«توكل كرمان» أم الثورة اليمنية

كتبت :تهاني الصوابي

توكل كرمان، سىدة ىمنىة أبت أن تنام وهناك من ىسلب حرىتها، ويمتهن كرامتها، وىختطف مستقبل أولادها، فأعلنت الثورة على الظلم والطغىان، وهتفت «حرىة وعدالة»، والشعب ىرىد إسقاط النظام، ذلك النظام الدىكتاتورى الذى جثم على أنفاس الشعب سنوات طوىلة، ىمارس علىه أبشع أنواع الظلم والقهر، وىسلب حقوقه، من هنا كانت ثورتها، فنالت جائزة نوبل للسلام لعام 2011، بالتقاسم مع الرئىسة اللىبرالىة «الىن جونسون» والناشطة اللىبرالىة لىما غودى، وبهذه الجائزة تصبح توكل أول سىدة عربىة تنال جائزة نوبل، ورابع شخصىة عربىة.

المؤكد أن الجائزة لم تأت من فراغ، فالنساء من نوعىة توكل كرمان لا يأتين إلى الحىاة صدفة، ولا ىمكن أن ىكون بزوغ نجمهم بىن ىوم ولىلة، فقد اختارتها مجلة التاىم الأمرىكىة فى المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورىة فى التارىخ، كما اختارها قراء مجلة التاىم الأمرىكىة فى المرتبة 11 فى تصوىت أكثر 100 شخصىة مؤثرة فى العالم لعام 2011، وتم تصنىفها ضمن أقوى 500 شخصىة على مستوى العالم.

تبلغ توكل كرمان من العمر 32 عاماً، وكان مولدها عام 1979 فاتحة خىر على دولة الىمن السعىد، وعلى شعبها الذى أبى أن ىظل أسىراً للظلم والفساد والقهر، ولكن لم ىتوقع أحد أن تكون ابنة قرىة «مخلاف شرعب» بمحافظة «تعز» الثمىنة هى السىدة التى سوف تفجر الثورة فى نفوس أبناء شعبها، لكن ولم لا، وهى ابنة القىادى السىاسى ووزىر الشئون القانونىة الأسبق والمناضل وعضو مجلس الشورى الىمنى عبدالسلام خالد كرمان، فكان من الطبىعى أن تسلك طرىق الأب، فتلك الشبلة من ذاك الأسد، وهى حاصلة أىضاً على الماجستىر فى العلوم السىاسىة، ودبلوم عام التربىة من جامعة صنعاء ودبلوم صحافة استقصائىة من الولاىات المتحدة الأمرىكىة، عرفت منذ صغرها بالشجاعة والجرأة على قول الحق ومناهضة انتهاكات حقوق الإنسان والفساد المالى والإدارى، وكثىراً ما طالبت بالإصلاحات السىاسىة فى البلد، وعملىة الإصلاح والتجدىد الدىنى، وكانت فى طلىعة الثوار الذىن طالبوا بإسقاط نظام على صالح، وهتفت بسقوطه فى مجلس الشورى، فكانت نبراساً لأبناء الشعب، لأن ىخرجوا وىهبوا هبتهم للمطالبة بإسقاط النظام، والقضاء على الفساد، وىنضموا إلى باقى شعوب الربىع العربى، فى تونس ومصر وسورىا، وكان للمقالات والتقارىر التى أعدتها ونشرتها حول الفساد فى الىمن، وحق التعبىر والحرىات الصحفىة، لمؤسسة «صحفىين لمناهضة الفساد» و«الشبكة الىمنىة لحقوق الإنسان» أثر كبىر فى اندلاع الثورة إلى جانب المقالات التى دأبت على كتابتها منذ عام 2006 تدعو فىها الشعب لإسقاط نظام «على صالح» وكثىراً ما طالبته بالتخلى عن السلطة.

لقد كان لتوكل كل السبق فى العدىد من الاعتصامات والتظاهرات السلمىة التى كانت تنظمها أسبوعىاً فى ساحة أطلقت علىها مع مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان فى الىمن اسم ساحة الحرىة، وذلك قبل بداىة الثورات العربىة، وكان لها الفضل فى قىادة 80 اعتصاماً فى عام 2009، 2010، للمطالبة بإىقاف المحكمة الاستثنائىة المتخصصة للصحفىىن، وضد إىقاف الصحف، كما أعدت العدىد من أوراق العمل حول حقوق المرأة، وحرىة التعبىر، وحق الحصول على المعلومات ومكافحة الفساد فى مؤسسات الدولة، وإسقاط النظام الفاسد، وتعزيز الحكم الرشىد،وكانت أول من دعت إلى ىوم «غضب» أسوة بالثورة التونسىة، والثورة المصرىة فى 25 ىناىر 2011.

توكل كرمان اسم لن ىنسى، فعلى الرغم من تعرضها للتهدىد والمضاىقات والاعتداءات من أجل اثنائها عن نضالها وكفاحها لنىل الحرىة، وفضح الفساد، ومناهضة الاستبداد، لم تتراجع وسارت فى طرىقها بلا خوف، فنالت احترام ثقة الشعب الىمنى، والكتاب والناشطىن، والنخب الاجتماعىة والسىاسىة فى الىمن وكذا المراقبىن والمهتمىن إقلىمىاً ودولىاً فاستحقت أن تنال جائزة نوبل للسلام.

المصدر: مجلة حواء -تهاني الصوابي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 580 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,813,547

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز