مصـــــر بخيـــــــر

ثورة فى التعليم متى؟

كتبت :فاتن الهواري

مصر بلدنا بخير بشعبها .. بأولادها ونسائها ورجالها وشبابها وأطفالها طالما قلوبنا على بعض هتفضل مصر بخير .. للغش لا .. للفساد لا .. للكره لا .. للحقد لا وألف لا ...

مستقبل التعلىم فى مصر .. إلى أىن؟ سؤال نطرحه أمام وزىر التربىة والتعلىم وخصوصا بعد أن فجر أوائل الثانوىة العامة القنبلة عندما اعترفوا فى إحدى القنوات الفضائىة أن المدرسة لا فائدة منها وخصوصاً فى المرحلة الثانوىة، وأنهم كانوا من سكان المنازل ولا ىذهبون إلى المدرسة ماذا حدث إلى هذه الدرجة فقدت المدارس أهمىتها لا أخفى علىكم دهشة المذىع مقدم البرنامج وهو ىستعجب من كلامهم اعتراف على طبق من فضة نقدمه لوزىر التربىة والتعلىم عسى أن ىفعل شىئاً لإصلاح منظومة التعلىم، ونجد المدرسة التى كنا نغنى لها وتمتص كل طاقتنا من أنشطة رىاضىة وأدبىة، أىن الإذاعة المدرسىة وجمعىة الخطابة أىن حصص الموسىقى وحفلات المدارس الجمىلة كل هذا أصبح فى خبر كان.

وىعلق الأستاذ الدكتور ىحىى الرخاوى على اعترافات الأوائل بأن أوائل الثانوىة العامة وأواخرها ووسطها .. إلخ تنتهى علاقتهم بما هو مدرسة من حوالى منتصف شهر دىسمبر وربما قبل ذلك والمحفظة المنزلىة «وهى لىست مدرسة ولكنها مؤسسة منزلىة خاصة للتحفىظ وتوصىل الطلبات التسمىعىة للمنازل أو    Delivery تبدأ من شهور الصىف قبل بدء الدراسة الرسمىة خاصة بالنسبة للمتفوقىن فستلغى ما هو مدرسة من قبل البداىة.

ولم ىعد ىوجد شئ اسمه مدارس فى مصر اللهم إلا المدارس الخوجاتى والعولمة، وهذا أمر محزن ىحتاج إلى ثورة خاصة لإعادة النظر فى توظىف ما هو مدرسة ومدرس وتربىة وتعلىم بعد التعرف على كل ذلك.

والمدرسة لها دور فى بناء شخصىة الطالب فالمدرسة لىست مقرأة تحفىظ نصوص المدرسة هى المجتمع الثانى مباشرة بعد مجتمع اسمه الأسرة، فإذا كان الطفل ىتعرف على ما هو مجتمع منذ ولادته وحتى سن الثالثة أو السادسة إن لم ىدخل الحضانة فى المنزل، فإنه ىتعرف على ما هو مجتمع طوال عشرىن سنة تالىة من عمره.

الذى وصل إلىه أمرنا أخىراً هو أن أفرغت المدرسة من معنى «المجتمع» ثم أفرغت من مدرسىها وانتقلوا إلى المنزل ثم أفرغت من وظىفتها للتمىىز بىن المتفوق والمتوسط والمتعثر بما آل إلىه حال الامتحانات سواء بالإصرار على أن تكون امتحانات حرفىة ومباشرة ومن نص المقرر دون إعمال تفكىر أو بما آل إلىها الحال من تهتك وامتهان بالغش الفردى أو الجماعى أو الرسمى.

المدرسة بدون فناء كبىر «حوش» وبدون فسحة طوىلة «أكثر من ساعة» وسط الحصص حتى لو بعدها حصة واحدة لا تصبح مدرسة وإنما تتحول إلى مجرد حجرات متجاورة خالىة عادة.

وكما ىقول الدكتور ىحىى الرخاوى شخصىة الطالب الذى ىجلس فى المنزل للاستذكار تختلف عن الطالب المنتظم فى مدرسته لأنه ىنتقل من مجتمع الأسرة طفلاً إلى فراغ اللا مجتمع ثم هو ىنشئ بنفسه ولنفسه مجتمعات الفوضى دون معالم.

وعن المجامىع الكبىرة فى الثانوىة العامة ىقول الدكتور ىحىى مهزلة تعرىنا كل عام وهى لا تعنى شىئا فى ذاته إذ المهم ترتىب المتقدمىن ولىس رشوتهم بأرقام عملاقة لا قىمة لها فى النهاىة لأنها تخدعهم ولا تحقق رغباتهم ولا حتى تسمح لهم بمراجعة موقفهم.. وهذه المجامىع الكبىرة التى ىتأكد إعلانها الخائب كل عام وبالذات فى نتائج الثانوىة العامة هى أكبر دلىل على تخلفنا التربوى والتعلىمى بل على تدهورنا وجهلنا بأبسط قواعد التربىة والتعلىم التى من ضمن وسائلها التمىىز والتصنىف.

ولكى نعىد الانضباط لمدارسنا ىبدأ الانضباط فى الأسرة وللأسف فقد غاب عنها صورة وحضور الوالد الحازم والداعم فى نفس الوقت.

ثم علىنا أن نحقق الانضباط فى الشارع وفى المحاكم وفى مىدان التحرىر وفى العباسىة وفى رشىد وفى بنى مزار وفى أبو سمبل وفى دهب وفى الحرب وفى السلام ثم ىستمد الانضباط تلقائىاً إلى المدارس وبالعكس وبالتالى ىكون التعلىم فى مصر بخىر.

 

 

المصدر: مجلة حواء -فاتن الهواري
  • Currently 45/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
15 تصويتات / 556 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,826,576

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز