حوار: شيماء أبو النصر
رمضان شهر الخير واللمة الحلوة فى حياة فراشة الفلوت د. رانيا يحيى، أستاذ فلسفة الفن بأكاديمية الفنون وعضو المجلس القومى للمرأة، حيث ارتبط فى ذاكرتها بالكثير من الذكريات والروحانيات بدءا من الفانوس وفرحة أول يوم صيام فى بيت الجدة، وموائد الإفطار العامرة بما لذا وطاب، والكنافة والقطايف ودعوة حلوة محجوزة على الأذان.
"حواء" هاتفت د. رانيا يحيى فى روما لتجرى معها حوارا من القلب وتسترجع معها ذكرياتها مع رمضان.
فى البداية رمضان كريم.. كيف استقبلت أول يوم فى رمضان، وهل لك طقوس خاصة تحرصين على ممارستها؟
الله أكرم.. فى العادة يبدأ يومى بعد تناول السحور بقراءة القرآن الكريم لاستشعار الطاقة النورانية التى تصاحب الشهر الفضيل، وأحرص دائما على قضاء أول يوم وتناول الإفطار فى بيت العائلة بصحبة ابناى يحيى الذى بدأ الصيام فى عمر السابعة، وفريدة التى صامت من السنة السادسة مع والدتى وإخوتى فالإفطار فى بيت العيلة له مذاق خاص.
ومن هم ضيوفك فى أول عزومة رمضانية؟
عزومة أول يوم رمضان تكون من نصيب الأسرة والأهل ثم بعد ذلك تأتى عزومات الأصدقاء وكرم الضيافة وحسن استقبال الضيوف، فعزومات رمضان لها طابع ومذاق مختلف ومميز، لكن هذا العام هناك اختلاف نظرا لتواجدى فى روما حاليا، فالأجواء مختلفة حيث أقضى رمضان هذا العام مع أسرتى بأكاديمية الفنون بروما، وأيضا أسرة السفارة المصرية، وأقدم تحية كبيرة خالصة لسيادة السفير بسام راضى سفير مصر فى روما وكل أعضاء السفارة لمحبتهم وحرصهم على أن أشعر أننى فى وسط عائلة كبيرة ولهذا أتوجه لهم بالشكر.
وما أهم الأطباق التى تحبين تقديمها على سفرة رمضان؟
أحب الأرز المعمر والبط أو الديك الرومى والرقاق باللحم المفروم والشوربة والملوخية والعصائر وحلويات رمضان المميزة وأهمها الكنافة والقطائف.
وما أهم ذكرياتك فى رمضان؟
يرتبط رمضان بمجموعة من الذكريات ومنها رمضان فى بيت جدتى ولمة العائلة والفوانيس وخاصة أننى كنت أكبر الأحفاد وأول من بدأ الصيام من أطفال العائلة، وأتذكر جيدا أول رمضان صمته وكان فى الصيف وكان الجو شديد الحرارة وعلى قدر التعب كنت أشعر بالسعادة أننى أصوم مثل الكبار وأنتظر مدفع الإفطار معهم، وأتذكر جيدا ذكرياتى فى بيت العائلة ولمتنا جميعا فى بيت جدى وجدتى وتجمع الأسرة كلها، ووالدتى ربنا يبارك فى صحتها أستاذة طهى ودائما تتميز العزومات التى تقوم بإعدادها بأنها عزومات كبيرة تحرص فيها على أن يجتمع كل أفراد العائلة وتعد لنا ما لذ وطاب من أطباق شرقية حلو وحادق، وقد اكتسبت مهاراتها من جدتى كما تتمتع بأسلوب راقي ومتميز فى تقديم الطعام سفرتها شهية ومميزة.
وما أهم ما كان يميز رمضان زمان؟
أهم ما كان يميز رمضان زمان أن الناس كانت حريصة على التجمع معظم أيام رمضان، أما الآن ونظرا لزيادة انشغال الناس والنواحى المادية أحيانا وتسارع وتيرة الحياة أصبح التجمع فى الغالب أول يوم وبعدها تقل فرص التجمع نظرا لظروف الحياة وارتباط الناس بأعمالها، أيضا الناس زمان كانت حريصة على مشاهدة مسلسلات رمضان بشكل جماعى الآن أصبحت المشاهدة فردية مع تعدد الوسائل التكنولوجية والمنصات والسوشيال ميديا.
وما الفرق بين أجواء رمضان فى مصر والخارج؟
أجواء رمضان فى بلدنا الحبيبة تختلف عن أى مكان آخر فى العالم، فروح رمضان لها طبيعة خاصة فى بلد الألف مئذنة، حيث الأجواء الرمضانية من الأنوار والزينة التى تملأ الشوارع والفوانيس فى البلكونات، مصر دولة عظيمة وكبيرة فى كل شيء، وجميلة بكل ما فيها شعبها وروحها فهى كنانة الله على الأرض، لذا يحرص الكثير من أشقائنا العرب على قضاء شهر رمضان فى مصر لأجوائه المميزة والمبهجة.
وما الأماكن التى تحرصين على زيارتها فى رمضان؟
أثناء وجودى فى مصر أحرص على الذهاب إلى شارع المعز والاستمتاع بالأمسيات الثقافية والأمسيات الرمضانية والصوفية فروحانياته قريبة للنفس، والتمتع بعروض الموسيقى الشرقية وأكون حريصة على عمل حفلة رمضانية مميزة بالألحان الشرقية مثل الرضا والنور وموسيقى العلم والإيمان.
ما أهم يميز العمل فى رمضان؟
أنا على يقين أن العمل عبادة رغم أن بعض الناس لا يكون عندهم القدرة على العمل بنفس الوتيرة، لكننى أقوم بعملى فى رمضان مثل بقية شهور السنة، فأنا أرفض الكسل فى شهر رمضان وغيره.
هل ستعقد الأكاديمية المصرية للفنون فى روما أية فعاليات فنية فى رمضان للتعريف بثقافتنا الشرقية وتراثنا المرتبط بالشهر الفضيل؟
تعقد الأكاديمية المصرية للفنون بروما العديد من الفعاليات فى كل أيام وشهور السنة لنعرف المجتمع الإيطالي والأوروبي بثقافتنا، وهذا يسعدنى جدا حيث يؤدى للانفتاح الثقافى فيتسنى للجميع أن يعرفوا أن مصر دولة ذات ثقافة وحضارة ممتدة عبر آلاف السنين.
ساحة النقاش