بقلم د. حنان سليمان

علينا جميعا الترشيد والعمل على تغيير نمط الاستهلاك والحد من الإسراف فى كافة مصادر الطاقة، لكن كيف يمكن تعليم أولادنا كيفية الاستخدام الأمثل والاعتدال فى استخدامها؟

إن الاستخدام الصحيح أوالخاطئ لمواردنا عادة نكتسبها منذ الصغر، وهناك العديد من السلوكيات الخاطئةالتى نفعلها جميعا صغارا وكبارا وكأن مواردنا لن تنتهى سواء المياه أو الطاقةمن كهرباء ومنتجات بترولية من بنزين وغاز، وهو أكبر اعتقاد خاطئ يمر على أذهان الكثير منا، لذا يجب تعريف النشأ أنمواردنا محدودة وقابلة للنفاذ وما نفعله اليوم نستفيد منه ويساعدنا على التوفير اقتصاديا وماديا وينفع أحفادنا وأجيال الغد، وعلى الوالدين دور كبير فى شرح ثقافة الترشيد لأولادهم وهناك بعض النشاطات يمكن الاستعانة بها للتوضيح للأطفال مدى أهمية الماء كنموذج للمصادر الطبيعية المتجددة والتى لا يمكن الاستغناء عنها.

أدعو خلال مقالى هذا إلى تنظيم رحلات للتعرف أكثر على المصادر الأخرىللطاقة ومنها المشروعات التى نفذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، كمحطة بنبان للطاقة الشمسية، ومحطات توليد الكهرباء من الرياح، فضلا عن محطات تحلية المياه، وبالأخص الأخيرة لأن قطرة منها تساوى حياة، فإن مثل هذه الرحلات المعرفية من شأنها أن تساعد على فهم كيفية انتقال قطرة الماء من الغيوم عبر مياه الأمطار إلى صنبور المطبخ بعد مرورها بمراحل عدة تكلّف الكثير من الوقت والجهد والمال، بالإضافةإلى السماح للأطفال بالمشاركة في البحث عن تسريبات الماء في المنزل، ومعالجتها للحفاظ على المياه، حيث إن التعليم من خلال الممارسة يعد من أكثر الطرق فعالية والاستعانة بالمواد التفاعلية عبر الإنترنت التي توفر أنشطة وألعابا تساهم في تعليم الأطفال أهمية الماء ومصادر الطاقة وكيفية الترشيد بطرق أكثر متعة وأقل تعقيدا وغرس مبدأ ترشيد الاستهلاك في نفوس أولادنا.

إن الحديث عن سبل توفير المياه إنما هو مجرد مثال يجب تعميمه على مختلف أنواع الطاقة من كهرباء وغاز، وهى نواة لغرس ثقافة الترشيد فى نفوس أبنائنا حتى ينشأوا على التوفير ومعرفة قيمة الأشياء وكيفية الحفاظ عليها، فمن خلال الحفاظ على الطاقة التى هى أحد أهم سبل الحياة والتى بدونها تتوقف الدورة الحياتية أساس يمكن للأم أن تبنى عليه تعليم الصغار التوفير فى المصروفات وتجنب الإسراف فى كافة مناحى الحياة.