إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقنا حمزة كان يتحدث في الهاتف بانفعال شديد أقرب إلى الشجار وأنهى المكالمة بأسلوب فج.
سألته والدته عن السبب في شجاره مع صديقه فحاول أن يتهرب من الإجابة لكنه في النهاية استسلم وأخبرها أنهما كانا يتحدثان عن مباراة كرة القدم الأخيرة بين فريقيهما وكل منهما انحاز للفريق الذي يشجعه ويرى أنه الأفضل ومن حقه أن يحصد كل البطولات.
استمعت له الأم جيدا وبعد أن أنهى حديثه سألته عن الفائدة التي تعود عليه هو وأصحابه من مشاهدة المباريات ومتابعة الأحداث الرياضية، وقبل أن يجيبها ردت هي بأن فائدتهم الوحيدة هي الاستمتاع بما يشاهدونه، فهم لا يحصلون على جوائز ولا على أموال مثل اللاعبين، كما أنهم لا يمارسون الرياضة فيجنون فوائدها لأجسامهم وعقولهم إنها فقط متعة المتابعة، فاذا تحولت إلى شجار وخسرنا بسببها الأصدقاء فمن الأفضل إلغاء الرياضة كلها لأن ببساطة الهدف الأساسي من جميع الألعاب هو نشر الروح الرياضية.
وهذا المصطلح يعني التعاون بين الجماعة والمنافسة بأخلاق وتقبل الهزيمة مثل الانتصار، وبذلك تسود المجتمعات الأخلاق الحميدة ويتنافس الجميع لتحقيق النجاح بشرف بعيدا عن الضغائن والأحقاد، لكن لو تحولت الرياضة إلى أداة لنشر البغضاء وأصبحت المبارايات وما يحدث بها مادة خصبة ليسخر كل شخص من الفريق المنافس ومشجعيه ونستخدم وسائل التواصل الاجتماعي فيما نطلق عليه " التحفيل على المهزوم" هنا من الأفضل إيقاف جميع المنافسات الرياضية لأنها فقدت معناها.
شعر حمزة بالخجل من نفسه ومما يفعله وأسرع بالاتصال بصديقه ليعتذر له عن انفعاله عليه.
- وبدل ما تتخانقوا على الكرة كل واحد يشوف المذاكرة اللي وراه أحسن.
ساحة النقاش