كتبت : سكينة السادات

حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى رباب32  سنة  قالت إنها من أسرة متوسطة وهى أصغر إخوتها والكبيران ذكران، وأن والدها كان محاسبا فى الحكومة وعندما وصل إلى سن المعاش وغادر العمل الحكومى التحق بالعمل فى مكتب محاسبة أجنبى فى شركة خاصة

وقالت إن معروف فى دنيا المال والأعمال والأوراق المالية وأنه حرص على أن يكون ولداه الكبيران محاسبين مثله، وأما أنا فقد خيرنى فى الالتحاق بالكلية التى أريدها فالتحقت بكلية التجارة الإنجليزية وتخرجت بتفوق وبمساعدة أبى التحقت بالعمل فى أحد البنوك الوطنية، وعن حياتها الاجتماعية قالت إنها عضو فى أحد النوادى القريبة من بيتها وأنها كانت تقضى كل وقت فراغها وإجازاتها فى النادى وكانت عضوا فى “جروب” أى مجموعة من أعضاء النادى ينظمون الرحلات والاحتفالات من خلال النادى، فلم يكن لديها أى ملل أو فراغ وكانت أيامها مليئة بالعمل فى البنك الذى ترقت فيه بسرعة لإتقانها اللغة الإنجليزية وانضباطها فى المواعيد وخلافه وثقة رؤسائها فيها ولم يكن يقلقها سوى حزن أمها وأبيها على عدم زواجها حتى وصلت إلى الثلاثين رغم جمالها ومالها، وكان الرفض من جانبها هى فقد تقدم لها الكثيرون وكانت تربطها صداقات كثيرة من الفتيات والشباب من النادى وفى البنك فلم تشعر بمرور الأيام ولم تربطها أى علاقة عاطفية، وكان ذلك محزنا لأمها وأبيها فهى ابنتهما الوحيدة والولدان الكبيران اخواها تخرجا وتزوجا وأنجبا!

وقالت رباب إن عضوا جديدا انضم لمجموعة الأصدقاء بالنادى يعمل فى بنك غير البنك الذى تعمل فيه رباب ومن هنا نشأت صداقة بينها وبينه تطورت إلى حب وتقدم لخطبتها وقبل لقاءه مع أسرتها قال لها: يا رباب لدى بعض الطباع السيئة فأنا غيور جدا وأيضا )شكاك( أشك فى كل شىء وأنت وشطارتك بقى. تخلصينى من تلك الطباع السيئة التى لا أستطيع التخلص منها وحدى!

ومرت فترة الخطبة ولم تستشعر رباب أى سوء فى خطيبها وتزوجا، وتقول إنها قضت أحلى أيام حياتها مع زوجها وائل حتى جاء يوم أسود جلسا فيه بعد العشاء وكانت حاملا فى الشهر السادس وقررا أن يتفرجا على الصور القديمة لهما صور الطفولة والمراهقة وكانت المفاجأة!

lll

واستطردت رباب.. كنت أنا التى اقترحت عليه أن نقلب فى الصور القديمة التى جمعناها فى أحد أدراج المكتب والتى لم نكن قد شاهدناها من قبل فقد جمعت القديم والقديم فى مظروف كبير لم أجد الوقت لفضه وجئت بها من بيت أبى ولم نرها منذ أن تزوجنا، قلت وليتنى ما قلت لوائل زوجي: ما تيجى نشوف الصور القديمة؟

قال: ياريت هاتيها كلها وتعالى، وجئت بالمظروف وأخذنا نضحك على صورنا ونحن أطفال حتى وجدنا صور إحدى رحلاتنا التى قمنا بها أنا والمجموعة قبل انضمام وائل إلينا، وقلب زوجى فى الصور ثم قال لى ووجهة محتقن:

- مين ده اللى قاعد لازق فيك وبيبص له حتى فى الصورة؟

قلت له: ده كان عضوا فى المجموعة وسافر للعمل بالخارج؟

قال زوجى: لكن المنظر كده إنه كان بينك وبينه حاجة؟

قلت له: حاجة إيه؟ مفيش أى حاجة غير زمالة فى النادى وأنا قلت لك قبل كده إنى ماحبتش حد غيرك ودى حقيقة وإلا كنت اتجوزته؟ قال: لأ.. نظراته لك فى الصورة غير كده! لازم أقابله وأعرف منه إذا كان فيه بينك وبينه حاجة ولا لا؟!

وتكهربت حياتنا وأصر على أن يشاهد باقى صور الرحلة، وفعلا كان زميل الجماعة يجلس إلى جوارى هكذا جاء مجلسه دون ترتيب، وأقسم بالله يا سيدتى ما كان بينى وبينه أى شىء، وتغير حال زوجى ولأول مرة منذ تزوجنا لم أستطع أن أقنعه بأننى لم أحب ولم أتزوج سواه وأنه لا محل للشك فى أى شىء ولكن هيهات! ماذا أفعل يا سيدتى وأنا حامل فى الشهر السادس وقد دخل الشك فى قلب زوجى وأنا لا أحب أحدا غيره؟

lll

لقد أنذرك زوجك قبل الزواج وقال لك بصراحة أنه غيور وشكاك، والنصيحة عندى إذا لم يقتنع بكلامك أن تختارى من بين المجموعة من تثقين به ودعيه يؤكد لزوجك أنك لم ترتبطى بصاحب الصورة بأى رباط ولو كان ذلك صحيحا لعرفوا جميعا، وأنه سافر للعمل بالخارج وأرجو أن تأخذى زوجك بالراحة وتؤكدين أنه ليس فى حياتك سواه وسوى ابنك القادم فى الطريق والله المستعان!

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 512 مشاهدة
نشرت فى 9 ديسمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,830,684

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز