بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا جيدا كانت تتحدث مع جدتها عنالحب وهل هو بالفعل ذلك الشعور الغامض الذي يجعلنا أسرى لمن نقع في هواهم؟
ابتسمت لها الجدة وأجابتها أن الحب يولد معنا نراه في كل تفاصيل حياتنا الجميلة، وهو أشكال وألوان وكلها تؤدي إلى بعضنا، إنه الساحر العجيب الذي يجعلنا نستمتع بالعالم حولنا.
سألتها جيدا عن معنى ما تقوله، ففسرته لها بأن المشاعر الجميلة لابد أن توجد داخل الإنسان أولا وهو يلون بها الكون حوله، فالطفل الذي لم ينشأ على الحب وعرفه من والديه تجده يكبر على الشدة بقلب متحجر لا يعرف الرقة، مادي جدا في جميع معاملاته وأناني ولا يعرف إلا مصلحته.
أما من تنفس الأحاسيس الراقية منذ نعومة أظافره تجده لا يفكر إلا فيما يحبه ولا يسعى إلا إليه في كل مقاصد حياته وفي جميع علاقاته.
ابتسمت لها جيدا وقالت: وماذا عن الحب العاطفي بالتحديد؟
ردت عليها الجدة بصوت رخيم بأنه أندر الأنواع،
هو جوهرة ثمينة في أحد الكهوف بجبال بعيدة محاطة بمياه المحيط من جميع الجهات لا يصل إليه سوى بحار مغامر جاب بسفينته البحار والمحيطات، وحتى ذلك البحار يجب أن يكون محظوظا جدا حتى يحظى بجوهرة الحب التي تلون حياته بكل ألوان الفرح والسعادة.
ولذلك لا يحظى بها غير عدد قليل جدا من البشر رغم أن هناك كثيرين يتوهمون أنهم فازوا بها لكنهم في الحقيقة مجرد واهمين، وغالبا ما يستفيقون على صدمة تهز كيانهم حينما يكتشفون أن جوهرتهم ليست سوى قطعة من الزجاج الرديء.
هم واهمون يظنون أن جوهرة الحب يمكن أن يجدونها على شاطئ أحلامهم.
ساحة النقاش