نفقة المطلقة

بين الكفاية والكفاف

 كتبتا: ايمان عبد الرحمن

سماح موسى

نفقة المطلقة أو بمعني أصح نفقة أولادها بعد الطلاق مشكلة كبيرة تشغل بال كل سيدة تعرضت لها فكيف يتم تقديرها؟

وما هي الأوراق المطلوب تقديمها لبنك ناصر للحصول علي تلك النفقة؟

وما هي ثغرات الحصول علي تلك النفقة من البنك؟

إجابات هذه الأسئلة هي تحقيقنا 

البداية مع حالات مختلفة لمطلقات.. يعانين المر تقول «س.ع.م»

أحصل على نفقة أبنائى بعد طلاقى من زوجى مباشرة وهى «مائتا جنيه» بناء على حكم المحكمة وأردت أن أزيد هذه النفقة لأنها لا تكفى متطلبات الحياة وخاصة فى ظل ارتفاع الأسعار فتقدمت برفع دعوى «زيادة مفروض» وهى لزيادة النفقة وواثقة من أننى سأحصل على هذه الزيادة لأن دخل طليقى أكثر بكثير مما قدره لى القاضى والسؤال الذى أطرحه كيف لطليقى أن يهنأ وينام ويأكل وأولاده لا يجدون حد الكفاف لحياتهم

 أما «ل.م» مطلقة من محاسب يعمل بدولة أجنبية فيقول: رفعت دعوى للحصول على نفقة أولادى فقامت المحكمة بإرسال إعلان لعنوان عمله حتى يقدر راتبه وأعلنته المحكمة من خلال السفارة المصرية هناك فقدرت قيمة النفقة بخمسمائة جنيه حوالى مائة دولار هل هذا معقول فى ظل غلاء المعيشة وكيف أصرف على أولادى وكيف يعيشون حياة كريمة يحصلون فيها على الحد الأدنى من حقوقهم؟

هذا هو حال المطلقات اللائى طلقن من أزواج لهن مكان عمل معلوم ولكن ماذا عن الأخريات اللائى طلقن من أزواج ليس لهن محل عمل ثابت أو مثلا يعملون باليومية هذا ما جعلنا نذهب للأستاذ محمد بخيب الباحث القانونى ببنك ناصر الاجتماعى فرع القاهرة. والذى أكد عندما سألته عن نفقة المطلقة أن المطلقة ليس لها نفقة فالنفقة تكون لأولادها ويسمى «أجر حضانة» ينتهى قانوناً عند بلوغ الأبناء «15 عاماً» أما إذا كانت عبارة عن نفقة الصغير فيكون للولد «عند انتهاء مراحل التعليم «حتى يبلغ 26 عاماً» أما البنت فيسقط أجر حضانتها بعد زواجها.

وإذا كانت المرأة تعانى من مشاكل مع زوجها ولم تطلق تأخذ ما يسمى «بنفقة الزوجية» من خلال رفع دعوى تطالب فيها بالنفقة الزوجية فتكون لها ولأبنائها .

أما عن نفقة أجر الحضانة أو الصغير بعد طلاقها من زوجها تأخذها لأبنائها بناء على حكم محكمة بعد تقديم الرقم التأمينى للزوج وشهادات الميلاد للأولاد وبعدما يتم الحكم ويتم التنفيذ ومن تاريخ تقديمها للحكم تحصل على نفقتها من بنك ناصر الاجتماعى الشهر التالي.

وتصرف النفقة إذا كان الطليق يعمل فى القطاع العام أو الخاص.

 وكيف يتم تقدير النفقة؟

- إذا كان يعمل فى القطاع الخاص يستند فى أسباب صدور الحكم لتحريات الشرطة وتقدير دخله الشهرى حوالى «25%» فمثلاً إذا كان دخله «1000 جنيه» فيحكم لها أو لأولادها «250 جنيها» ويخصم من راتبه شهرياً.

أما إذا كان يعمل فى القطاع العام إذا حكم القاضى بمرتب ما أو نفقة ما لأبناء الطليق تخطره المحكمة من خلال آخر عنوان منزل مسجل له وإذا رفض السداد النقدى للنفقة يتم حجز إدارى على منقولات المدين «ما لديه من أثاث أو منزل» أى يُعين حارس على ممتلكاته بناء على حكم المحكمة حتى يسدد ما عليه .

 وإذا لم يستدل على عنوان الطليق كأن يكون عاملاً حرا وليس له عنوان عمل ثابت فإن البنك «ناصر الاجتماعي» يدفع المبلغ المحكوم على الطليق والذى لا يزيد على 500 جنيه وهذه تعليمات صندوق الأسرة طبقاً للائحة التنظيمية الخاصة بصرف النفقات بالبنك حتى لو زادت على هذا المبلغ.

وعن نفقة الزوجية إذا تقدم الزوج بدعوى للمحكمة باستئناف حكم نفقة الزوجية وتم قبوله يعفى الزوج من النفقة الزوجية.

أما إذا رفضت المحكمة الدعوى يقوم الزوج بدفعها طبقاً للمبلغ الذى يحدده القاضي.

نفقة مؤقتة

أ. عزة سليمان رئيسة مركز قضايا المرأة أشارت إلى أن النفقة لابد أن تصل إلى حد الكفاية وليس حد الكفاف، ولو كان مرتب المطلق لا يكفى فعلى بنك ناصر أن يكمل النفقة للمطلقة حتى تلبى طلباتها هى وأبناءها حتى يبت فى الحكم النهائى من المحكمة.

وتضيف أننا لابد وأن نعيد مرة أخرى النفقة المؤقتة حتى تستطيع المطلقة أن تأكل، وخاصة المطلقة التى يعمل زوجها «أرزقى» وليس له عمل ثابت، ونقترح أن يدفع بنك ناصر النفقة للمطلقات حتى تنتهى المحكمة من حكمها، لكن ما يحدث أن الزوج لا يدفع حتى تحكم المحكمة وفى هذه الأثناء، «كيف تعيش المطلقة حتى هذا الوقت» لذلك تؤكد على أهمية النفقة المؤقتة.

مآسى النفقة

وتتذكر أستاذة عزة سليمان الحادثة التى حدثت من حوالى عام عندما قتلت أم طفلها وثارت الآراء حولها عن أسباب هذا الفعل؟ وقيل إنها أم بلا قلب ولكننى عندما قرأت ملفها اكتشفت الفاجعة، فكان الفقر هو السبب فهذه السيدة مطلقة وزوجها كان محامياً ولم يدفع لها نفقة وأهلها لم يستوعبوها هى وطفلها لمدة 6 سنوات، وطردت من المنزل الذى كانت تسكن فيه لأنها لم تدفع إيجاره المستحق، وأخرجت ابنها من مدرسته بسبب الفقر، ولم تستطع أن تقتل نفسها، فقتلت ابنها ولو كان يوجد أحكام للنفقة منصفة أو كان بنك ناصر قد دفع لها نفقة مؤقتة لما كان حدث ذلك وهناك مثلها حالات أخرى كثيرة والمأساة الكبرى أن السيدة تحصل على أحكام فى أحيان كثيرة «تضعها فى كوب ماء لتشربها» لأنها لا تستطيع تنفيذها.. وتختم حديثها قائلة إنها تتابع هذه السيدة التى قتلت ابنها «فهى حالياً فى مستشفى الصحة النفسية تعالج.

الجمعيات الأهلية

وأخيراً تحدثنا مع د. هدى بدران رئيس رابطة المرأة العربية فقالت: إن محكمة الأسرة تحكم بالنفقة على أساس راتب الزوج وقبل أن تقدرها المحكمة بحد أدنى وأقصى تخبر جهة العمل حتى تعرف راتب الطليق وعندما يحكم القاضى بالنفقة ولا يقوم الطليق بالسداد يحبس مدة يحددها القاضي.

أما عن العامل الذى يعمل بالأجر اليومى فمن الممكن أن يتلاعب بتسجيل قيمة راتبه علماً بأننا لدينا عمال كثيرون ليس لديهم سجل تجارى لن تستطيع المحكمة تقدير دخله وفى هذه الحالة يدفع الطليق النفقة أقل من التكاليف الفعلية فتعجز المطلقة عن الإنفاق على أبنائها معتمدة على النفقة القليلة التى حكم بها القاضى فتلجأ إلى الزواج من اخر أو يوجد ما يسمى بالطلاق التعسفى الذى يسقط النفقة نهائياً عن الأم والأولاد وبذلك عندما تتزوج الأم يذهب الأبناء للأب فيكون قد تزوج وعندما ينجب فلا تعامل زوجته الثانية أولاده من الزوجة الأولى معاملة جيدة وتفضل أبناءها على أبنائه وهذا الطريق يمتد إلى أن يصل بالأبناء إلى الزج فى الشارع وقد يصبحون أطفال شوارع فمن السهل أن يرتكبوا جرائم كثيرة!.

وهنا نجد دور الجمعيات الأهلية يظهر فى البحث عن عمل للأم المطلقة والأبناء من خلال تدريبهم على أعمال مختلفة ولكن ليس العمل لكل السيدات بل العمل للسيدات اللائى ليس لديهن أطفال أقل من ثلاث سنوات لأنهن فى هذه الحالة من الأفضل أن يمكثن فى المنزل لمراعاة أطفالهن.

وعن نفقة الزوجة فى حالة الخلع تقول د. هدى أنها تسقط فى حالة الخلع لأن المرأة تكون قد تنازلت عن كل حقوقها.