محمد الشريف
عملت الدولة على تحسين أوضاع المواطنين على مختلف الأصعدة الصحية والتعليمية والخدمية من خلال تنفيذ عدد من المشروعات القومية، والمبادرات الرئاسية التى عنيت فى المقام الأول برفع المعاناة عن المصريين وتوفير حياة كريمة لهم تشمل خدمات حقيقية وبنية تحتية ترتقى بمستوياتهم المعيشية.
"حواء" رصدت آراء عدد من الشخصيات العامة والسيدات اللائى أجمعن على تغير حياتهن إلى الأفضل بفضل المشروعات التي أنجزتها الدولة في مختلف محافظات مصر، وأكدن أن الكثير من المناطق لم تكن نظيفة، وخالية من البنية التحتية والمشروعات الخدمية، وأشدن بإنشاء عدد كبير من المدارس التي وفرت على أبنائهن الانتقال لمسافات طويلة يوميا، ورصف وتأهيل الطرق، وإنشاء أسواق حضارية ومنظمة.
على مدى سنوات عديدة عانت أضلع المنظومة التعليمية الثلاثة –الطلاب والمعلميين والمدارس- التهميش والإهمال، فالمعلم لا يتقاضى راتبا يوفر له حياة كريمة ما دفعه للعمل فى الدروس الخصوصية والتى عانى تبعاتها الطلاب وأولياء أمورهم، فضلا عن كثافة الفصول التى تمنع المعلم من أداء رسالته بالشكل المطلوب وتحرم الطالب من الفهم الجيد للشرح، ناهيك عن تهالك المدارس وما تحتويه بين جنباتها من فصول لا تملك سوى الاسم فقط، فلا معامل للتجارب العملية أو الموسيقى أو الرسم أو حتى الحاسب الآلى.
سنوات من المعاناة كان تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم نهاية لها وبداية لحقبة جديدة أدركت خلالها القيادة السياسية أن التعليم أساس التطوير وسبيل التنمية، ليشهد ملف التعليم طفرة حقيقية وتطوير شمل كافة قطاعاته ومراحله المختلفة، حيث تم تطوير المناهج، ودعم المعلمين وتحسين أوضاعهم المادية والمهنية، فضلا عن مساهمة المبادرة الرئاسية "حياة كريمة فى تطوير المدارس القائمة وبناء أخرى جديدة.
هذا التغير لمسته ريهام على، مدرسة بالمرحلة الابتدائية والتى تؤكد أن الأوضاع تغيرت بشكل كبير فى المدارس الحكومية بعد إطلاق مبادرة حياة كريمة التى عملت على بناء مدارس جديدة وترميم القديم منها، فضلا عن تزويد بعض المدارس بأدوات تكنولوجية فى إطار تنفيذ خطة الوزارة للاعتماد على التعلم الإلكترونى.
وعلى المستوى المادى تشيد سهام محمد، مدرسة الرياضيات بالمرحلة الثانوية بقرارات الرئيس وتوجيهه لرفع كادر المعلمين وإقرار الزيادات الدورية والتى قلصت الفرق بينها وأقرانها من المعلمين وغيرهم من موظفى الدولة.
أما إيمان ماهر، أم لثلاثة طلاب فى مراحل تعليمية مختلفة فقد لمست التغير فى العملية التعليمية فى العديد من الجوانب منها؛ التوسع فى إنشاء المدارس والتى ساهمت فى مواجهة كثافة الفصول، وتطوير المناهج، قائلة: على الرغم من مواجهتنا كأولياء أمور صعوبة فى فهمها فى بداية تطبيقها إلا أن المختصين أشادوا بها، وهو ما نأمله، أن يتعلم أبناؤنا بطرق عالمية يرتقون من خلالها لمستوى أقرانهم فى مختلف الدول.
لم يمثل تطوير المدارس أو المناهج أو الارتقاء بمستوى المعلم أهمية لسنية مصلحى، التى انفصلت عن زوجها تاركا لها ولدا وفتاة امتنع عن دفع مصاريف تعليمهما، لذا فإن مبادرة حياة كريمة التى وفرت لابنيها مصروفاتهما المدرسية وكذا أدواتهما دليل كاف على التغيير الحقيقى الذى يعيشه المصريون خاصة للأسر الأشد فقرا، كما وفر إنشاء مدرسة بقريتها عناء ابنيها فى الذهاب يوميا للمدرسة الواقعة فى المركز التابعين له، الأمر الذى كان يستغرق منهما ساعة ذهابا وإيابا يوميا، فضلا عن قلقها عليهما حال تأخرهما.
أساس التطوير
قالت الخبيرة التربوية د. صفاء المعداوي، ووكيل وزارة التربية والتعليم سابقا: إن منظومة تطوير التعليم في مصر من أكبر المشروعات القومية التى أعادت الدولة إلى خريطة التصنيفات الدولية المتقدمة، فعلى مستوى المحتوى التعليمى تعد المناهج الجديدة من أفضل المناهج التي تدرس على مستوى العالم حيث تم إعدادها بعد التعرف على مناهج الكثير من الدول المتقدمة في العملية التعليمية، وقد شهدت المنظومة العديد من التغيرات الجذرية التى هدفت إلى تنمية المهارات العقلية لدى الطلاب، والتأكيد على ضرورة غرس الأخلاق والعادات المصرية الأصلية فى نفوس الأبناء من خلال تدريس مادة الأخلاق والمواطنة لما لهما من دور مهم فى مواجهة التطرف الديني.
وتتابع: يعد إنشاء بنك المعرفة أحد أبرز مظاهر التغيير الذى شهده التعليم، فضلا عن المنصات الإلكترونية والبرامج التعليمية والتى وفرت على الكثير من أولياء الأمور مبالغ طائلة كانوا يدفعونها للدروس الخصوصية، ومن أهم التغييرات التى نجحت فيها المنظومة الجديدة إتاحة الأماكن للطلاب فى الجامعات المختلفة، والذى يترتب عليه اختيار الطالب للكلية التى يفضلها، وعدم الاعتماد بشكل كلي على المجموع للقبول فى الجامعات، بجانب الكتب الجديدة التى ترسخ الهوية المصرية وهذا بلا شك يصب في مصلحة الطالب.
الارتقاء بالصحة.. قبلة حياة
تطوير المستشفيات والوحدات الصحية والخدمة العلاجية كان من بين أولويات خطة التطوير التى وضعتها الدولة، وهو ما يشهد له القاصى والدانى، فالاهتمام بالمنظومة الصحية وإطلاق المبادرات والحملات لتوقيع الكشف وتقديم العلاج بالمجان جعل ملايين المصريين يشعرون بتحسن قطاع الصحة واهتمام بهم، وهو ما لمسته السيدة الأربعينية هويدة السيد، والتى أكدت وجود تغيير جذرى بالوحدة الصحية المتواجدة بقريتها التابعة لمحافظة القليوبية، لم تتحدث كثيرا لـ"حواء" عن الأبنية الجديدة أو الأنظمة المتطورة التى ضمتها بين جدرانها، بل كل ما استحق إشادتها –من وجهة نظرها- توافر الأدوية وتواجد الأطباء بشكل يومى، والذى أغناها عن تحمل قيمة الكشف فى عيادة خارجية أو صرف أدويتها وأبنائها من الصيدليات الخاصة.
كما أعربت الخمسينية فاطمة عبد الرحيم، ربة منزل بالمبادرات التى أطلقتها الدولة على مستوى الصحة والتى استفادت منها وأفراد أسرتها، خاصة زوجها الذى يعانى إعاقة بساقه اليمنى إثر حادث عمل جعله قعيدا، وقالت: تمكن زوجى من صرف جهاز تعويضى جعله قادرا على التحرك والخروج والعودة إلى المنزل دون حاجة للمساعدة، كما استفدت من بعض المبادرات التى تم الإعلان عنها فى الوحدة الصحية حيث تلقيت علاجا لفيروس سى، وأصرف بشكل شهرى أدوية للضغط والسكر وكذا زوجى.
المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة لم تسهم فى تغيير وجه الحياة بالنسبة للسيدة جازية عبد المحسن فحسب، بل كانت قبلة حياة أهدتها إليها الدولة، حيث كانت عرضة للوفاة فى أى لحظة بسبب معاناتها قصورا فى الشريان التاجى بالقلب، وبعد فحصها من أكثر من طبيب كان الإجماع على عملية بالقلب، ولأنها لا تمتلك تكلفتها المادية فقد لجأت لاستيفاء أوراق العلاج على نفقة الدولة رغم تحذير الأطباء من التأخر فى إجراء العملية، لكن مبادرة الرئيس للقضاء على قوائم الانتظار كانت بمثابة طوق النجاة التى أنقذها من موت محتوم ومد لها يد المساعدة.
