كتبت: إيمان العمري
كانت تتحدث معي والدموع تملأ مقلتيها، فقد مرت بتجربة حب فاشلة؛ عاشت خلالها الأحلام الوردية، وملأت الدنيا بالضحكات لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح، ولم تجد غير البكاء صديقا لها.
وفجأة سألتني ماذا بعد.. هل يموت الحب؟
لم أستطع أن أجيبها وذهبت إلى أصحاب الفكر والعلم ليجيبوا عن هذا السؤال..
تقول الزهراء رفعت، خبيرة التنمية البشرية: من الصعب أن يموت الحب لكن من الممكن أن يتلاشى ويحدث ذلك نتيجة لعدة عوامل أهمها الإهمال من قبل أحد الطرفين للآخر، والأنانية في التعامل بمعنى أن العلاقة السوية أساسها الأخذ والعطاء، لكن أحيانا نجد شخصا يريد أن يحصل على كل شيء ويفضل نفسه دائما على الآخر الذي يأتي في نقطة ما ويتوقف عن العطاء ويضع حدا لتلك العلاقة.
وتضيف: يؤثر عامل البخل سلبا على الحب وهو هنا لا يرتبط بالمادة لكن بالمشاعر، فلابد أن يغمر كل طرف الآخر بأحاسيسه الفياضة ويثني عليه دائما في تصرفاته، فهذا يقرب المسافات بين الأشخاص ويمنحهم شعورا بالسعادة والرضا فتستمر العلاقة بينهم، والوجه الآخر لكرم المشاعر هو تقدير كل طرف لما يقدمه الآخر له فيشعر بالامتنان له طول الوقت، وأخيرا الاحترام والود والصراحة هم سفراء العلاقات الناجحة والدعم الرئيسي في استمرارها.
الحب الحقيقي
أما د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي فيقول: يجب أن نفرق بين الإعجاب والحب الحقيقي المتبادل بين طرفين، هذا النوع الأخير لا يمكن أن يموت مهما كانت الظروف من حوله، فهو مثل النبات إن سقيته بالماء يزدهر وينمو ولكن في حالة حرمانه من الماء يذبل قليلا إلا أنه لو تم الاهتمام به مجددا سرعان ما يعود لسابق عهده، وقد تؤثر المتاعب والصعوبات على الحب بصورة سلبية، هنا تظهر أهمية التعامل مع تلك المشكلات بطريقة سوية حتى يتمكن الطرفان من تخطيها والحفاظ على علاقتهما قوية.
ويتابع: يلعب نمط الشخصية دورا كبيرا في التعامل مع ما يواجه المشاعر الطيبة من عقبات، فالشخصية التشككية أو المضطربة لا تستطيع أن تتعامل بحكمة مع المواقف المختلفة ما يؤثر سلبا على أي مشاعر، ويمكن أن يجعلها تذبل، على عكس الشخصيات الناضجة القادرة على التأقلم ومواجهة الصعوبات المختلفة، كما أن الماديات لها تأثيرها السلبي إلى حد ما على العلاقة، فمهما أهملنا الجانب المادي سنجد أن هناك نقطة ما لابد أن يقف الشخص عندها لتلبية احتياجات شريكه المادية، لكن رغم كل هذه الصعوبات وما لها من تأثير سلبي على الحب تظل هذه المشاعر الجميلة باقية مادام الإنسان يحيا على وجه الأرض، ولا تموت أبدا مهما واجهت من أمواج عاتية في بحار الحياة.
برواز
عند موسى صبري يموت
من الأعمال الأدبية الشهيرة التي تحدثت عن الحب قصة الكاتب الكبير موسى صبري "الحب أيضا يموت"، والتي تم تقديمها من خلال فيلم تلفزيوني بطولة عزت العلايلي، وصفية العمري، وإيمان الطوخي.
ويختلف الفيلم في بعض أحداثه قليلا عن الرواية، لكن الفكرة العامة تدور حول كاتب كبير مشهور ومعروف بنزاهته يقع في حب فنانة ما يؤثر على عمله في الصحافة، ونتيجة للضغط عليه يخطب تلميذته التي تحبه لكنه يشعر أنه أصبح شخصا مزيفا فيختار قلبه، ويسافر مع حبيبته التي تصاب بالمرض اللعين، وتموت في النهاية.
ساحة النقاش