مسرحية وليم شكسبير

حلم ليلة صيف

تلخيص :إيمان العمري

ماذا لو كانت كل المشاكل والعقبات التى تواجه المحبين مجرد حلم يرونه فى ليلة صيف.. ليست يقظ العشاق ليجدوا السعادة تفتح ذراعيها لهم .

هذا هو ما يذكره كاتب الانجليز العظيم ويليام شكسبير فى رائعته الكوميدية حلم ليلة صيف .

ورغم أن شكسبير والذى عاش فى الفترة من 1564: 1816 قد اشتهر بأعماله التاريخية والتراجيدية الخالدة لكنه قدم العديد من الأعمال الكوميدية التى تعامل فيها مع المشاعر الانسانية ببساطة استطاعت أن تنفذ إلى الصدور وترسم الابتسامات على الشفاه عبر القرون وفى مختلف البلاد، ومسرحيته حلم ليلة صيف أو حلم منتصف ليلة صيف واحدة من الأعمال الكوميدية الرائعة التى تم تقديمها بمعظم اللغات وبالعديد من المحاولات فى أغلب دول العالم وتدور أحداث المسرحية مابين اثينا القديمة (عاصمة اليونان) والغابة حيث يتداخل عالم الجن مع عالم الانس لكن كيف حدث هذا التداخل ؟ تقول الأساطير أنه فى منتصف ليلة الصيف يخرج الجن فى الغابة ليلهوا ويعربدوا فماذا وجدوا من عالم الإنس؟! تعود الأحداث للوراء قليلا وفى اثينا القديمة حيث يستعد دوق اثينا لحفل زفافه هنا يدخل عليه والد الفتاة «هرميا» يطالبه بتنفيذ القانون الذى ينص على معاقبة الفتاة التى ترفض الزواج من الشاب الذى اختاره والدها لها أما بالإعدام أو النفى مدى الحياة، وذلك لأنه يريد أن يزوج ابنته من «ديمتريوس» وهى ترفض لأنها تحب «ليسندر» كان هذا القانون الظالم قانوناً قديما ولايستعمل لكن الوالد أصر على استخدامه فما كان من الدوق إلا أن أعطى للفتاة فرصة أربعة أيام حتى موعد زفاف الدوق وذلك للتفكير فى الأمر وإلا الإعدام أو النفى سيكون مصيرها .

فماذا فعلت «هرميا» ؟

لم تستسلم الفتاة الجميلة لا هى ولا حبيبها واتفقا على الهروب واتفقا على اللقاء فى الغابة .. لم تخبر الفتاة أحداً بخطتها سوى صديقتها هلينا التي كانت تحب ديمتريوس من قبل وتركها من أجل هرميا لكن هلينا ظلت تحبه واخبرته بخطة هرميا ليترك فكرة الارتباط بها لكن ديمتريوس لحق بالحبيبين فى الغابة، ولحقت هلينا به وهكذا كانت الغابة هى مسرح الأحداث ومكان لقاء الأحباب حيث يوجد شابان يتصارعان على حب فتاة واحدة، وهناك فتاة أخرى تتدرع إلى حبيبها لكن يرأف بحالها..

ورغم سكون الغابة الظاهرى فقد كان ملك الجان يتابع تلك الأحداث وهو يأسف لحال الفتاة هلينا إلا أن حاله لم يكن أفضل منها بكثير فقد كان هو الآخر يشكو لوزيره من زوجته ملكة الجان التى رفضت اعطاءه «ولدا» كانت قد تبنته ليصبح من أتباع الملك وهنا فكر الملك فى أن يلقنها درساً قاسياً بأن يضع فى عينيها وهى نائمة رحيق زهرة الحب الذى سيجعلها تقع فى حب أول من تقع عينيها عليه .. لكن الملك عندما رأى حال الفتاة هلينا فكر فى أن يضع رحيق الحب فى عينى ديمتريوس عندما ينام وبذلك تحل مشكلة كل العشاق وأمر وزيره بتنفيذ تعليماته لكن الوزير أخطأ ووضع رحيق الحب فى عينى ليسندر الذى استيقظ ليجد هلينا أمامه فوقع فى حبها تاركا حبيبته «هرميا» التى ظلت تطارده فى الوقت الذى كان ديمتريوس يطاردها وهكذا جعل خطأ الوزير حال العشاق أسوأ مما كان فماذا يفعل الملك؟! بالطبع عنف وزيره الذى أراد تصحيح خطأه بأن وضع رحيق الحب لديمتريوس الذى وقع هو الآخر فى حب هلينا ليتحول الأمر إلى وجود شابين يقعان فى حب فتاة واحدة هى هلينا فى هذه المرة، وهرميا تعانى من غدر حبيبها كان ملك الجان فى ذلك الوقت يسخر من زوجته التى وضع لها رحيق الحب لتقع فى حب المزارع الذى حول ملك الجان رأسه لرأس حمار .. لكن سخريته لم تدم عندما رأى ما فعله وزيره من تخريب فى علاقة العشاق فازداد غضبه ليملأ الغابة بعاصفة حتى لا يتقابل العشاق وعندما غرقوا فى النوم وضع ملك الجان فى عينى ليسندر رحيقاً ليفسد به السحر السابق وجعل المحبين يتصورون أن ما شاهدوه مجرد حلم، كما أفسد مفعول السحر لزوجته وأعاد المزارع لطبيعته الأولى وذلك بعد أن وافقت زوجة الملك على اعطائه الولد ليصبح من اتباعه .

يأتى الملك ووالد الفتاة للغابة ليجدوا ديمتريوس وقد عدل عن فكرة زواجه من هرميا وبذلك لم يعد للأب أى حق فى المطالبة بتطبيق القانون لتنتهى المسرحية بزفاف الدوق من عروسه وأيضا زواج هرميا وليسندر وزواج هلينا وديمتريوس والكل على ثقة بأن كل ماشاهدوه كان مجرد حلم ليلة صيف .

وأنتم أيها الأعزاء قراء مجلة «حواء» نتمنى أن تكونوا قد أمضيتم وقتاً ممتعاً وأنتم تطالعون تلخيص مسرحية حلم ليلة صيف وإلا لنقتبس لكم بعضاً من أقوال شكسبير بأن تعتبروا أنكم قد غفوتم قليلا وما أمضيتموه من وقت لم يكن أكثر من «حلم ليلة صيف»