 مشاهدة
نشرت فى 4 نوفمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,661,072

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز