فـى زمــــاننـــا.. يعنى إيه رجل؟! يعنى إيه امرأة؟
كتبت :ايمان حمزة
تعودت دائماً أن تكون بجانبى تؤيدنى.. وتعودت أن تكون يدك هى أول يد تمتد إلى لتمسح دموعى فى نظرة حنان وكلمة تشجيع.. أن تلتقى قلوبنا قبل أن تلتقى عيوننا وتتواصل أرواحنا.. أن تفهم نظرة عينى حتى لولم تصبح بعد كلمة على لسانى.
وتعودتك دائماً بجانبى تؤيدنى وأن أقف بجانبك وأن أكون وراءك لتكون أنت فى المقدمة.. وأن أكون بجانبك فى بداية كل طريق اخترت أن تسير فيه.. أستمع إليك فى لحظة ضيق تمر بها.. وتنصت أنت إلىَّ حينما أحتاج إليك.. أن تكون الصديق تفى بالنصح.. وتكون الأب الذى يخاف ويحمى.. وتكون الأخ الذى يغار ويثور من أجلى.. تعودتك دائماً بجانبى وورائى تدفعنى للأمام.. أن تشعربى وأنت تقف وسط المئات.
إنه أنت فارس أحلامى لست مجرد وهم أو حلم.. نسجه خيالى أنت شخص موجود بالفعل أبحث عنك أينما كنت.. ولكن أين؟
إن المرأة والرجل يكملان الواحد الصحيح.. فالإنسان منذ خلق الله تعالى أبانا آدم ووهبه الجنة بكل خيراتها وجمالها.. فإذا به يستوحش كل هذا بدون أنيس.. فخلق له حواء من نفسه ومن ضلع قريب من قلبه ليكون لها الاحتواء وتكون من نفسه الحبيبة.. وليكونا معاً وهما يعمران الأرض.. لاغنى لأحدهما عن الآخر.. وعلى مر الزمان .. أصبح كل منهما يبحث عن نصفه الثانى.. فالرجل هو محور حياة المرأة وسبب مباشر فى سعادتها أو تعاستها والعكس أيضاً.. ولكن ماذا يعنى الرجل فى هذا الزمان.. قالت واحدة من بنات حواء الرجل هو الأمان والحماية المادية والمعنوية.. وقالت أخرى: الرجل هو .. الشخص القادر على احتوائى ومنحى حبه بلا مقابل.. وردت أخرى الرجل لابد أن يكون قوياً له شخصية قيادية يقود سفينة حياتى وأنا على ثقة من أنها سوف ترسو على بر الأمان ..وأضافت أخرى الرجل هوصاحب الخلق الدمث الذى يحترم امرأته وهو غارق فى حبها بقلبه وعقله.. ويحترمها أيضا حتى لو أصبح كارها للحياة معها.. ولكن الكثير أجمع واقتنع أن الرجل هو مجموعة عناصر مجتمعة لا تتجزأ ولا تقبل المساومة.. فالرجل هو المخلوق القادر على منح حبيبته الثقة والأمان والقوة والحنان والحماية والسعادة وكل الحب.. باختصار كل المفردات مجتمعة فى شخص واحد ولكل امرأة رؤيتها الخاصة فى الرجل الذى تتمناه حسب احتياجاتها ولكل امرأة مفهومها الخاص للرجولة حسب ما تحلم به وتتمناه.. فالمرأة مخلوق رومانسى حالم فى الأساس مهما علا مركزها الاجتماعى أو ارتقى وضعها الوظيفى هى وكل بنات حواء سواء .. مهما اختلفت أيضاً مراحلها العمرية فهى دائماً تهفو إلى كلمة حب حانية ولمسة حنان من الإنسان الذى إرتبطت به ..ورغم أن المرأة قد تكون مخلوقاً ذكياً وقوياً فى نفس الوقت ولكن قلبها هو العضو النابض بالحياة دوماً.. هو بوصلة حياتها فقد تخطط لأى شئ إلا الوقوع فى الحب فهو قدرها.. حتى وإن أصبحت رئيسة جمهورية فكل الأمور ستبقى محوراهتمامها وجهدها ولكن سيبقى الحب دائما محور حياتها.
عندما تتبدل الأدوار
وعلى مر السنين هناك جذب وشد بين طرفى وشريكى الحياة والزواج فالرجل فى الماضى كان سى السيد نموذج القوة والرجولة و تعاقبت الأجيال لينتهى هذا العصر ويأتى الرجل الرومانسى الحنون فارس أحلام الفتيات وأشعار نزار قبانى رسول المحبين.. وتبقى معه قدرة الرجل على تحمل مسئولية بيته وزوجته وحبيبته عنوان نجاح الحياة الزوجية.. ثم يتبدل الزمان مرة أخرى ليأتى برجل موديل 2010 آخر موديل ظهر من الرجال رجل حبوب ولكنه بكل الأسف غير موجود بكيانه غائب معنوياً.. يأمر وينهى ويشكو من تقصير زوجته وشعاره «أنا الرجل».. وحين استطاعت المرأة أن تحصل على مقعد فى البرلمان ..وحين تتدرج فى المناصب لتصبح قاضية وبعد أن أصبحت وزيرة.. ووصلت إلى مقعد المدير وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة.. حين قوى عودها وفى خضم كفاحها وسعيها وراء حقوقها.. ألقى الرجل بالعبء على أكتافها كاملة فقد أرادت جزءاً من المسئولية وها هو يلقى بالمسئولية كاملة على عاتقها ويخلى سبيله بضمان محل الإقامة.. وبمنتهى البساطة تبدلت الأدوار وإختلطت المسئوليات فأصبحت المرأة شبه مسترجلة وأصبح الرجال أشباه رجال.
تغير الزمان لنجد من شباب هذا العصر من يرتدون «البنطلونات والباديهات» الضيقة.. وموضات الشعرالغريبة .. وأصبحت طبيعة العلاقة غير واضحة.
فماذا حدث لنا؟ هل أصبح العصر يحمل الينا متغيرات كثيرة تبدلت معها الأحوال وإنعكست الأدوار.. مرت السنوات والمرأة فى مكانها خلف الرجل تدفعه للأمام دون أن تحاول مزاحمته.. تبقى فى الظل لتخرج أسرتها للنور لا تتذمر أو تشتكى.. ولكن حينما شذت عن الطوق وخرجت تساند فى الحياة خارج البيت لتدعم البيت وترى نفسها فى النور عندما وجدت الحرب عليها ممن وقفت معه ووراءه وجانبه تدعمه.. قررت أن تحقق الحلم حتى لو ظهرت مخالب.. فجاءت حتشبسوت لتحكم طيبة وخاضت المعارك.. وجاءت شجرة الدر لتحكم مصر الفاطمية لتعلن للعالم أنها تستطيع أن تتجرد من عواطفها وتنحى قلبها وتحكم بعقلها ولكنها سقطت بكل جبروتها وقوتها أمام امرأة أخرى..
وفى القرن التاسع عشر خرجت النساء مطالبات بحقهن فى التعليم وفى الحياة وفى العمل واختيارالزوج.. واليوم أصبحت نداً بند بجوار الرجل وانتقلت من خلفه إلى جواره .. وفى بعض الأحيان تجبر أن تقف أمامه .. بعد أن عملت ليل نهار داخل وخارج البيت.. لم تعد فقط لقمة العيش هى سبب خروجها للعمل ولكن لكيانها وإثبات ذاتها وحرية إختيارها ولتقود مع زوجها سفينة بيتها.. وأعجبنى كتابها «يعنى إيه راجل» تلخص به كل هذه المعانى فهى واحدة من بنات حواء التى جمعت بين العمل كطبيبة والموهبة كأديبة وحبها لبيتها وأمومتها لبنتيها وتقول «د. رشا سمير» أصبحت كل الحقوق لها وأصبح كل ماتسعى إليه قريباً من يديها ولكن فى خضم النزاع والسعى وراء القوة ألقى الرجل بالعب كاملاً على أكتافها.. أرادت جزءاً من المسئولية خارج البيت.. ولكنه ألقى بالحمل كله عليها..مردداً مقولته «إنه اختيارك فتحملى تبعاته أردت مساواة.. والحقوق خذيها كلها.. لتلقى عليها كل أعباء البيت والأسرة والعمل والمذاكرة للأبناء.. وبمنتهى البساطة تبدلت الأدوار واختلطت المسئوليات بعد أن أصبح لها دخل خاص من عملها أحياناً يفوق مرتبه.. وتغيرت نظرته لنفسه ومنهم من فضل أن تصرف عليه زوجته ويكتفى هو بالإستمتاع بالكسل والحياة بعد أن ترك لها الجمل بما حمل.. نسى فى خضم ذلك أنه يبنى أسرة وأبناء كان لهم القدوة والمثل ومعنى الرجوله.
لنجد فى بيوتنا فتيات صغيرات مرتبكات حائرات لا يعرفن الطريق.. وشباب تائه لايعرف ملامح الرجوله.. ووجدنا حالات متزايدة من الطلاق .. بعد أن كان كل هذا الحب الذى هان.. ولكن ولكل ذلك نحن ندق ناقوس الخطر لنستعيد حياتنا قبل أن تضيع منا ..لنربى من جديد الأبناء على معنى الرجولة والمسئولية والإحترام والحب ونربى الفتاة على ألا تتخلى عن أنوثتها عندما تصل إلى حقوقها.. فليظل الرجل رجلاً والمرأة امرأة .. ليسا ندين بل يكملان واحداً صحيحاً هو الإنسان لتصبح الحياة وتصبح بالحب والإحتواء مشرقة دوماً بينهما.. بيننا.
ساحة النقاش