القطاع الصحى.. تطوير غير مسبوق
يعد تحسن الخدمة الطبية نتيجة للعديد من المعطيات التى تسبقها والتى توضحها النائبة البرلمانية إيناس عبد الحليم، عضو لجنة الصحة بالبرلمان قائلة: شهد الملف الصحى خلال السنوات الماضية تطورا ملحوظا ساهم وبشكل كبير فى تحسين الخدمة الصحية المقدمة للمرضى، بجانب الارتقاء بالمستوى الاقتصادى للأطقم الصحية، كما أن المبادرات التى أطلقتها الدولة لم تحسن الخدمة العلاجية أو تهتم بالبنية التحية للمستشفيات أو الوحدات الصحية فحسب بل غيرت من وجهة القطاع الصحى ككل، ورفعت من مستوى الأطباء حيث قدمت لهم دورات تدريبية عملت على رفع كفاءاتهم ومستوياتهم العلمية والتطبيقية، مشيدة بمشروع قانون إنشاء المجلس الصحى الذى ناقشه النواب، مؤكدة أنه أداة مهمة في عودة اسم الطبيب المصري إلى سابق عهده رنان عالميا، لما سيحققه من تدريب موحد للقطاع الصحي في مصر والوصول به إلى العالمية.
ومن الأطباء إلى الممرضين حيث أكدت د. كوثر محمود، نقيب التمريض أن مهنة التمريض شهدت فى السنوات الأخيرة تطويرا حقيقيا لم يسبق له مثيل على المستويين الوظيفى والمهنى، موضحة أن الأوضاع الاقتصادية لأطقم التمريض تحسنت بشكل ملحوظ خاصة بعد زيادة الحوافز المالية لهم بالتزامن مع رفع بدل المهن الطبية، كما ساعدت الدورات التدريبية التى نظمتها الوزارة فى رفع كفاءتهم المهنية.
وتقول: إن التطوير الذى شهدته منظومة التمريض شمل رفع مستوى آداء الممرضين من خلال التدريب المستمر لهم، حيث تم تدريب آلاف الأفراد من طقم التمريض وحصولهم على الدبلومات المهنية المختلفة، كما تم التوسع أفقيا ورأسيا فى المعاهد الفنية والجامعات الأهلية التى ضمت كليات تمريض.
طرق ممهمدة
فى الوقت الذى يشيد فيه الخبراء بشبكة الطرق الجديدة ورصف المتهالك منها وإنارتها باعتبارها نقلة نوعية فى قطاع الطرق والكبارى، إلا أن هذا التطوير مثل شريان حياة للكثيرين من المواطنين خاصة الذين ينتقلون من الأقاليم بشكل يومى إلى القاهرة بحثا عن قوت يومهم ورزق أبنائهم، فالسيدة راوية عامر، القاطنة بمحافظة القليوبية والتى تسافر أسبوعيا إلى منطقة الهرم لبيع منتجات الألبان أكدت أن شبكة الطرق الجديدة سهلت من مهمتها الأسبوعية، لافتة إلى أن الكثير من السائقين كانوا يمتنعون عن السفر معها بسبب تهالك الطرق وتعرضهم للسرقة خلال فترة الانفلات الأمنى.
أما علياء مهدى، ربة منزل فلم تعد تشترى مياه للشرب أو تشم روائح "خزانات الصرف" التى كانت تزكم الأنوف بعد تحسين شبكة مياه الشرب فى قريتها، ومد شبكة الصرف الصحى لمختلف المنازل.
بينما كان توجيه الرئيس لوزارة التموين بتوفير مختلف السلع اللازمة للأسرة المصرية لدى البقالين التموينيين، والحفاظ على كرامة المواطن فى الحصول على رغيف الخبز الجانب الذى لمست خلاله السيدة تهانى حافظ التغيير، قائلة:" كنا بنتهان من أجل شراء 5 أرغفة، وممكن أرجع بيتى بعد ساعة أو أكثر دون أن أشترى رغيفا واحدا"، لافتة إلى أن زيادة نصيب الفرد من الدعم النقدى على البطاقات التموينية ساعدها على توفير جزء كبير من احتياجاتها من السلع الضرورية "كنا بنتذل علشان نأخذ شوية سكر وكم زجاجة زيت، والتاجر كان بيحسسنا أنه بيمن علينا".
حياة آدمية
لأن السكن الآدمى حق أصيل للمواطن كما الصحة والتعليم فإن الدولة عملت على توفير وحدات سكنية تتوافر فيها مقومات الحياة الآدمية، لتغير هذه المشروعات وجه الحياة لآلاف المواطنين ومن بينهم السيدة زينات السيد التى انتقلت من "عشة" كانت تقطن بها إلى مسكن آدمي تتوافر فيه كافة الاحتياجات الأساسية، وتقول: "كنا عايشين فى عشش من الصفيح والآن يسترنا سقف وشقة يحلم بها أى شخص، فيها مياه وكهرباء وغاز".
المشروعات السكنية التى لمست من خلالها السيدة زينات تغير الأوضاع جاءت ضمن خطة الدولة للقضاء على العشوائيات، وانتشال سكانها من بين تلال القمامة التى تقبع وراء انتشار الأمراض والأوبيئة، فأسماء نجلة السيدة زينات لمست التغيير الحقيقى فى قدرتها على الكسب وتأمين قوت يومها وأبنائها بعد انتقالها ووالدتها إلى حى الأسمرات، حيث استفادت من برنامج تكافل وكرامة الذى أطلقته وزارة التضامن الاجتماعى فى إطار دعم المرأة المعيلة وغير القادرين على الكسب، وبعد فترة قصيرة من انتقالها تقدمت لصندوق المشروعات الصغيرة للحصول على قرض ميسر لإنشاء مشروعها الخاص الذى يوفر لها وأبنائها دخلا شهريا يضمن لهم حياة كريمة، والتى مكنها من تربية ذويها وإلحاقهم بالمدارس.
وداعا للسلبيات الاجتماعية
د. عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الجنائية ترى أن المشروعات القومية التى أطلقتها الدولة خلال السنوات الأخيرة كان الهدف منها رفع المستوى الاقتصادى للمواطن وتوفير فرص عمل لهم ما جعلهم يلحظون التغير الحقيقى الذى ساهمت تلك المشروعات فى تحقيقه.
وتقول: من أكثر المشروعات التى أنشأتها الحكومة فى الفترة الأخيرة إفادة للفئات الأكثر احتياجا إقامة مجمعات سكنية تقضى من خلالها على العشوائيات وما تضمه من سلبيات اجتماعية ومظاهر لحياة غير آدمية، كما كان لطرح الدولة قروضا بنكية لدعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر تأثير إيجابى على الوضع الاقتصادى للمرأة المصرية التى سارعت للاستفادة منها فى إقامة مشروعها الخاص لتحسين وضع أسرتها الاقتصادى.
تغيير جذرى
تعد نفين صلاح، مخرجة بالتلفزيون المصرى شاهد عيان على التغيير الحقيقي الذى شهدته أوضاع المصريين من خلال جولاتها الميدانية فى العديد من المشروعات الجديدة والقرى التى طورتها "حياة كريمة" وتقول: إن المشروعات القومية التى تم الانتهاء من تنفيذها ودخلت الخدمة والجاري تنفيذها أحدثت تغييرا جذريا فى حياة المواطنين حيث غيرت وجه الحياة في قرى مصر وحسنت مستوى الخدمة المقدمة لقاطنيها، لذا يمكن القول: إن مصر تشهد طفرة كبيرة على صعيد المشروعات القومية، وأصبح الأمر واقعا ملموسا بنتائج يلمسها الجميع، وبجانب التغيير الذى أحدثته هذه المشروعات فى البنية التحتية والوجهة الحضارية للمحافظات والقرى التى نفذت فيها فإنها كانت السبب الأهم وراء تحسين المستويات الاقتصادية لملايين المواطنين حيث وفرت فرص عمل من خلال تدشين العديد من المشروعات ودفع المصانع إلى إنشاء خطوط إنتاج جديدة، بالإضافة إلى إطلاق مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر ودعم الحرف التراثية.
وتتابع: أسهمت المشروعات القومية والمبادرات الرئاسية فى تطوير حياة ملايين المواطنين وارتقت بمستوى معيشة الفرد فى كل مناحى الحياة من تعليم، وصحة، وبنية تحتية بما تشمله من شبكات كهرباء ومياه وصرف صحى، وإنشاء مكتبات ومراكز شباب وغيرها، وذلك بهدف دعم الأسر مادياً واجتماعيا، ففى مجال التعليم مثلا شهدت محافظات مصر قاطبة إحلال وتجديد المدارس، وتطوير الفصول، وتشييد مدارس جديدة، ورفع كفاءة القديمة فى عدد من المناطق النائية بالقرى الأشد فقراً، من أجل تحسين مستوى التعليم وتوفير السبل لتقديم خدمة تعليمية أفضل للطلاب ورفع مستوى مهاراتهم وقدراتهم
ساحة النقاش