لننقذ مصر وأبناءنا ونتحد فى وجه أعدائنا

كتبت :ايمان حمزة

تلاحقت الأحداث خطيرة محزنة أدمت قلوبنا كمصريين وكأنهم يريدون أن يدمروا كل ما هو جميل ومع إحتفالاتنا بذكرى إنتصارات أكتوبر التى أعادت الكرامة والأرض للمصريين.. وعبرت بنا من الهزيمة إلى العزة والنصر.. على عدو ظن العالم أنه لا يقهر بقوة عتاده وتسلحه وقوة معاونيه من أقوى بلاد العالم أمريكا وبلاد أوروبا..

ليعلن العالم عن إعترافه بهذا النصر الذى حققه الجندى والإنسان المصرى الذى أذهل الجميع والتى تجسدت من جديد فى ثورته السلمية البيضاء التى اتحد عليها الشعب وحماها الجيش المصرى.. ليطيح الظلم والفساد بكل رموزه وليغير نظاماً إستبد وأستولى على ثرواته وأراضيه وجعلها فى يد قلة قليلة امتلكت السلطة والثروة هى وأعوانها.. لمدة ثلاثين عاماً للأسف.. مازال أزناب النظام وفلوله لا يستسلمون ومعهم أعداء الخارج.. يتآمرون ويتحدن على تدمير هذه الثورة ويريدون تدمير وحدة الشعب فهى سبيلهم الوحيد لإختراق ما وجدوه من قوة وصلابة لهذا التلاحم الذى تجسد فى ثورة 25 يناير التى فجرها الشباب على النت ونزلوا إلى الميدان ليلتحم بهم كل جموع الشعب لا فرق بين مسلم ومسيحى كلنا مصريون لا فرق بين صغير وكبير.. غنى وفقير رجل وامرأة.. الكل اتحد من أجل مصلحة بلاده وجعل مصر وطنه أولاً وأخيراً.. للخلاص من الظلم والقهر والإستعباد للعبور بها إلى الحرية والعدالة والحياة الكريمة لكل المصريين وإعادة مصر وثرواتها لكل المصريين.. وحياة ديمقراطية يحكم فيها الشعب ويختار رئيسه بنفسه من خلال إنتخابات حرة نزيهة ومن إنتخابات برلمانية حرة ونزيهة لمن يمثلونه كأعضاء لمجلس الشعب والشورى يضعون القرارات التى تحمى مصالح الوطن والشعب أى المصلحة العامة وليس مصالح الحكام ومعاونيهم مما كنا نراه.. فقد كانت إنتخابات 2010 ونتائجها المزورة هى القشة التى قسمت ظهر البعير فى منظومة الفساد التى لم تكن تنتهى.. وليفيض الكيل وتخرج الثورة كبركان يطول كل من حوله من المفسدين..

التآمر علي وحدة الشعب

وللأسف تزايدت المؤامرات على وحدة الشعب تندس وسط الثوار وتستغل وقفاتهم وتظاهراتهم السلمية ليشعلوا نار الفرقة ويشعلونا الفتنة بين نسيج الشعب الواحد لا ننكر أن هناك مشاكل حقيقية تكونت عبر السنين الماضية فى محاولة من النظام وأعداء الداخل والخارج لزرع الفرقة بين أبناء الشعب وكيف رأينا مؤامرة مذبحة كنسية القديسين من قبل ومن كان وراءها من أتباع النظام بل رؤسه.. حتى لا يفيق الشعب إلى نفسه ويتحد ليثور ضدهم ولكن ما كانوا يخافون منه قد حدث.. وخرج عن السيطرة ووجدوا أنفسهم خلف القضبان يواجهون بالمحاكمات لما اقترفوا من جرائم فى حق الشعب فتوعدوا بأن ينتقموا.. للأسف الشديد لم يكتفوا بما فعلوا.. بل إنطلقوا بأعوانهم ممن نسميهم فلول النظام يدمرون كل ما هو جميل ويزرعون الفرقة ويحاولون إسقاط الدولة وهدم الثورة التى إنحنى لها كل العالم ساسة وشعوباً.. ليشوهوا وجهها وجوهرها الجميل.. يهدرون من جديد دماء مئات الشهداء من زينة شباب مصر وشعبها من أجل إعلاء حرية مصر وكرامة كل مصرى.. إندسوا بالفتنة فى هذه الأحداث الخطيرة التى خرجت علينا وكلنا فى حالة زهول لما يحدث من هول المفاجأة وكثرة الضحايا.. من بين أبناء مصر.. وفى زرع الفتنة بين الأقباط والمسلمين وبين الشعب وجيشه الذى دائما ما حقق الإنتصارات وكان ومازال حاميا للوطن أرضه وشعبه.. كيف نستجيب لأعوان النظام وأعداء مصر من الداخل والخارج.. أن ينتصروا علينا ويدمروا وحدتنا وفى أخطر الأوقات التى تمر بها مصرنا.. ولكن الشعب المصرى أكثر وعياً وأدرك سريعا ما يحاك حوله من مؤامرات لإسقاط نجاح ثورتنا على النظام الفاسد ومحاولة جرنا من جديد إلى الخلف حتى لا تقوم للمصريين قائمة ولا مكانه هزت العالم من قبل فى 6 أكتوبر 1973 ليستعيدوا بعدها كل شبر من أراضيهم بالسلام المبنى على قوة النصر.. يتلاحم الجيش والشعب وتأييد الله لجنده.. الذين قيل عنهم أنهم خير أجناد الأرض وأن مصر فى رباط إلى يوم الدين ودعت لها السيدة مريم العذراء عندما لاذت بها لتفر بإبنها عيسى عليه السلام نبى الله من بطش ملك اليهود الذى كان يقتل كل رضيع خوفا على عرشه من النبؤة.. فوجدت بمصر كل أمان وسلام وحماية ودعت لها طوبى أرض مصر مبارك شعب مصر.. هكذا كنا وسنظل مصريين جميعاً لا فرق بيننا نتقاسم اللقمة والكلمة والبسمة على الحب ودفء المشاعر والصداقة تربينا صغاراً كأسره واحدة فى البيت جيران وفى المدرسة أصدقاء، الكنائس تجاور المساجد نسمع الآذان ودقات الأجراس معاً.. تهتز قلوبنا فرحاً بالإيمان بالله.. فى الكنيسة نجتمع على أفراحهم وأكاليل الزفاف وفى أفراحنا نجتمع مسلمين ومسيحيين تنطلق التهانى الصادقة من القلوب فى العمل كلنا واحد.. لماذا أصبحنا نستجيب لمن يحاولون أن يزرعوا الفرقة بيننا.. لنتمسك جمعياً بمصريتنا بقيمنا التى تربينا عليها لنغرسها فى نفوس أبنائنا.. قيمنا التى كانت وستظل أجمل ما يميز شعب مصر.. ففى مصر وقف المصريون مسيحيون ومسلمون فى وجه الإحتلال والطغاة.. فى وجه الإحتلال الفرنسى وبعده الإحتلال الإنجليزى رافضين إحتلال بلادهم يواجهون بشجاعة رصاصات العدو المحتل ليسقط الشهداء تختلط دماء الجميع لا فرق بين مسلم ومسيحى نساء ورجالاً كلهم من أجل فداء بلادهم وإستقلالها.. والإسلام والمسيحية يدعوان إلى التسامح والمحبة كلها أديان والله الخالق والقرآن الكريم ورسول الله أوصانا بهم وقال فى دعوة للحب والتآخى «لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباباً وأنهم لا يستكبرون».

ودعا نبى الله عيسى عليه السلام الناس وأوصى المسيحيين بالمحبة لكل البشر..

فكيف بالله عليكم أن نسمح لأعدائنا أن ينفذوا إلينا ويحطمون قوتنا.. مهما كانت المشاكل فإنها سوف تحل فمصلحة الوطن من وحدته وأما مصالحنا فسوف تتحقق بشكل جزرى بوحدتنا معاً بحبنا الذى ولد وتربى داخلنا لنجعله يهزم كل أعوان الشر الذين يتكاتلون علينا ويزرعون الفرقة والحقد والكره بدلاً من الحب والتسامح والتآخى والتكافل الذى ظهر فى ثورة 25 يناير من جديد..

وهذا دورنا كأم وأب نحب بلدنا ونحب أبناءنا..

دورنا كشعب ودولة بمؤسساتها ومجتمعها المدنى والقوى السياسية ورجال الدين والإعلام المستنير الواعى.. دور شبابنا فتيات وفتيان.. لنقف ضد كل هذا ونفيق لما يحدث بيننا بمجرد أن أعلن الشعب عن إرادته لعزل فلول النظام وحرمانهم من الإنتخابات لمدة خمس سنوات كان هذا أول رد فعل بعده مباشرة وليس أول رد فعل منذ الثورة ولنلتفت لأعداء الخارج الذين لا يريدون لنا ولمصرنا خيراً ولنعتصم بحبل الله جميعاً قوة واحدة من أجل وطننا من أجل أبنائنا ومن أجلنا جمعياً لننقذ مصر وننقذ أنفسنا بوعينا بوحدتنا لننتقل ونعبر هذه التحديات والصعاب إلى تحقيق أهدافنا جمعياً من أجل الحرية والأمان والسلام والعدالة الإجتماعية وسبيلنا للإستقرار والرخاء.

 

المرأة

والسلام حققت المرأة العربية أكبر انتصاراً لقيمتها وقوتها من أجل تحرير بلادها ضد الفساد والظلم وحرية شعبها.. لا تأبه لكل الأخطار التى تتعرض لها فى سبيلها فهدفها الأقوى هو الحرية والعدالة والسلام لبلادها وشعبها.. فإستحقت عن جدارة جائزة نوبل للسلام لتتوج عالية على رؤس كل امرأة عربية بعد أن شرفتنا الصحفية اليمنية «كرمان توكل» والناشطة السياسية والأم والزوجة مثالاً لقوة المرأة رغم عاطفتها وأمومتها لتصبح دليلاً واضحاً وساطعاً لمن يريدون أن يحرموا المجتمع من نصف طاقاته وقدراته ويمنعون عنها العدالة والحرية والديمقراطية التى تعد مبدأ للمساواة وعدم التمييز.. بل أن كل جوائز نوبل للسلام منحت هذا العام للمرأة فقط للسيدة رئيسة جمهورية ليبيريا «إلين جونسون» وأيضا الناشطة السياسية الليبيرية.. تأكيداً على أن المرأة قوة حقيقية من أجل السلام فى العالم...

 

 

المصدر: مجلة حواء -ايمان حمزة
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 564 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,743,334

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز