كتبت: إيمان العمري
الخطبة ليست فترة للتنزه وتبادل الهدايا وإعداد عش الزوجية ولكنها مرحلة مهمة لوضع حجر الأساس لحياة كاملة.. وعلى كل طرف أن يهتم بالتفاصيل ويعرف ما هي نقاط الاتفاق والاختلاف مع الآخر وهل يمكن أن يتكيف مع ما بينهما من تناقضات حتى لا يكون الطلاق هو المصير المحتوم لعلاقتهما ؟!
في البداية تحدثنا داليا نبيل، استشارية العلاقات الأسرية وتقول: لكل شخص إيجابياته وسلبياته، وفي مرحلة الخطبة ينبهر كل طرف بمميزات الآخر لكن في الوقت ذاته يجب أن يتعرف عن ما به من سلبيات وهل يمكنه التكيف معها أم لا؟
وتضيف: هناك بعض النقاط التي تجعل من الصعب أن ينجح الزواج بعد ذلك مثل وجود اختلافات جوهرية بين شخصيتي الخطيبين كأن يكون أحدهم منطلقا ومتفتحا والثاني متحفظا ومنغلقا،أو يكون بينهما اختلاف كبير وواضح في البيئات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية تصل لحد عدم التكافؤ، وأيضا الاختلاف في القيم والمبادئ وترتيب الأولويات بينهما كل ذلك قد ينتج عنه صراعات بعد الزواج وإن حاول أحد الطرفين التنازل سيكون ذلك لفترة وسرعان ما سيشعر بالضيق وتبدأ المشاكل التي غالبا ما تنتهي بالطلاق، لذا يجب التركيز في الطريقة التي يتعامل بها كل طرف وقت الاختلاف وهل يوجد نقطة للاتفاقأم هناك تعنت في فرض الرأي، فاذا لم توجد تلكالنقطة فلن يكون هناك أي مستقبل لتلك العلاقة.
اضطرابات الشخصية
ينصح د. رأفت الخولي،استشاري الأمراض العصبية والنفسيةبضرورة توخي الحذر عند اختيار شريك الحياة سواء من قبل البنت أو الولد أو الأهالي، ويقول: هناك بعض الأمراض النفسية التي تحول دون استمرار الحياة الزوجية وتسبب الكثير من المشاكل التي تؤدي للطلاق في النهاية، ومن أهم هذه الأمراض على سبيل المثال الاضطراب الوجداني ثنائي القطب،وهو حالة تأرجح وجداني عاطفي بين النشاط الذهني العالي والثبات النفسي والعقلي، ثم تنقلب الحالة إلى الاكتئاب الشديد، وهذا النوع يشكل خطورة على النفس والآخرين بشكل واضح, وأيضا هناك اضطرابات الفصام وهو تدهور واضح في مكونات الشخصية، ويميل صاحبه إلى العزلة وتسيطر عليه الهلاوس السمعية والضلالات وكثيرا ما يصاب بحالات من الهياج، وبجانب الأمراض النفسية هناك اضطرابات الشخصية وهي أشد خطورة على الحياة الزوجية، حيث لا تظهر إلا في المواقف الحياتية فيفاجأ أحد الأطراف بنرجسية الآخر أو أنه شخصية سيكوباتية لا تتلاحم مع المجتمع ويسعى لتدمير من حوله، أو شخصية هستيرية أو وسواسية، والأسوأ من كل ما سبق هو أن يكون أحد الخاطبين يتناول موادا مخدرة وهي تدمر الشخصية ويمكن ملاحظة أعراضها بسهولة، لذلك يجب الحذر جدا في فترة الخطبة والتأكد من سلامة شريك الحياة وعدم التغاضي عن الأعراض المرضية أو اضطرابات الشخصية.
الاختيار السليم
تقولد. هالة منصور،أستاذعلم الاجتماع بجامعة عين شمس:الطلاق لا يبدأ من الخطبة وإنما من قبلها، فالأساس هو الاختيار السليم وهو لا يعتمد على أن شخصية الآخر ليست سيئة وإنما على فهم طبيعة العلاقة وتصور الحياة المستقبلية وتحديد الاحتياجات والأولويات وهل ما يتم السعي إليه هو إيجاد علاقة اجتماعية قائمة على الماديات أم إنشاء مؤسسة يسودها المودة والرحمة؟ أما كل ما يقال عن التفاصيل والعيوب الشخصية فهي نسبية من شخص لآخر وعادة لا تكون هي السبب الحقيقي في فشل الارتباط.
وتضيف: على الخاطبين أن يسأل كل واحد نفسه هل هو سعيد بتلك العلاقة ويريد لها الاستمرام أم لا؟ وقتها يمكن أن يحدد وبدون أي ضغط من الأهل هل سيستمر وينجح في زواجه أم أن الطلاق مصيره ومن الأفضل إنهاء تلك العلاقة؟
ساحة النقاش