كتبت: هدى إسماعيل
إقبال جماهيري كبير شهده معرض القاهرة الدُولي للكتاب فى دورته الـ 54، حيث بلغ عدد الزائرين للمعرض في اليوم الواحد أكثر من 300 ألف زائر ليتخطى إجمالي الزائرين خلال الثلاثة أيام الأولى للمعرض النصف مليون زائر، وهو رقم كبير انعكس على مبيعات الناشرين خلال الأيام الأولى للمعرض وهو ما يعطي مؤشرا جيدا لنسب المبيعات.
تحت شعار "على اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع" انطلقت الدورة الـ54والذى تم اختيار صلاح جاهين ليكون شخصيتها، وتحل عليها دولة المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف، وتعد إحدى أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم حيث يشارك فيها 1074 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا من 53 دولة، من بينها دول جديدة مثل المجر والدومينيكان، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية تضم لقاءات مع مبدعين وكتاب ومفكرين وفنانين ورموز وقامات مصرية عربية وعالمية، لتعزيز دور الثقافة في بناء المستقبل الذي نتطلع إليه.
حياة كريمة
لأول مرة تشارك مؤسسة "حياة كريمة" بجناح خاص فى فعاليات المعرض، ويقول وليد إمام، مسئول جناح حياة كريمة في المعرض:تنظم المؤسسة من خلال الجناح الخاص بها عدة فعاليات، تتضمن التعريف بالمشروع القومى"حياة كريمة"، حيث استضافت مجموعة من الأطفال من القرى التابعة للمبادرة لتشجيعهم على القراءة، فضلًا عن عرض المنتجات والمشغولات اليدوية للسيدات من هذه القرى لمساعدتهن على تسويق المنتجات والمساعدة فى تطوير المشروع وأعمالهن، كما تتضمن الفعاليات بعض الزيارات من سفراء حياة كريمة.
عفواً إنه الحب
تشارك الكاتبة الصحفيةإيمان العمري، مديرة تحرير مجلة حواء في معرض الكتاب بأحدث أعمالها المجموعة القصصية "عفوا .. إنه الحب" ومن خلال العمل الذي يتكون من خمس قصص تبحر بنا الكاتبة في عالم خاص يمتزج بين التاريخ والخيال، والبداية مع قصة حفلة تنكرية حيث نرى أبطال التاريخ يتجمعون في الحاضر، وبعدها تدخل بنا الكاتبة للعصرين الفاطمي والمملوكي وحكايات الحب بكل أوجهه في تلك الفترة الزمنية البعيدة، وتختتم المجموعة بالقصة التي يحمل الكتاب اسمها وهي تعد رؤية جديدة لحكاية شهرزاد وشهريار الشهيرة لكنها في قالب يغلفه العشق والغرام لنرى في النهاية كيف أن مشاعر الحب الرقيقة عبر كل الأزمان وفي كل مكان قادرة على تغيير أوجه الحياة وإشاعة السلام والوئام بين البشر أجمعين.
وتعد المجموعة القصصية العمل العاشر للكاتبة، فقد سبقتها ست روايات وثلاث مجموعات قصصية غلب عليها الطابع الرومانسي الممتزج بالقضايا الاجتماعية لكن في ذلك العمل تدخل بوابة التاريخ لأول مرة.
بصمات الرب
احتفلت الكاتبة الصحفية والأديبة هبة عادل، مدير تحرير مجلة الكواكب بصدور أحدث كتاباتها التى جاءت بعنوان "بصمات الرب"، ويضم الكتاب ١٥ قصة قصيرة مكتوبة بنسق شعري وحوارات بين الموجودات وبعضها فى إطار من الرومانسية، ومحاكاة عوالم غير منظورة، عاكس الكثير من الخيال بين طياته؛ ولا يخلو فى الوقت نفسه من طرح تساؤلات فلسفية شديدة الواقعية حول المعاناة من وطأة القهر وآلام الظلم وسطوة الخوف ولهيب الأقدار الدامية.
ويعد هذا الكتاب الثالث فى سلسلة إصدارات الكاتبةبعد ديوان شعر "سأتركك عذراء"، ومجموعة القصص القصيرة "متاهات الآلهة".
الغائب الحاضر
كتاب "آنستونا" للكاتب الصحفي والناقد الفني ضياء مصطفى، والذي يشارك في معرض القاهرة الدولي، يتناول الكتاب رحلة سمير غانم - إنسانيًا وفنيًا - بدايةً بزواج والديه، مرورًا بميلاده وحياته، وصولًا لوفاته، كما يسلط الضوء على نشأته في شمال الصعيد، وامتداد نسبه لجنوبه، وكيف كان الدفء والحزم دستور بيت عائلته، إلى جانب أسرة سمير غانم الصغيرة، وكيف تعرف على دلال، والأسباب التي أدت للزواج، وإنجاب ابنتيه، وكذلك رحلة مرضه القصيرة.
