كتبت: هايدى زكى
يعتاد الطفل أو الطالب خلال فترة الإجازة قضاء بعض الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي والخروج مع الأهل والأصدقاء للمرح والقيام بالأنشطة الرياضية، ومع قرب موعد بدء العام الدراسي الجديد تنشغل الأسرة المصرية بتغيير النظام المعتادة عليه مع أبنائها وتبدأ في التفكير والاستعداد لتهيئتهم قبل الذهاب للمدرسة من خلال تعويدهم على النوم المبكر وتنظيم أوقات المذاكرة وتحديد ساعات معينة للعب والمساعدة على تشجيعهم نفسيا على التفوق والنجاح وغرس التفاؤل والحماس بداخلهم ومساعدتهم على تكوين صداقات جديدة في المدرسة.
خبراء التربية يقدمون لك بعض النصائح التي تساعدك على تهيئة طفلك قبل ذهابه للمدرسة.
البداية مع الخبير التربوى د. صفاء المعداوى وتقول: بعض الأسر يكون لها استعدادات خاصة لبداية العام الدراسى، ومع العودة للمدرسة يبدأ الضغط النفسى بشكل غير مباشر على الطلاب، وهذا أمر غير صحيح يؤدى إلى نتائج سلبية، فعلى الأهل البعد عن التوتر والقلق المصاحب للعودة للمدارس ومراعاة حالة القلق والخوف التى تصاحب أولادهم مع بداية الدراسة والدخول فى مراحل تعليمية جديدة، وأن يكونوا على وعى وفهم أن النظام والتخلص من روتين الإجازة سينتهى بالتدريج خلال الأسبوع الأول من الدراسة وعليهم عدم تخويف الأطفال والبعد عن الانتقاد السيئ والاهتمام بالنظام اليومى ووضع روتين يومى مناسب يتفق مع قدرات أطفالنا ومراعاة الاختلافات، فليس كل الطلاب على نفس القدر من الوعى والاستيعاب وما هى إلا فروق فردية.
وتضيف: يجب الاهتمام بتخصيص وقت الفراغ والترفيه بهوايات مفيدة والتخلص من بعض العادات السيئة للطلاب خاصة فترة الإجازة كاستخدام الموبايل بشكل خاطئ ولساعات طويلة حتى منتصف الليل، فيجب تحديد وقت لهم وأن نقلله يوما بعد يوم أثناء فترة المدرسة حتى ينحصر فى عدد ساعات معينة حتى انتهاء فترة الدراسة، وأننا لا نستطيع أن نمنعهم من استخدام الموبايل لأنه يتداخل الآن مع المناهج الدراسية والحياة التعليمية، فالتنظيم لا المنع ومراقبتهم باستمرار مع أول يوم دراسة وتحديد أهداف للطالب، ووضع جدول للمذاكرة وزيادة ساعات المذاكرة يوميا بالتدريج، وجعل الطالب هو من يحدد وقت المذاكرة ومكانها فى المنزل حتى يشعر بالمسئولية وتقليلها مع العودة للمدرسة وزيادتها فيما بعد، والبعد عن مصادر التشتت والضوضاء وأماكن النوم أثناء المذاكرة.
أنماط معيشية
تقول د. اعتماد خليل، أستاذة علم النفس بالمركز القومى للبحوث: هناك بعض الطلاب يدخلون فى صدمة مع اختلاف نمط الحياة والعودة للنظام والمدرسة بشكل يومى لأن فترة الإجازة الصيفية يتعودون على نمط حياة مختلف تماما عن المدرسة من حيث عادات النوم وتناول الأطعمة، أو حتى زيارات الأهل والأقارب، والخروج إلى المتنزهات، لذلك علينا مراعاة الحالة النفسية للطلاب وعدم التخلص من كل عاداتهم اليومية خلال فترة الإجازة خاصة الهوايات المفضلة والرياضة والاهتمام بها وتنميتها خلال الدراسة أيضا، وأن نتحدث مع أولادنا ونهتم ونسمع مشكلاتهم والعواقب التى تواجههم فى أول أيام العودة للمدرسة، ومعرفة اهتماماتهم وما يرغبون فيه ويهتمون به والجلوس معهم والتخطيط لأيام الدراسة، وتخصيص أيام لزيارة الأهل واللعب وجعلها عبارة عن مكافآت عند التفوق حتى لا يشعر الطلاب بأن الدراسة هى مرحلة عقاب وبعد عن أشخاص وزيارات محببة لهم ورياضة يرغبون فى ممارستها فيبتعدون عنها وبالتالى يدخلون فى مرحلة من الاكتئاب ورفض الخطط الدراسية وقد يؤدى إلى الفشل.
وتتابع: على الأهل جعل المدرسة وسيلة محببة للطلاب وجعلهم على وعى بأهميتها والنتائج الإيجابية التى تعود على الناجح من شهادات تقدير وفرص حياتية مناسبة وبث الثقة في نفس الطفل من خلال التركيز على مواطن القوة والإيجابية لديه وإبرازها، وتدريب الوالدين للطفل على الحديث الإيجابي مع ذاته كأن يقول "أنا شاطر، أنا متفوق، أنا متميز"، وضرورة تجنب الحديث عن الصعوبات التي يواجهها الأطفال خلال فترة الدراسة، بل رفع حماسة الطلاب للعودة إلى المدارس بالنظر إلى الجوانب الإيجابية، مثل رؤية الأصدقاء والمعلمين، واكتساب معارف جديدة.
تدعو د. هبة سعيد، أستاذة التغذية بالمعهد القومى للتغذية إلى ضرورة الاهتمام بالمبادرات الرئاسية التى تم إطلاقها والتى تعنى الطلاب فى المدارس والتوعية والحرص على الحضور وعمل التحاليل اللازمة من خلال هذه المبادرات للقضاء على الأنيميا والتقزم وغيرها من الأمراض الخطرة التى تصيب الأطفال.
وتقول: لا شك أن فترة الإجازة بها العديد من العادات الغذائية اليومية غير الصحية كعدم الانتظام فى النوم والإهمال فى تناول الأطعمة الصحية، لذا مع بداية العام الدراسى علينا الاهتمام بوجبة الإفطار تحديدا، وتنظيم مواعيد الوجبات ومحاولة تغيير العادات الغذائية أثناء الإجازة والتقليل من تناول الحلويات والمقرمشات والوجبات المحفوظة.
وعن الوجبة المدرسية تقول: يجب أن تحتوي على ثمرة فاكهة مثل برتقال أو جوافة لاحتوائهما على فيتامين سي، ويمكن للأم التغلب على مشكلة السندوتش المدرسي بعمل فطائر من البيتزا بالدجاج أو الجبن أو الزيتون أو الطماطم مع الاستغناء تماما عن اللحوم المصنع، ولتقوية جهاز المناعة يجب عمل عصير البرتقال والليمون والجوافة بشكل دائم ووضعهم بالثلاجة لتوافر فيتامين سي فيها، والإكثار من تناول الطفل للفواكه الطبيعية والطازجة.
ساحة النقاش