إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا ريم عادت إلى المنزل وعلامات الحزن واضحة عليها، وعندما سألتها عن السبب أخبرتها أن صديقتها ليلى قد فسخت خطبتها بعد عام من الارتباط الرسمي سبقته قصة حب لعدة سنوات، وللأسف الأسباب التي بررت بها فشل العلاقة غريبة إنها نفس الأشياء التي كانت تدافع عنها وتراها جزءا من شخصية خطيبها، فمثلا عصبيته وتحكمه فيما ترتديه كانت ترى أنه شخص محترم ويشعر بالغيرة عليها، تفاخره بأي شيء يفعله كانت تجاريه في الأمر، والأكثر من ذلك تقلل من أي شيء يفعله أي شخص غيره.
لو لم يرد عليها لفترة طويلة، فله العذر لأنه مشغول وعنده العديد من الأشياء المهمة.
لكنها الآن أعادت تقييم كل ما سبق، والنتيجة أنها حكمت عليه بأنه شخص عصبي ويحب السيطرة وأناني، وتركته دون تردد.
ردت الجدة مؤيدة ما فعلته ليلى، وأنه من حسن حظها أن اكتشفت حقيقة خطيبها قبل الزواج، وقتها التراجع سيصبح أصعب.
عارضتها ريم مؤكدة على أنها كانت تحبه، وهو الآخر كان يعشقها.
أنكرت الجدة كلامها وذكرت أن كثيرا من البنات في بداية مرحلة الشباب يتمنين أن يعشن قصة حب لذا يتوهمن أن أي شخص يبدي إعجابه بفتاة هو عاشق متيم بها، لكن الحقيقة غير ذلك.
وفي حكاية ليلى كانت الأمور واضحة كالشمس، لكنها هي من أغمضت عينيها، فأخذت تسمي الأشياء بغير أسمائها الحقيقية، فاعتبرت هذا الشخص النرجسي الذي يعشق التحكم، وفرض سيطرته عليها، ويعطي لنفسه الأهمية عندما يهملها أنه محب مخلص يغار عليها ويفعل المستحيل من أجلها، لكن عندما أفاقت من الوهم، ورأت الأمور على حقيقتها كان عليها التتحرر من تلك العلاقة السامة.
ساحة النقاش