عروس

ما بعدالثورةهل هناك فرق؟

 

 

كتبت :سماح موسى

هل أثرت ثورة 25 يناير في طريقة تفكيرنا وشخصيتنا ؟.. وهل تغيرنا وأصبحنا نهتم بالنهوض بالمجتمع وإصلاحه من خلال إصلاح أنفسنا أولا والبحث عن الضروريات والبعد عن المظاهر والشكليات؟.. وهل هذا التغير أثر علي متطلبات الزواج؟! كل هذه التساؤلات المهمة نجيب عنها في السطور التالية

تقول سعاد محمد - موظفة وأم لثلاث بنات : متطلبات زواج ابنتى الوسطى اختلفت عن متطلبات زواج أختها الكبرى حيث تزوجت ابنتى الكبرى قبل الثورة بحوالى عامين وتكلف زواجها ما يقرب من 50 ألف جنيه، فلجأت للاستدانة من زملائى حتى اشترى لها ما تحتاجه من أدوات وتجهيزات مثل بنات عائلتى ولم تكن أقل منهن .. أما زواج ابنتى الوسطى فكان بعد الثورة بأسبوع فقط حيث أتفقت ابنتى وخطيبها على عدم المغالاة فى تجهيزهم عش الزوجية، فتكلف حوالى 29 ألف جنيه فقط.

ماديا ومعنويا

أما هيام السيد أم لابنة واحدة فتقول : ابنتى الوحيدة سوف تتزوج فى شهر أغسطس القادم ولم ألاحظ أى تغيير فى متطلبات الزواج حيث كنت بجانب أختى فى زواج ابنتيها الاثنتين قبل الثورة وتجهيزهما فبدأت تجهيز ابنتى منذ شهر مارس الماضى ولم أجد أى تقليل فيما اتفق عليه والد العريس وزوجى وعندما توجهنا للشراء وجدنا الأسعار قد تضاعفت .. فأين الاختلاف؟!

فأود أن أقول إنه إذا اختلفت متطلبات العروس بعد الثورة عما قبلها فهو للأسوأ وليس للأفضل لأن تزويج الفتاة الآن إرهاق لا يطاق.. ماديا ومعنويا!

رأي الآباء

يقول محمد أحمد - مدير مدرسة ابتدائية بمحافظة الدقهلية وأب لولدين:

زوجت ابنى الأكبر منذ خمس سنوات من خلال عمل جمعيات شهرية أنا وأصدقائى واستدنت من اخوتى حتى قمت ببناء شقة له واشتريت له الأثاث أيضا حتى تزوج.

أما ابنى الثانى (الأصغر) تزوج بعد الثورة بحوالى شهر واحد فقط ولكنه اقتصد عند تجهيزه لمنزله حيث قرر هو وخطيبته قبل الزواج أن يسكنا فى شقة بالإيجار وأن يشتريا ما يحتاجانه من ضروريات والبعد عن الكماليات علما بأنه يعمل مهندسا معماريا وهى أيضا.

الشكل والمضمون

يقول د. محمد السكران أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان إن متطلبات العروس اختلفت بعد الثورة عما قبلها.

فقبل الثورة كانت المبالغة فى الإعداد والتجهيز لعش الزوجية رغم فقر الآباء والحالة الاقتصادية الضعيفة لهم لمجرد الوجاهة الاجتماعية وقد يقع الأهل فى ديون ومشاكل حيث كان زواج الفتاة بصفة خاصة إرهاقا فكانت الأم تقوم بشراء مستلزمات زواج ابنتها منذ أن تصل ابنتها إلى سن العاشرة من عمرها من مفروشات وأثاث منزلى ومن ناحية أخرى كان العريس يعانى من تلك المظاهر والأشياء المكلفة دون فائدة فكان يقدم هدايا كثيرة فى المناسبات والأعياد لخطيبته وأيضا فى تكوين عش الزوجية من تكاليف البحث والحصول على شقة أو بنائها وشراء أثاثها.

ولكن الحال اختلف بعد الثورة فباختصار شديد اختلف فكرنا وأصبحنا كمجتمع نسعى للتخلص من العادات السلبية السيئة المتوارثة عبر مئات السنين وأصبح التعامل مع العروس بصفة خاصة والمرأة بصفة عامة من منطلق قوة الشخصية والقدرة على العطاء وبناء الأسرة التى هى نواة المجتمع والبعد عن المتطلبات التى تسىء للمرأة بصفة عامة والفتاة (العروس) بصفة خاصة والنواحى الشكلية والجمالية وكل هذه الأشياء البالية لأن ما يحدث فى مجتمعنا الآن من تغير الأفكار والظروف الاقتصادية السيئة التى نعانى منها أثر على المجتمع بصفة عامة والعروس بصفة خاصة عند شرائها لمتطلبات تكوين وبناء عش الزوجية فأصبحت متطلباتها قليلة، وأصبحت تتوسط فى اختيارها لأثاث المنزل والملابس وكل هذه الأمور الشكلية.

حب الوطن

أما د. عزة صيام أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها فتقول : إن العروس أصبحت بعد الثورة تختار بنوع من البساطة والتنازلات والتضحية وليس فقط من العروس بل من العريس أيضا لأن الثورة أثرت فينا جميعا حيث علمتنا السماحة وتجاوز المشكلات والتضامن والتعاون والشفافية وتحقيق الأهداف المجتمعية والبعد عن الشكليات والمظاهر فأصبحنا نقبل أشياء وأوضاعا لم نكن نقبلها من قبل لكى نحقق هدفنا فى تكوين أسرة صالحة والعيش حياة كريمة وصحيحة.

وتنصح د. عزة العروس بأن تنمى بداخلها حب الوطن والمجتمع لأنها إذا أحبت الوطن تسعى لتكوين أسرة صغيرة صالحة كى تفيد مجتمعها فى المستقبل بصرف النظر عن الماديات وغيرها من الأشياء التافهة التى لا تفيد.

أما د. محمد سمير عبدالفتاح عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببنها وأستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس يقول: إن ثورة 25 يناير كانت ثورة شباب ولابد أن تكون لمصلحة الشباب والسعى نحو مستقبل أفضل من خلال تكوينهم أسرة قوية وهذا لا يحدث إلا إذا وجد التفاهم بين الزوجين ومن خلال ما نعيشه الآن من ظروف اقتصادية صعبة فلابد أن تقدم العروس بعض التنازلات لبناء أسرة كريمة دون البحث عن الشكليات والبعد عن حب الظهور وهذا لا يظهر إلا بعد عام من خلال عمل استبيان لكى نحصل على آراء الآباء والأمهات فى ذلك ولكنى أتمنى البساطة عند شراء أثاث عش الزوجية. 

 

المصدر: مجلة حواء- سماح موسى
  • Currently 70/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
23 تصويتات / 1335 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,869,183

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز