أحمد حجاجو فيتش مغامر مصرى يرقص للحب والسلام

كتبت :إيمان عبدالرحمن

حتماً شاهدت أحد الفيديوهات المنتشرة وبكثرة علي موقع اليوتيوب للشاب المصري الذي يرقص دون موسيقي بعلم مصر وحوله تجمعات كثيرة من الشباب ، وحتما تساءلت عن هذا الشاب؟ وماذا يفعل ؟ ولماذا يفعل هذا ؟ حواء» التقت بهذا الشاب «أحمد حجاجوفييش أو «أحمد حجاج» الذي اطلق عليه هذا الاسم أحد اصدقائه الروسي ، أحمد رحالة مغامر ، زار حتى الان 121 مدينة حول العالم حاملا رسالة نبيلة عن مصر «إنها رمز للحب والسلام والحرية»

يقول أحمد حجاج: بدأت السفر عام 2007 بعد تخرجى من كلية الحاسبات والمعلومات ، وكان جدى لأمى يعشق السفر ، سافر إلى بلاد كثيرة إلى سويسرا وفرنسا وأسبانيا وسلوفاكيا ، وهو الذى حببنى فى السفر، وسافرت إلى بلاد عديدة ، كل بلاد أمريكا الجنوبية حتى القطب الجنوبى ، النقطة التى يطلق عليها نهاية العالم.

«أو شوايا» وتقع بين الأرجنتين وشيلى ، وأعتبر أول مصرى يزور هذه المنطقة فى العالم ، جعلت من البرازيل نقطة ارتكازى التى اسافر منها إلى المناطق المختلفة، وعملت هناك كمدير للمبيعات ، وأتقنت البرتغالية - وهى من اللغات الصعبة - فى مدة قصيرة جداً ، بجانب إجادتى للغة الإنجليزية والأسبانية والفرنسية.

ويحكى عن هدفه من الرقص دون موسيقى فيقول أنه يود أن يوحد العالم كله حول حب مصر ، وما يقصده بالرقص ، ليس الرقص بالمعنى المتعارف عليه، ولكن أن يعبر الانسان عن نفسه بطريقته الخاصة ، يعبر عن سعادته ودون موسيقى لأنه من الممكن أن تختلف الأذواق حول الموسيقى ، فيرفضها أو يتفق عليها الآخرون ، وكثيرا ما يلفت علم مصر نظر الجمهور فيلتفون حوله ويبدأون بالأسئلة حول مصر وحول المصريين ، وكثيرا ما اكتشف أن وجهة نظرهم عن المصريين مغايرة للحقيقة ، فمنهم من يعتقد أننا مازلنا نستخدم الجمال ومنهم من يعتقد أن المصريات يلبسن البرقع مثل أفغانستان ، لذلك أصحح لهم المفاهيم وأعطى لهم التذكارات ، فأنا أحرص دائما على حمل هدايا تعبر عن ثقافتنا مثل الأهرامات وبعض التماثيل الصغيرة ، ودائما ما أسافر وعلى ملابسى علم مصر وكلمة مصر ، فأعطى لهم القميص ، وغالباً ما يطلب منى أن اكتب لهم أسماءهم باللغة العربية ، أو أول حروف من اسمائهم ، وجاءت لى دعوات من الارجنتين أو البرازيل ولبيتها والتقيت خلالها مع طلبة الجامعة الذين امطرونى بالأسئلة عن مصر وأجبت عن اسئلتهم وأثبت لهم أننا لسنا متخلفين ، على العكس مصر «أم الدنيا وأم الحضارة» .

