بقلم د. رانيا شارود
يشعر كل إنسان أن أمه ملكة،وأعظم ملكة فى الوجود، فكلمة "أم" تعنى كل المعانى الإنسانية التى عرفتها البشرية،كما أن الأمومة غريزة قوية جدا وتولد بالفطرة ليست فقط فى الإنسان بل فى كل مخلوقات الله عز وجل حتى لو اختلفت درجتها.
إن إحساس الأمومة ونعمة وجود الأم لا يقدر بكنوز الدنيا، و يشعر بقيمته من حرم من حنان أمه،ورغم أنالأب هو الأمن والأمان للأسرة لكن فقدان الأم يكون أصعب لأن تعويضه صعب،فالأم عند وفاة الأب تكون هى الأم والأب والأخ والأخت فى حياة أولادها، لكنعند وفاة الأمقد يعجز بعض الآباء على احتواء أبنائهم،رغم أنهم يبذلون مجهودا كبيراليكونوا عوضالهم عن فقدان أمهم، لذا كانت وصية الإسلام بالأم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سئل «من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال أمك ثلاثا، وقال جل شأنه فى كتابه: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه..."، وهذا ما نجده فى كل الأديان السماوية.
حقا إن المرأة المصرية عظيمة وقوية، نجدها سندا لزوجها وداعمالأبنائها خاصة عندما يمرون بأزمة ما أو مشكلة حياتية، ومع ما نعايشه من أزمة عالمية أثرت سلبا على أسعار كافة السلع الأساسية نجدها قادرة على التأقلم وترشيد استهلاكها ومكافحة استغلال وجشع التجار و توفر كل مواردها لتنعم أسرتها بالاستقرار.
تتبع المرأة كافة الطرق والأساليب الممكنة للتوفير فى ميزانية أسرتها دون التفريط فى أى من احتياجات أفرادها، تبحث عن الجودة العالية والأسعار المخفضة، تقارن بين المعروضات وكأنها خبيرة اقتصادية، لذا عندما طرحت الدولة منافذها التى وفرت عبرها السلع الأساسية وجدناها سارعت للاستفادة من المنتجات المعروضة بها.
ومع ارتفاع الأسعار والذى بات دخل رب الأسرة عاجزا على مجاراتها لجأت المرأة إلى حيل اقتصادية وأفكار غير تقليدية لترفع دخل أسرتها وتحسن من وضعها الاقتصادى من خلال عمل مشروعات صغيرة تديرها من منزلها ودون أن تؤثر على واجباتها المنزلية ومسئولياتها تجاه زوجها وأبنائها، والأمثلة على ذلك عديد، فالبعض أعدمأكولات منزلية وباعها"أون لاين"وآخرون يصنعون منتجات الألبان، وهناك من تربى الطيور فى المنازل لتقف بجانب زوجها، فكل أم مصرية هى ملكة، قادرة على مواجهة التحديات التى قد تعصف بالأسرة سواء اقتصادية أو اجتماعية.
ساحة النقاش