دور المرأة فى الثورات العـــــــــــربية
كتبت :ايمان الدربي
كنا معاً في الشارع، لن نعود إلي بيوتنا» هذا هو لسان حال كل النساء العربيات المشاركات في ثورات الشعوب العربية.. وإذا كنا جيمعا نري ونلمس سعي المرأة المصرية المستمر للمشاركة والمطالبة بحقوقها وفي إطار ما يحدث من تحولات تاريخية وحراك اجتماعي في المنطقة العربية.. تحلم النساء العربيات بتعزيز حقوقهن في هذه التحولات ووضع خطط عمل وطنية وإقليمية تؤكد هذه الحقوق وفي مقدمتها المشاركة السياسية.
حواء ترصد دور النساء العربيات في ثورات الحرية وأهم التـحــديات أمام مشاركتهن في هــــذا التحول التاريخي.. الديمقراطي.
البداية مع المرأة السورية التى تملك الكثير من الوعى والشجاعة فأمام وزارة الداخلية هناك اعتصمت عشر سيدات وأضربن عن الطعام للإفراج عن المعتقلين رغم أن المعتقلين ليس بينهم أقرباء لهن، السيدة سهير الأتاسى فى مقدمة هؤلاء النساء.. أيضاً هناك ما يعادل مائتى سيدة سورية تم استشهادهن من إجمالى ثمانمائة شهيد فى انتفاضة الحرية الأخيرة.
وفى سوريا النساء يقفن جنباً إلى جنب بجانب الرجل يؤمن بحق سوريا فى الحرية والديمقراطية.
وظهر مؤخرا فيديو باعتقال أربع سيدات فى بانياس مما أدمى القلوب.
ومن اليمن تتحدث السيدة «هباق عثمان» وهى إحدى الناشطات النسائيات مؤكدة ابتهاجها من الدور الذى تلعبه المرأة فى الثورات المستمرة فى أنحاء العالم العربى وإن وسائل الإعلام الغربية مندهشة من خروج النساء إلى الشوارع وهن يرفعن أصواتهن من أجل الديمقراطية يردن جميعاً الشيء نفسه وهو الإصلاح السياسى والمساواة فى الحقوق.
وتؤكد السيدة عنان محمد أن لغز الديمقراطية يشتمل على العديد من القطاعات مثل جماعات المجتمع وتحسين التعليم والفرص الاقتصادية والمرأة تشكل 50 فى المائة فرغم أن اليمنيات أصواتهن لم تكن صامتة أبداً وإنما الآن وبعد طول انتظار صارت مسموعة وذلك ما تستحقه.
وأشارت أيضاً أنه فى يوم 8 مارس يوم المرأة فى اليمن احتشدت المئات من المحتجات السلميات فى صنعاء للمطالبة بالاطاحة بالرئيس صالح، كان الاحتجاج ينبض بالشجاعة وإن كان لم يكن وارداً حتى أسابيع قليلة مضت على حد قول السيدة «عنان» تلتقط أطراف الحديث السيدة «منى صفوان» إحدى المشاركات بالمسيرة باليمن والتى تحدثت عن السيدة «توكل كرمان» وهى أم يمنية لديها ثلاثة أطفال وتبلغ من العمر 32 عاماً وقد سارت فى طليعة الحركة للاطاحة بصالح فبعد أن قضت بعض الفترات فى السجون وتعرضت لمحاولة اغتيال العام الماضى لم يزدها ذلك إلا عزما أثناء جهودها لتنسيق الاعتصامات والمظاهرات التى تهز الساحة السياسية اليمنية. وقد لوح بعض المراقبين باسمها من بين من يمكن توليهم رئاسة الجمهورية.
استبعاد النساء
أنهت السيدة صفوان حديثها: ولكن على الرغم من كل هذه التظاهرات والمخاطرة والمشاركة فى المسيرات والوقوف مع الرجل فى الثورات والاحتجاجات فى العصر الحديث وجدت المرأة نفسها تاريخيا تستبعد من كل مواقع السلطة أعقاب الثورات فصفحات التاريخ المؤسفة من المكسيك إلى إيران وحتى أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتى غالباً ما تستبعد المرأة من عمليات صنع القرار فى أعقاب الثورات.
وفى تونس كانت الشرارة الأولى فهى أول دولة فى الشرق الأوسط تصر على تغيير النظام بالمنطقة ومما هو معروف أن ما يقرب من 23% من أعضاء البرلمان فى تونس من النساء ولعل هذا جعل دور المرأة السياسى يتعاظم هناك فالتونسيات وقفن مع الرجال فى مبادرة ثورية لاستنشاق نسمات الحرية.