يقول الناقد الفني ضياء مصطفى:"آنستونا" هو أول تجربة لي في معرض الكتاب ككاتب بعد سنين طويلة من الزيارة كقارئ أو صحفي، ويتضمن الكتاب حياة سمير غانم فنيا وإنسانيا،وقد تكون المعلومات الأساسية معروفة للكثير، لكن الكتاب اقترب أكتر وقدم أسبابا وشرحا لمراحل كثيرة فى حياته، كما يعرض الكتاب المواقف الصعبة التي مرت في حياته، وكيف ترك الفقد أثر عليه، والتحولات الفنية التي مر بها، بالإضافة إلى هوامش من حياته وآرائه في بعض الأمور التي تكشف الكثير من شخصيته.
الإفتاء حاضرة
فى الجناح الخاص بدار الإفتاء المصرية، ألقى فضيلة د. شوقي علام، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم محاضرة قال فيها: هناك تعاونًا يجمع دار الإفتاء المصرية والهيئة العامة للكتاب، وقد نتج عن هذا التعاون إصدار كتيبات الدليل المرجعي لمواجهة التطرف ومكافحته، ويقع من حيث الوصف في أكثر من ألف صفحة، وقد استغرق إعداده سنوات، وتحديدًا منذ عام 2014 التي درسنا فيها الحالة الداعشية، فضلًا عن الواقع المصري الذي أعقب حكم الإخوان، مشيرًا إلى أنَّ هذا العمل صدر تعبيرًا عن عقل متدبر للواقع والنص.
وأضاف فضيلة المفتي خلال محاضرة له بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بمناسبة مئوية الشيخ الجليل عبد اللطيف حمزة، الذي تولى مهمة الإفتاء في الفترة من 1982م إلى 1985م، أنَّ فتاوى الشيخ عبد اللطيف حمزة كانت فتاوى مؤسسية قطعت التشكيك في وقت صلاة الفجر بتكوين لجنة من مختصين من الحساب والفلك مع الشرعيين، مؤكدًا أنه كان من إعلام المفتين المصريين وحقبته كانت بمثابة نقطة مضيئة في تاريخ الإفتاء المصري.
كما أكَّد فضيلة المفتي أنَّ الفتوى في دار الإفتاء هي صمام الأمان للعالم، وأنَّ دار الإفتاء أصبحت بيت خبرة متراكمة عبر التاريخ، ومؤسسة وطنية تعمل تحت عنوان استقرار المجتمع، حيث اشتبكت مع الواقع اشتباكًا عميقًا، مشيرًا إلى المؤتمرات الدولية التي تعقدها دار الإفتاء والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، ومركز سلام لمكافحة التطرف، الذي أثبت نجاحًا برهن عليه الحضور المحلي والدولي الكبير خلال مؤتمره الأخير.
كما تطرَّق حديث فضيلته إلى دورات المقبلين على الزواج، التي دشنتها دار الإفتاء المصرية من خلال مركز الإرشاد الزواجي، حيث عقدت أول دورة حول المقبلين على الزواج عام ٢٠١٤ كأول مؤسسة تعمل على حماية الأمن المجتمعي، كما أشار إلى إصدار الدار "دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة"، الذي اشترك فيه فريق من المختصين في مجالات مختلفة لحماية الأسرة المصرية.
في إطار ذي شأن تناول حديث فضيلة المفتي ظاهرة الطلاق، مؤكدًا أنَّ هناك خطرًا من الاستهتار بالتلفظ بكلمة الطلاق والشرع لا يبيح ذلك إلا بعد محاولات للإصلاح والحفاظ على الأسرة، مشيرًا إلى قيام الدار بعقد دورات للمقبلين على الزواج بالتزامن مع مبادرة رئيس الجمهورية لتنمية الأسرة، مؤكدًا اتِّباع الدار لإجراءات إفتائية صارمة للتحقيق في أمر الطلاق لحماية الأسرة حيث لاحظ أمناء الفتوى من خلال الحالات التي يحققون فيها أن الرجال يتسرعون في التلفظ بالطلاق، كما لفت النظر إلى اتخاذ إجراءات وقائية بالتعاون مع وزارة العدل لتدريب المأذونين على التحقيق في أمور الطلاق.
ساحة النقاش