نهى عبد العزيز
تغيرات جذرية شهدتها أوضاع الشباب خلال السنوات الأخيرة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم، حيث كان إيمانه بقدراتهم على تحمل المسئولية كلمة السر فى تحقيق قفزة غير مسبوقة فى المكاسب والإنجازات التى حققها شباب مصر.
لسنوات طوال مثل لقاء الرئيس ومحاورته حلما صعب المنال، لكن 2016 كانت نقطة التحول، حيث تحول الحلم إلى حقيقة مع إطلاق مؤتمر الشباب الذى أتاح للعديد من شباب مصر فرصة المشاركة فى طرح حلول للمشكلات الوطنية، والجلوس جنبا إلى جنب مع رئيسهم وعرض رؤاهم وأفكارهم لتحقيق التنمية ، ولتكون تلك المؤتمرات تأكيدا على إيمان الرئيس بأن مصر لن يبنيها إلا سواعد شبابها، وأنه لا مستقبل لهذا الوطن دون أن يكون لهم الدور الأكبر فى تنميته.
ظلت المقاعد البرلمانية حكرا على شيوخ السياسة لسنوات عديدة إلا بعض المحاولات التى جاءت على استحياء من قبل بعض الشباب فضلا عن تمثيل شرفى لهم فى مختلف دورات انعقاده على مدى عقود طوال، لتتاح الفرصة حاليا إلى مئات الشباب لخوض التجربة التى أفرزت عن تمثيل مشرف لهم تحت قبتي النواب والشيوخ، حيث حصد الشباب ما يزيد عن ربع مقاعد البرلمان فى دورته الحالية بعد النجاح الكبير الذى حققوه فى دورة الانعقاد 2015.
صدر قرار فى 2014 بتفويض الوزراء فى اختيار معاونيهم لتبدأ العديد من الوزارات فى تطبيق القرار وكانت أولها وزارة الإسكان حيث أصدر د. مصطفى مدبولى وزير الإسكان آنذاك قرارا بتعيين 4 معاونين له فى كل جهة على حدة، وجاءت حركة المحافظين 2019 لتترجم إيمان القيادة السياسية بكفاءة وقدرة الشباب على تولي المناصب القيادية بما تضمنته من تمثيل فعلى للشباب الذين بلغ عددهم بالحركة 25 قائدا، 23 نائبا و2 محافظين لتبلغ نسبته 60%، وبعد هذه الخطوة استكملت الدولة مسيرتها المتسارعة في تمكين الشباب حيث وافق مجلس الوزراء في فبراير 2020 على مشروع قرار بشأن نظام مساعدى ومعاونى الوزراء ورئيس المجلس بحيث يتم اختيار 10 مساعدين ومعاونين لرئيس الوزراء والوزراء بحد أقصى.
سبق خطوات تمكين الشباب من المناصب القيادية تنفيذ عدة آليات منها البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، بهدف إنشاء قاعدة قوية من الكفاءات الشبابية لتكون مؤهلة للعمل السياسي والإداري والمجتمعي بالدولة والقطاعات الحكومية، وتمثلت مهمة البرنامج فى توسيع قاعدة المشاركة الشبابية في إدارة الدولة، وتهيئة آلاف الشباب لتولى مناصب قيادية، وخلق نموذج للتعليم والتدريب العملي المحترف يسهل تكراره على نطاق أوسع، وتدعيم الهيئات الحكومية والوزارات بكفاءات حقيقية قادرة على تحسين مستوى الأداء والإنتاجية وحل المشكلات المزمنة، ورفع مستويات الوعي السياسي والثقافي من خلال إعطاء صورة شاملة عن النظم السياسية والحكومية ونظم إدارة المؤسسات.
في إطار استثمار الدولة في العنصر البشري وبناء الإنسان المصري، أصدر الرئيس قرارا جمهوريا فى 2017 بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب بهدف تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، وجاء هذا القرار تنفيذا لتوصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب 2016 الذى عقد بشرم الشيخ، ولتكون المشروع القومي لبناء الإنسان، وعلى مدى السنوات الماضية قامت الأكاديمية بتخريج دفعات من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة من جميع المحافظات.
للتأكيد على صدق القيادة السياسية فى التمكين الاقتصادى للشباب وجه الرئيس البنك المركزى إلى تسخير كافة إمكانيات القطاع المصرفى لتنفيذ برنامج شامل ومتكامل لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تعزيز فرص تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب الأمر الذى يسهم فى توفر فرص عمل جديدة قادرة على الحد من شبح البطالة ليس للشباب فقط بل للعديد من الأسر المصرية التى تعولها المرأة، هذا بجانب تخصيص نسبة لا تقل عن 20 % من إجمالى القروض خلال السنوات التى تلت هذا التوجيه لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب، بحيث يقوم القطاع المصرفى بضخ 200 مليار جنيه لتمويل نحو 350 ألف شركة ومنشأة توفر ملايين من فرص العمل.
ساحة النقاش