ومن مصر ومن ثورة يناير ومن قبلها كانت المرأة مع الرجل يداً بيد «إسراء عبدالفتاح» تدير برنامج المحروسة وهو برنامج إذاعى على شبكة الإنترنت وهى صاحبة الدعوة لإضراب 6 أبريل علي موقع الفيس بوك فى مارس 2008 ونظمت إضراباً لدعم العمال فى المحلة الكبرى أسفر عن اعتقالها وحبسها .
وأسست مؤخراً مجموعة المرأة المصرية الحرة التى تسعى لتمكين المرأة للمشاركة فى نشاطات اجتماعية وسياسية.
تحدثت مع دكتورة هدى بدران رئيس رابطة المرأة العربية عن ورشة العمل الإقليمية بعنوان «الحركة النسائية وثورات الشعوب العربية» والتى تدور فى مجال موضوعنا فأكدت أن النساء العربيات اجتمعن فى الورشة فى محاولة لتحليل الموقف وتداول المناقشات حتى تتمكن المرأة العربية من الحصول على حقوقها كاملة فى إطار مباديء الثورة «الكرامة والعدالة الاجتماعية والحرية» ولأن الشرارة الأولى خرجت من تونس وشاركت فيها المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل فلا يصح الآن الدعوة لعودتها للمنزل ومن هنا ومن هذا اللقاء لتعزيز دور النساء العربيات فى الثورات العربية للخروج بصيغة عامة تساند هؤلاء النساء بعضهن البعض فإن علينا الآن أن نحدد أشكال المشاركة السياسية واستراتيجيات التواصل الإعلامى المناسب فى ظل الظروف الجديدة.
التحديات
تستطرد د. هدى بدران كلامها بأنه أمام المرأة العربية والمصرية تحديات كبيرة منها الموضع السياسى الراهن الذى يوجد به ميل جماهيرى على أن قضايا الوطن أهم وهذا صحيح ولكن المشكلة هى النظر لقضايا النساء على أنها قضايا فئوية أيضاً مهم جداً توحيد لغة الخطاب للمنظمات النسوية والتعامل مع القواعد الشعبية.
لماذا مصر تحديداً لإقامة هذه الورشة الإقليمية كان هذا سؤال لـ د. خولة مطر المدير الإعلامى بمكتب الأمم المتحدة لمصر فأكدت أن مصر دائماً تخرج الشرارة الأولى لمساندة المرأة العربية فإذا توصلت كل هذه الفئات من النساء العربيات لحظة لمساندة المرأة العربية لمشاركتها سياسياً بالقطع سوف يدفع هذا بدور المرأة فى كل الدول العربية.
وأعتقد أن هذا التجمع للنقاش والمساندة للنساء العربيات بالقطع يعطيها زخماً أوسع وثقلاً أكبر.
هناك محاولة البعض لسلب الحقوق التى حصلت عليها المرأة العربية وارجاعها لبعض الأشخاص فى النظام السابق ما تفسيرك؟
- تفسيرى أن هناك ردة على كل ما حققته الثورات ردة لاجهاض هذه الثورات كل يوم محاولة لهدم ما هو إيجابى كل يوم تظهر مشكلة هنا وهناك .. فتنة طائفية.. مشاكل فئوية محاولة لهدم الايجابيات والحقوق التى حصلت عليها المرأة العربية والتى أبداً لم تنسب لأشخاص أو لنظام سابق ولكنها أخذتها لأنها كفء لها.
ما التوصيات التى تحلمين بخروجها من هذا المؤتمر وبمعنى آخر كيف تساند المرأة العربية أختها فى بلد عربى آخر من خلال هذه المؤتمرات وغيرها.
- أعتقد أن هذه فرصة لإيجاد تفكير مشترك من خلال بعض الخطط والاستراتيجيات لتأمين حقوق المرأة من خلال مشاركة سياسية مباشرة لممارسة الضغوط والتأثير والمشاركة فى الاصلاحات أيضاً تحديد أشكال المشاركة السياسية واستراتيجيات التواصل الإعلامى مع نقل الخبرات المختلفة من بلد عربى لآخر لمساندة المرأة وأعتقد أن هذا كــــله يجعـــل هناك تعاظماً للمخرجات يخدم الحركة النسائية ويساندها ويدعمها
ساحة النقاش