كتب: محمد عبدالعال
بدلت المبادرة الرئاسية حياة كريمة الواقع الذي يحياه بعض سكان القرى والمناطق الأكثر احتياجا في ربوع مصر، فلم تقتصر خدماتها على تطوير البنية التحتية فقط بل طالت كافة الاحتياجات الأساسية للمواطنين من تعليم وملبس ومسكن وخدمات طبية ما جعل المستفيدين منها يؤكدون أنها بمثابة طوق النجاة لهم، والطريق الذي قادهم إلى النور، كما نتعرف على هذا في التقرير التالي.
البداية من الدقهلية حيث يقول سليمان عبد الرازق: ما تم تنفيذه في المبادرة من مجمع خدمى للخدمات الحكومية ومدارس ونادي اجتماعی بخلاف مشاريع الصرف والمياه ، و وتوصيل الغاز الطبيعي جعلني وأهالي القرية نشعر بأن الدولة تهتم بأمرنا ) ففي الماضي كنا نعانى الإهمال. يقول صفوت فهيم، مدير إحدى المدراس بمحافظة سوهاج: تتم عمليات تحديث المدارس على أحدث مستوى ما يجعلها تضاهى أحدث المدارس الأوروبية من خلال تنفيذ ملاعب وتخصيص مساحات خضراء كبيرة في كل مدرسة وأكد فهيم أن من بين تلك المميزات توفير الوسائط التعليمية الحديثة للمدرسة بجانب إنشاء عدد كبير من البانى الجديدة ما أسهم في تقليل الكثافة داخل الفصول وتؤكد ريهام مسعود طالبة بإحدى المدارس المطورة أنها أصبحت وزميلاتها لديهن الرغبة في الذهاب إلى المدرسة بعد تقليل الكثافات بالفصول وإتاحة المساحات الخضراء بداخلها أما عفت بدران، بنت الدقهلية فتقول: الحياة اختلفت كليا مع مبادرة حياة كريمة فلم يكن لدينا في السابق شبكة للصرف الصحى وهو ما كان يشعرنا بمعاناة، بخلاف المدارس عالية الكثافة وهو ما اختفى تماما مع المبادرة، كما أن تلك المشاريع التي تنفذ في مختلف قرى الجمهورية ستكون بمثابة باب للخير لجميع أبناء تلك القرى من خلال ما توفره من فرص عمل. التكنولوجيا والتعليم
يقول د. حسن شحاتة، أستاذ المناهج وطرق التدريس: إن مشروعات حياة كريمة ارتقت بمستوى المعيشة للمصريين فالتكنولوجيا والتعليم جناحين نقلا الريف المصرى إلى القرى المتقدمة، فبناء المدارس في القرى الأكثر احتياجا عمل وطنى يوفر على أبنائنا في مختلف المراحل العمرية التنقل بين أكثر من مركز للحصول على فرصة في فصل تعليمي في تلك الراحل العمرية المبكرة، فالطالب يحتاج إلى كافة الوسائل
والوسائط التعليمية المتعددة ليكون قادرا على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، ومما لاشك فيه أن توفير الحكومة للبنية التحتية التكنولوجية للقرى من شبكات انترنت وتوفير الأساليب
التعليمية الحديثة تعد نقلة كبيرة للطلاب. ویری د. رشاد عبده الخبير الاقتصادي أن المبادرة تعد نقلة اقتصادية نوعية للريف المصرى حيث استفاد سكانها من تطوير شبكات الكهرباء والصرف الصحى والمياه بخلاف خلق فرص عمل جديدة من خلال المصانع الجديدة كثيفة العمالة والمجمعات الصناعية الحديثة، ومما لا شك فيه أن الناتج القومي المحلى سيتأثر بشكل كبير بدخول هؤلاء الشباب كقوة في سوق العمل لما يمثلونه المتكرر. من قوة إنتاجية كانت غير مستغلة في السابق مع تشجيع السيدات في القرى على الإنتاج من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر
الثقافة المجتمعية
من جانبها اعتبرت النائبة البرلمانية مايسة عطوة المبادرة رد اعتبار لقرى مصر التي عانت طويلا وتقول: تمكين أهالي تلك القرى اقتصاديا وخاصة السيدات والشباب يعمل على الحد من ظاهرة تشغيل الأبناء ويجعلهم يهتمون أكثر بالتعليم ما يخلق مجتمعا ناضجا جديدا يهتم بعقول أبنائه
قبل تشغيلهم في سن مبكرة فضلا عن التغيير في تشكيل وثقافة المجتمع ما ينعكس على الكثير من المشكلات المجتمعية كزواج القاصرات والإنجاب
وتقول د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع تخلق مبادرة حياة كريمة نوعا من الارتباط بين المواطن والدولة التي يعيش على أرضها فشعوره أنه محترم ومقدر من جانب الحكومة يجعله دائما يعمل على الحفاظ على مكتسباته المتمثلة في الخدمات المقدمة من الدولة، فبعد هذا الاهتمام الكبير من الدولة يصعب على الشخص أن ينخرط في أي عمل هدام أو الانتماء إلى أي جماعة متطرفة.
ساحة النقاش