بداية الرحلة

وعن بداية ما يفعله قال: حددت أهدافى وكتبتها فى قائمة ، أهم الأماكن التى أريد زيارتها أو المناطق التى أود أن اتصور فيها ، وبدأت أصور من الموبايل التجمعات وأجمع الناس .. ثم تطور الأمر لماذا لا نقوم بالتصوير فى مشهد ظريف يعبر كل شخص عن فرحته وعن سعادته ونضحك مع بعض، وبدأ المشهد يثير الانتباه ويتجمع حولى إناس أكثر لا أعرفهم ، لنبدأ بالرقص دون موسيقى ، ويعبر كل شخص عما بداخله ، وفعلاً نجح الأمر وبدأت أنزل بعلم مصر ليتزايد تجمع الناس حولى .. وبدأت أكرر هذا فى كل مكان أذهب إليه محل البيتزا .. المترو .. وأماكن كثيرة لم أكن أتخيل أننى سأدخلها.

حكايات الرحالة

وعن حكاياته الكثيرة والغريبة يقول «رقصت مثلاً فى مكتب رئيسة الأرجنتين كان ذلك فى يوم عيد المرأة هناك وكان القصر مفتوحاً لعدد معين من الزوار ودخلت معهم ووجدت نفسى داخل مكتب الرئيس وفعلاً رقصت داخل المكتب.

ويضيف أنه رقص مع الحرس الجمهورى لرئيس البرازيل الذى يطلق عليهم «تنين الاستقلال» وكان ذلك أمام وزارة الدفاع البرازيلى ، وهو معروف عنهم الصرامة وعدم الحركة أو حتى الرمش بالعين ، وكانوا بملابسهم الرسمية ، وقلت لنفسى «سأرقص معهم .. ثم فكرت .. مستحيل أن يوافقوا» ، ولكننى كنت واثقاً من نفسى ، وفعلاً رقصت معهم وتصورت أيضاً ثم بعدها كتب لى أحدهم على موقعى على الانترنت ممازحا «كنت ستتسبب لنا فى السجن اليوم».

دعوات كثيرة

قابلت اشخاصاً كثيرين انبهروا بمصر عندما علموا أننى مصرى ، وجاءتنى دعوات كثيرة لأن أرقص عندهم فى بلادهم ، منهم سيدة عندها حوالى ثمانين عاما فى البرتغال وأهديتها دبوساً عليه علم مصر ، وأيضاً دعوة لأن أرقص داخل مجلس الشعب الفرنسى.

ومرة سافرت إلى البرجواى دون فيزا ، على دراجة نارية خلف شخص معروف عند السلطات ودخلت البلد ، وأنا مغامر ، وأحب المغامرة وأتمنى لو استغل ذلك فى التنشيط للسياحة لمصر.

السياحة بعد الثورة

ويضيف أحمد حجاج «حجاجوفيتش» كما يحب أن يطلق عليه أنه كان خارج مصر أثناء الثورة وبعد اندلاعها قرر النزول إلى مصر ، ويتمنى لو تتبناه وزارة السياحة شالمصرية ليقوم بالتنشيط للسياحة فى مصر ، فعنده أصدقاء كثيرون ودعوات كثيرة من بلاد مختلفة ، ولن يكلفنى شيئا فقط كتيبات مطبوعة عن مصر يوزعها أثناء تجواله ، أو أحد رجال الاعمال ليكون راعى له لأن مشكلته أن ما يكسبه من عمله ينفقه على أسفاره وتجواله.

تليفزيون الواقع

ويقترح أن يتم إنتاج برنامج وافعى عن زياراته وردود أفعال الشعوب ، ويتوقع أن ينجح ويحقق نسبة شاهده عالية ، فى نفس الوقت يكون دعاية لمصر، وقال «إنه يتمنى لو تنشط السياحة ويساعد هو فى ذلك ، منتقد الاعلانات التى تقوم وزارة السياحة ببثها قائلاً : إعلانا السياحة تكون عن مصر والمفروض أنها تخاطب الاجانب .. ومع ذلك يتم إذاعتها على القنوات المحلية.

وختم حديثه أنه يتمنى أن يسجل رقماً قياسياً باسم مصر فى الموسوعة جينيس العالمية .. وهو ما يـقوم عــــلى إعداده حاليا.