الشعب يريدعودة روح الميدان !!!

 

كتبت :نجلاء أبو زيد

أين أخلاق الميدان .. أين المصريين الذين حموا منازلهم ومنازل جيرانهم .. أين ابن الحتة .. فين روح التعاون والتسامح وغيرها من التساؤلات التي تتردد علي ألسنة الكثيرين بعد مضي ما يقرب من أربعة أشهر علي ثورة 25 يناير.. الجميع يشعر بأن هناك أزمة أخلاق وسلوكيات هدامة تضر بالمجتمع .

وفى محاولة منا للبحث عن روح الميدان كان هذا التحقيق مع بعض المصريين الحائرين الباحثين عن روح ايام الثورة ورأيهم فى كيفية استعادتها.

البداية مع السيدة مريم وجيه بكالوريوس تجارة حيث قالت أيام الثورة كانت أياماً غريبة جداً فقد كنا خائفين مما سيحدث للبلد لكن فى نفس الوقت كنا فرحين نشعر أن هناك تغيراً سيحدث وكان الناس شكل ثانى كلنا قلبنا على قلبى بعض أزواجنا تسهر طوال الليل لتحمينا ونحن نود بعضنا البعض وتعرض كل سيدة على الأخرى أى خدمة أو احتياجات غذائية مثل الأرز السكر وغيرها وعندما كنا نذهب للسوبر ماركت رغم الزحام الشديد على الشراء لكن كان الناس كلها أخلاق تساعد بعضها البعض ولا يتعدى أحد الطابور كانت الاخلاق موجودة وأتمنى أن نسترجع روح أيام الثورة بدون دم وشهداء !!

الاستاذ محمد عبد العزيز مدرس قال : للأسف الشعب المصرى لا يستطيع أن يعيش الحلم لكن يعرف يعيش الأزمات جيداً فعندما كنا فى الميدان كانت حياتنا جميعاً فى خطر وعدونا الفساد والنظام السابق وكان زحام فظيع لكن الأخلاق كانت راقية وكان هناك إيثار لدرجة أننى خلال هذه الأيام تعرفت على مجموعة كنا نستخدم سيارة أحدنا حيث يمر علينا ليجمعنا ونذهب ونعود ليلاً لكن الآن روح الأنانية رجعت والفوضى هى السائدة حاجة تجنن عشنا 18 يوماً كأرقى ما تكون الشعوب والآن بعد زوال الفساد ولا يصبر أحد الكل عاوز يأخذ من غير صبر أو حتى أن يفكر فى العطاء أولاً.

تتفق معه أمينة عصام ليسانس حقوق : الشعب كله يريد الآن العودة لروح الميدان للأخلاق للحب للكفاح للهدف المشترك فمنذ سقوط النظام السابق وننحن نفاجئ بسلوكيات غريبة وتصرفات ليس لها علاقة بما كنا نسمع عنه فى الميدان فبدأنا نسمع مسلم ومسيحى.. واللى ليه حق يأخذه بذراعه وأن الصوت العالى يكسب وكل هذه الأمور تخيفنا على ثورتنا والأفضل لمصر أن تتضافر كافة الجهود لنعيد للأذهان روح ميدان التحرير التى كان فيها المسلم على استعداد للتضحية بحياته من أجل المشارك معه المسيحى والعكس صحيح. نحن فى حاجة لأن نستعيد حب مصر الذى مكنا من القضاء على النظام حتى نبنيها من جديد.

جورج سعيد رجل أعمال يرى أن الجميع كان يظن أنه بعد سقوط النظام أن مصر ستفتح صفحة جديدة كلها أمل وتفاؤل لكن للأسف سقط النظام الفاسد بعد أن كان غرس فساداً عميقاً فى كل المجالات نجنى ثماره الآن وأعتقد أن عودة روح الميدان تتطلب أن يقوم كل حى يعمل ندوات وأمسيات نتحدث فيها عن أهمية نسيان أى خلاف من أجل بناء مصر فأنا أشعر أن كلنا فى الهم مصريون والخطر علينا كلنا وإذا لم ندرك ونستعيد سلوكيات أيام الثورة فسنندم لأن النظام سقط ويجب ألا نعطى لفلول النظام الفرصة لاسقاط البلد كلها.

سهاد صلاح صيدلانية ترى أن المصريين جدعان لكن المشكلة الأساسية عدم تصديقهم ما حدث بالإضافة لارتفاع نسبة الجهل والفقر وهذان معا مع فقدان الأمن كفيلان بإظهار أسوأ ما فى المجتمع المصرى لذا أعتقد أن عودة روح الميدان تأتى بإستعادة الأمن لدورة وشعور المواطن أنه مطمئن فى بيته وفى الشارع فعندما يحدث ذلك ستكون هناك فرصة حقيقية لظهور الأصل الحقيقى للإنسان المصرى لكن وهو مضطرب وخائف فانه يشارك بدون وعى فى صنع المزيد من الفوضى التى تدمر ما قامت الثورة من أجله . كذلك أرى ضرورة أن يقوم الاعلام بدوره فى توعية الناس بأهمية الصبر وأن يبدأ كل مواطن بنفسه وأن يفكر فى المستقبل وأن يبنى ما هدمه الآخرون وألا تتركز المناقشات على سلبيات النظام والسرقات لأن هذا يستفز الناس ويخرج أسوأ ما فيهم.

هذه كانت أراء بعض المصريين أما المتخصصون فيقدمون لنا روشته أستعادة روح الميدان.

وعن ذلك تحدثت مع د. نادية الحسينى

أستاذ العلوم النفسية والتربوية بجامعة عين شمس

فقالت : أحدثت الثورة حالة عارمة من السعادة مصحوبة بسقف عال جداً من التوقعات بمستقبل مشرق لكن بعد فترة بدأ المواطن يشعر بأن كل الأحلام كلام وأن الظروف المحيطة به كلها تضغط عليه خاصة فقدان الأحساس بالأمان فى نفس الوقت الاحساس بالتغير المصاحب لأى ثورة لم يشعر به شعر أن بعض القيادات فى الأماكن المختلفة كانت دون المستوى فى الأداء وللأسف المواطن لا يريد أن يصبر لا يريد أن يدرك أننا نعيش مرحلة انتقالية تالية للثورة وهى من أخطر المراحل وبقدر ما كان الانسان المصرى يعيش مشاعر الكبت أصبح لديه رغبة غير مرودة فى الحصول على كل شئ دون أن يدرك أن هذا مستحيل فالظروف الاقتصادية الحالية لا تسمح بزيادة الأجور أو فرص عمل أفضل وفى نفس الوقت البلطجة أصبحت منتشرة فى كل مكان، الناس أصابتها حالة ضيق وأحباط جعلتها تنسى سلوكيات وأخلاق الميدان .

وعلاج كل هذه السلبيات يبدأ بوضوح الرؤية فيجب مصارحة الناس بكل الأوضاع وأشاركهم فى القرارات لأن الوضوح سيجعلهم يتوقفون عن اللوم المتواصل لصانعى القرار فهم يتهمونهم بالضعف والتراخى لكن إذا وضحت الصورة أمامهم ربما يدركون أنه من الأفضل للبلد أن تعطى هؤلاء الناس الفرصة ليعملوا وأضافت أن الاعلام المكتوب والمرئى فى محاولة منه لجنى المزيد من الإعلانات لا يعمل على التهدئة لكن يقدم مواد تزيد من التهاب مشاعر الناس وهنا يجب على الاعلام تحرى الدقة بدلاً من البحث عن الاعلانات لنعطى الفرصة للبلد أن تستعيد طاقاتها . وختمت حديثها مؤكدة أن عودة الأمن هو البداية الاساسية لاستعادة روح واخلاقيات الميدان فعندما يأمن المواطن سيصبر وسيأمل بأن الغد يحمل الأفضل !! 

 

المصدر: مجلة حواء- نجلاء أبو زيد

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,812,209

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز