استمتمعى بصيام الصــــــــــــــــيف

كتبت :سمر عيد

ما أن استيقظ من نومي وابدأ يومي الرمضاني حتي ينتابني عطش جارف وصداع فأحاول دون جدوي التغلب علي مشاعري وأسرع لأخذ حماماً فاتراً علني أنشط وأذهب لعملي متناسية آلام الظمأ .. لكن هيهات .. فإزدحام المواصلات فضلاً عن الاعتصامات التي لاتهدأ منذ إندلاع الثورة وحتي الآن تزيـد مـن توتري مما يضاعف معاناتي .. فهل من سبيل يساعدني علي التمتع بصيام الصيف ؟! «حواء» طرحت هذا التساؤل علي عدد من الصائمين فكان التحقيق التالي llحيث التقينا بعدد من الصائمين منهم سناء عبدالصمد أمينة مكتبة تقول :

فى رمضان أتى والأولاد فى إجازة فلا يوجد مدارس ولا دروس وأعتقد رمضان بعد الثورة سيختلف كثيراً عن قبل الثورة فالمفروض أن تكون معنويات الناس مرتفعة لشعورهم بالحرية وأن البلاد سوف تنعم بالديمقراطية بعد سنين من حكم ديكتاتورى وسوف تكون مصر حرة وتنعم بالخير والأمان إن شاء الله وأقول للناس التى تفقد أعصابها فى رمضان نتيجة للحر وعدم تناول المشروبات الغنية بالكافين عليكم بالصبر والحلم .

لابد من الخروج

وتقول مروة ماهر طالبة بالثانوية العامة :

لابد من الخروج لشراء احتياجات المنزل والتسوق لشراء ملابس العيد ولكن أنصح الشباب بعدم السير فى الشمس والحر وأن يتوجهوا إلى مراكز تجارية مغلقة إن لزم الخروج ، وعموماً الشباب يحبون التسوق فى رمضان فمن الأفضل التسوق فى أماكن مغلقة كما أنصحهم بعدم الإسراف فى شراء ملابس العيد والأحذية والشنط وأدوات التجميل والعطور لأن مثل هذه الأشياء تكلف الأسر الكثير من المال بينما تكون الأسرة فى حاجة إلى مثل هذه الأموال فى نفقات الطعام والشراب فى رمضان .

الإكثار من المشروبات بعد الإفطار

وترى سحر يحيى - مدرسة فلسفة - إن الإكثار من المشروبات بعد الإفطار وتناول كميات كبيرة من الماء من شأنها أن تعوض الجسم عما يفقده من سوائل أثناء الحر وتقول : وتناول المشروبات المفيدة مثل السوبيا والعرق سوس والتمر هندى كذلك تناول البطيخ والكنتالوب وكل المأكولات التى تحتوى على المياه كل ذلك من شأنه أن يعوض الجسم عن المياه التى يفقدها أثناء النهار ، والصيام يعودنا على الصبر والتحمل لذا فلابد أن يجمح الإنسان جماح نفسه عند الغضب ويقول الرسول الكريم (ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب) .

صايم وكفران !!

وتتعجب يسرية محمد أستاذة فلسفة من الذين يصطنعون المشاكل فى رمضان ثم يقول أحدهم للآخر : (أنا صايم وكفران) وكيف يلتقى الصايم والكفر معاً ؟!! وفلسفة الصيام قائمة أصلاً على الصبر والتحمل والشعور بالجوعى والفقراء فى طيلة أيام السنة والمفروض بعد الثورة أن نحمد الله على أن البلاد قد نجت مما كانت فيه من ظلم واستبداد والمفروض أن نكثر من ذكر الله وقراءة القرآن حتى يصبرنا الله ويعيننا على الصيام.

بقدر المشقة بقدر الثواب

وتقول منال أبوالخير محامية: بقدر المشقة فى رمضان بقدر مايؤجر العبد وعلى الإنسان أن يرطب لسانه بذكر الله وبقرائة القرآن وبالدعاء والرجاء والأستغفار والتسبيح وعلى ربات البيوت استغلال جلوسهن فى المنزل فى عبادة وذكر الله وقراءة القرآن الكريم ، وأنا أدعو من خلال مجلة حواء كل الثائرين إلى الهدوء فى أيام رمضان المباركة حتى يتسنى للناس الصوم الحقيقى وهو الصوم عن فحش الكلام والصوم عن إيذاء الآخرين، وعلى أيه فئة تريد عمل وقفة احتجاجية تأجيل هذه الوقفة إلى مابعد العيد حتى يتسنى للناس الصوم وحتى لايرهقوا رجال الشرطة والجيش أثناء صيامهم والله عز وجل يتولى الجميع .

أمراض رمضانية

ويحدثنا د / مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس قائلاً:

يعانى بعض الصائمين من الأرق نتيجة اختلاف مواعيد اليوم والضوضاء والسهر غير المبرر مما يزيد من توترهم والنوم هو وسيلة لإعادة تكوين الموصلات العصبية التى تنقص خلال النهار ولزيادة قدرة المخ على التركيز ويمنح الجسم راحة من الإنتاج العالى للطاقة وقلة النوم لها أضرار كبيرة على صحة الجسم وتسبب الصداع وأمراض القلب ونقص إفراز الميلانونين التى تسبب الشيخوخة المبكرة وقرحة المعدة واضطرابات نفسية وجسدية مثل الكآبة والقلق والأرق، وارتفاع ضغط الدم وزيادة معدلات الإصابة بمرض السكر وقلة الإنتباه وعدم التركيز وضعف الذاكرة وضعف المناعة ، ولعلاج التوتر فإن السلوكيات الجماعية الحميدة كصلاة الجماعة تعد المفتاح السحرى لعلاج التوتر أما عن صداع العطش فهو شىء أخر فمع ارتفاع درجة الحرارة والعرق فى صيف رمضان نحتاج إلى ضرورة تنشئة ثقافة السوائل فالمعدل اليومى للعرق 10 مليلتر لكل كجم من وزن الجسم ولكن مع الحر الشديد ربما يصل إلى 2500 مليلتر 5،2 لتر = 5،2 كجم تقريباً فى ساعة واحدة حيث يؤدى فقدان الماء من الجسم وعدم تعويضه للإصابة بالجفاف فى الصيف خاصة أن الماء المفقود يصاحبه فقدان الأملاح المعدنية الهامة مثل البوتاسيوم والصوديوم مما يؤثر على وظائف الجسم خاصة الكليتين والدماغ والقلب .

ويعتبر الجفاف من أكثر المخاطر التى يمكن أن يتعرض لها الفرد خلال موجة حر شديدة إذ يسبب الصداع والتشوش والكسل والخمول والنعاس ومشاكل فى التنفس واضطرابات فى معدل دقات القلب .

ويؤكد د / مجدى بدران أنه كى نقى أنفسنا من الجفاف فى رمضان علينا إتباع الآتى :

- يجب تناول السوائل بوفرة بعد الإفطار (الحد الأدنى للبالغين 8 أكواب ماء) . والأطفال والمسنين يصلون إلى الجفاف بسرعة فعلينا مراعاة ذلك.

- تناول الماء والألبان والشوربة والعصائر الطبيعية والسلاطة والفاكهة .

- الإقلال من الأغذية المحفوظة والمشروبات الصناعية .

- يجب ممارسة النشاط البدنى باعتدال والحفاظ على برودة الجسم ، تهوية المنزل جيداً.

ويضيف د . بدران أن إرهاق الجهاز الهضمى فى رمضان مع الأشياء الخطيرة لأن ملء المعدة بالطعام يسبب إندفاع الدم إلى القناة الهضمية فيقل الدم الواصل إلى المخ ويسبب الصداع والسكر هو من أهم مصادر الطاقة لذا لابد من تناول كمية من التمر لأن التمر غنى بالجلوكوز والفركتوز .

وإدمان الكافين يسبب الصداع فى رمضان وهناك صداع نصفى وصداع توترى وصداع عصبى وصداع عنقى وأكثر مايعنينا هنا هو الصداع فى رمضان ومن أهم أسبابه هو إدمان الكافين وعادة مادة الكافين المنبهة تسبب التعود عليها ويوجد الكافين فى القهوة والشاى والكولا والشوكولاتة وعند الصيام يحدث انقطاع مفاجىء عن هذه المشروبات الأمر الذى يؤدى إلى الصداع ومن ثم التوتر والعصبية وأنا أنصح بتناول الخروب على الإفطار حيث يعتبر بديلاً آمناً للقهوة والشاى ، كما أن إضافة الحبهان إلى الطعام يبطىء مفعول الكافين فيها ويطيب رائحة الفم وهو فاتح للشهية وطارد للغازات ومضاد للأكسدة وهو غنى بالبوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيون والمنجنيز والحديد .

الإنسان يفقد أعصابه فى الحر

وترى الدكتورة إيمان صبرى وكيل كلية الآداب وأستاذة علم النفس بجامعة الفيوم أن الإنسان يشعر بالملل من الحر فى أيام الصيف عموماً بعيداً عن رمضان فما بالك فى رمضان الذى لايستطيع الإنسان فيه شرب قطرة ماء أثناء النهار وتقول :

نفسياً كلما زادت وارتفعت درجة الحرارة كلما كان الإنسان أكثر انفعالاً وهذا يفسر لنا لماذا يكون الناس أكثر عصبية وانفعالاً فى الدول الحارة عنهما فى الدول الباردة أو التى يكون فيها طقس معتدل وعموماً أنا أنصح الناس بعدم تناول المأكولات التى تجعلهم يشعرون بالعطش أكثر فى الإفطار أو السحور وأن يكثروا من شرب الماء ولا مانع من تناول فنجانين من القهوة أو الشاى حسبما تعود كل إنسان وكل عام وأنتم بخير .

 

المصدر: مجلة حواء -سمر عيد
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 862 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,891,369

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز