ابتسام أشرف 

فى الوقت الذى يشكل الشباب هدفا لأعداء الوطن من خلال استهداف انتمائه وإفقاده هويته الوطنية، فإن وعيه بما يحاك حوله من مخاطر يشكل حائط الصد الأول أمام هجمات قوى الظلام خاصة الإلكترونية منها والتى يجندون لها كتائب وظيفتها نشر الشائعات وتقزيم الإنجازات، فما الدور المنوط بالشباب في هذه المرحلة لإحباط مخططات أعداء الوطن؟

البداية مع أميمة محمد، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية التجارة جامعة عين شمس والتى ترى أن وعي الشباب تزايد مع تزايد اهتمام الدولة بهم من خلال عقد الفعاليات والمؤتمرات الشبابية التى تناقش مشكلاتهم، بجانب سعي الدولة لتمكينهم من المناصب القيادية.

ودعت أميمة الشباب إلى ترجمت وطنيته إلى أفعال من خلال تسخير حساباتهم الشخصية للرد على الشائعات التى تنال من الوطن وإنجازاته لا لترديدها ومشاركة المنشورات التى يهدف مروجها إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعى والسياسى وهزة ثقة المواطنين بقيادتهم.

ويحكي يوسف هشام، 28 سنة طبيب أنه تعرض من خلال السوشيال ميديا لأشخاص عرضوا عليه أموالا مقابل أن ينشر معلومات خاطئة عبر صفحته الشخصية ويساهم في نشر معلومات مغلوطة في دوائره الاجتماعية، إلا أن حسه الوطنى منعه من الانجراف إلى طريقهم وتنفيذ مخططاتهم التى وقع فى شباكها الكثير من الشباب.

ودعا هشام إلى تضافر جهود مختلف المؤسسات المجتمعية نحو بناء وعي الشباب وتعزيز الهوية الوطنية، ودعم رؤية مصر في بناء مجتمع متحضر يحقق أهداف التنمية المستدامة.

أما نوران خالد 29 سنة معلمة فتقول: تهتم الدولة كثيرا بفكرة تعزيز الهوية والانتماء بالنشء الجديد وكذا الشباب من خلال المساعى الجادة من قبل القيادة السياسية لتمكينه وإعطائه الفرصة الحقيقية لتولى قيادة البلاد فى المستقبل من خلال إعداد جيل قادر واع لديه المؤهلات والإمكانيات اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية.

ويقول مروان فوزي، 32 سنة مهندس: لا شك أننا نواجه دائما العديد من التهديدات لكن لابد من أن نكون على وعي بما يهدد بلادنا ونواجه تلك التهديدات بالثقافة والوعي بما تقدمه لنا الدولة من مشروعات وإنجازات جميعها تستهدف الشباب، لذلك علينا جميعا دحض الأكاذيب وإظهار الحقائق التى يتم ترويجها على صفحات التواصل الاجتماعي والتي تهدف إلى زعزعة الأمن القومي وأيضا أن نعمل على تطوير ذاتنا من أجل تنمية وطننا.

دور الأسرة

يرى د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب وعلاج الإدمان أنه كلما زاد الوعي لدى الشباب أصبح الوطن في أمان والعكس صحيح، ويقول: دائما ما نرى العديد من الحملات التى تستهدف الشباب وتضليلهم على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارهم عماد الحاضر وأمل المستقبل، وتستخدم هذه الحملات العديد من الأساليب الحديثة والتى تمكنهم من تشويه الحقائق ونشر سمومهم بين صفوف الشباب للتقليل من شأن ما تحققه الدولة من إنجازات على مختلف الأصعدة.

ويتابع: لابد ألا نتغافل عن أهمية دور الأسرة المصرية في خلق بيئة آمنة للحوار وتعزيز المرجعية الثقافية، بالإضافة إلى دورها في تعويد الشاب على تقبل الآخر واحترام رأيه، وغرس الانتماء بنفوسهم منذ الصغر، فضلا عن دور المؤسسات التعليمية خاصة الجامعات في رفع مستوى الوعي لدى طلابها للمساهمة الفعالة في تنفيذ خطة التنمية المستدامة من خلال عمل ندوات توعوية داخل الجامعات.

الوعي بالذات

تقول د. إيمان حشاد، أستاذ مساعد علم نفس الطفل: أن الوعي بالذات هو القدرة على معرفة كل ما يوجه أفعالك وسلوكياتك، وكل ما يشكل شخصيتك وطبيعتك، سواء مشاعرك وأفكارك وقيمك، أو احتياجاتك ورغباتك وعاداتك، وكلما عرفت المزيد عن نفسك، تزداد قدرتك على التأقلم مع الحياة ومتغيراتها، إذ يمكنك إدراك نقاط قوتك وضعفك المختلفة، ولصناعة الوعي لدى الشباب يجب تقديم المعرفة العلمية والعملية لهم بشأن الوعي بالذات والذكاء العاطفي، وتوفير أدوات ووسائل للقياس، كما يمكن تصميم برامج تدريبة وأنشطة بسيطة وتفاعلية للشباب للحث على الوعي الوطني، وتوفير ناس ثقات لفئة الشباب للتحدث معهم.

وتضيف: لابد من غرس العادات والقيم والأخلاقيات المجتمعية والحرص على نشر القيم الإنسانية المجتمعية والمواطنة وحقوق الإنسان ومنع أسباب التطرف والجنوح نحو العنف، داعية إلى العمل بشكل جاد وفعال لحماية الشباب مما يتعرضون له عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية من حملات تغرير وخداع تدفعهم لمغادرة عائلاتهم وأوطانهم والانخراط في أفكار غريبة متطرفة أو تدعو لممارسة أعمال القتل والنهب والتخريب، على أن يكون ذلك بتمكين الشباب كما نرى الآن من الدولة وتوفير المزيد من المشاركات الشبابية في الأنشطة والحوارات المجتمعية والعمل على إيجاد فرص عمل جديدة وبديلة تناسب إمكانياتهم وقدراتهم من جهة والعمل على تطويرهم وتدريبهم وصقلهم بالخبرات من جهة أخرى.

الإعلام والتعليم

أما عن الجهات المسئولة عن نشر الوعى بين الشباب فتقول د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع: يعد الإعلام أحد أهم أدوات نشر الوعى وتعزيزه بين الشباب بشكليه المباشر وغير المباشر وذلك من خلال برامجه المرئية والمسموعة وحتى موضوعاته المقروءة، فضلا عن تقديمه فنا هادفا يحمل الرسائل الوطنية التى تعزز الانتماء بنفوسه وتقوى أواصل ارتباطه بوطنه.

ودعت أستاذ علم الاجتماع المؤسسات التعليمية سواء الجامعية وما قبلها إلى دمج الشباب في جميع مؤسسات الدولة واطلاعهم على ما تحققه من إنجازات على أرض الواقع، من خلال تنظيم رحلات للمشروعات القومية التى يجرى تنفيذها.

المصدر: ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 473 مشاهدة
نشرت فى 5 يونيو 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,560,115

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز