الساحر .. محمود عبدالعزيز
فى انتظاركم فى باب الخلق
كتبت :منال عثمان
لا شيء يعلو فوق صوت عمل جميل يناديه.. النجم محمود عبدالعزيز الذي تصوّرناه بصراحة ركن للراحة وفتح المظلة علي الشاطيء، وجلس يستجم بعد رحلة شاقة قدم فيها بموهبة لامعة، وأداء قدير العديد من الأعمال وتألق بأداء أقل ما يقال عنه «أداء مضئ يحد من عتمة فن يُقدم بلا أهلية» هذا قول ناقد كبير بعد أن رأي فيلمه «الساحر» منذ سنوات.. ومنذ ثمانيه سنوات أيضاً كانت آخر مسلسلاته «محمود المصري» الذي أعجبنـــــا به جداً، فالفنان الكبير له مكانة خاصـــة عند جماهيره العريضة، ويبدو أن هناك ما حركه وجعله يغلق المظلة ويهرول لأداء دور جيد.. الأمر استحق جلسة بسيطة خفيفة الدم مثله..
لم أتصور أن تركن إلى الراحة هكذا كل هذا الوقت أستاذ محمود؟
- ولا أنا .. فأنا فى الأساس مهندس زراعى متخصص فى النحل ومن كثرة تعاملى معه حملت الكثير من صفاته، فأنا بطبيعتى شخص دؤوب أحب العمل والحركة والسفر، الركود يجعلنى فى حالة «رزلة»، العمل واللقاءات يحمى أدواتى كممثل من الصدأ والتوقف صحيح فى أوقات الفراغ لا يكون لدىّ فراغ لأنى من جيل تربى على القراءة.. كما يأكل ويشرب يقرأ.. لكن الآن الحياة تفتحت أكثر فأنا من هواة النت، متعة كبيرة عندى أن أجلس على النت كل صباح أتابع المواقع، لكن أبعد بصراحة عن مواقع الاتصال الاجتماعى خاصة فى الفترة الأخيرة، لأنها تصيبنى بالعصبية فنحن جميعا نعيش فترة عدم توازن، ليس لدينا بوصلة تحدد اتجاهاتنا والآراء كثيرة والمقترحات والأطروحات، كل له وجهة نظر فى كيفية بناء البلد بعد الثورة، لابد أن تخفت هذه النار المتأججة، نتحد على اتجاه معين، مش عارف خايف قوي، تقريبا معظم الأجيال الموجودة لم تعرف هذا الفراغ السياسى من قبل أحس أننا جميعا نعيش فى أنبوب أجوف، ما حدش فاهم حاجة ولا عارف حاجة.. ربنا يستر.
لماذا أنتم كجيل الكبار لم يكن موقفكم واضحا أثناء الثورة؟
- مش فاهم .. يعنى لازم أمسك علم وأنام فى خيمة لأؤكد أننى مع الثورة، أنا ظللت طوال الـ 18 يوما فى حجرة وحدى أمام التليفزيون، أتابع كل المحطات أهتف بقلبى مع الثورة، فنزلت دموعى أمام صور «ورد الجناين» الشهداء.. زوجتى بوسى شلبي، ثارت على هذا الوضع لأننى كنت تقريبا لا أتناول الطعام الكافى خوفاً أن يفوتنى شيء.. أقسم بالله أنهرت و«اللواء الفنجري» يحيى الشهداء تحيته الجميلة التى رسُمت فى قلوبنا، وبعد هذا الوقت أتلخبطت الدنيا حوالينا ائتلافات.. أحزاب كرتونية وغير كرتونية.. انتخابات مؤجلة، أحكام مؤجلة، بلطجة، سلاح مسروق، فوضى عارمة، فضائيات زاعقة بأصوات خرجت من جحورها لم نكن نعرف عنها شيئاً سواء إسلامية أو ليبرالية.. ليس الجيل الكبير فقط من نجوم السينما أو الفن كان متابعا، كل الجيل كان متابعا، لأن من أشعل الفتيل كان شباب الفيس بوك وحقيقى فعلوا ما لم يستطع جيلنا أن يفعله وحركات 6 أبريل وكفاية كل ده مهم.
سمعنا أنك عائد للفن بقوة.. صحيح؟
- والله اشتقت للعمل فترة طويلة لم أقف أمام كاميرا لأعمل تقريبا منذ فيلم «ليلة البيبى دول» فالأمور الفنية كانت غير متصوّرة، فأنت تعرفين أن الفن مرآة عاكسة توضح الواقع الذى نعيشه وبأمانة الواقع كان مريرا جدا، والدليل أن السينما والفن عموماً فى فترة عبدالناصر مثلاً التى كانت عامرة بالحب والوطنية والتضحية والأفكار والعمل الدائر فى المصانع والسد العالى و..و..، كانت السينما يقودها رعيل من الموهوبين، نجوما ومؤلفين ومخرجين، وفى الغناء أم كلثوم وعبدالحليم وفى الرسم جمال السجينى وفى الأدب إدريس ومحفوظ وإحسان.. فاهمة قصدي؟ الفن كان يعكس فى الفترة الأخيرة فسادنا وهذه النوعية لا أفهمها ولا أشتغلها.l لكن أنت فى فترة مبارك كوّنت نجوميتك الكبيرة؟
- آه .. فى العشرين سنة الأولى كانت الأمور أفضل كثيرا، والرجل فى كامل لياقته ونزاهته ويضع مصر قبل أى شيء، لكن فى العشر سنوات الأخيرة كان الفساد للركب وهذه كلمة زكريا عزمى كما تذكرين.l نعود .. إلى العمل الجديد الذى أنت بصدده؟
- والله مسلسل يكلمنى عنه منذ فترة صديقى المخرج «عادل أديب» نتحدث وتفرقنا الظروف، ثم نتحدث وهكذا مسلسل يلمس جدا قضايانا.. أحلام وعذابات وتطورات وظروف المجتمع المصرى الآن والتحولات الكبيرة الذى يشهدها.. الفكرة مستنى جدا فما بداخلى وجدته فى داخل «عادل أديب» و«محمد سليمان» المؤلف والعمل الآن تجرى كتابته على قدم وساق وتقريبا انتهى من حيث الكتابة التى فى الحقيقة رائعة دون مبالغة .
وقد طلبت أن يكون على تماس بالطبيعة الخاصة جدا لنا كمصريين لا أقصد الظروف السياسية.. لا «الوتد» المصرى طبيعته .. تكوينه.. يقبل.. يناقش يعلو صوته.. يتخنق .. هنا المصيبة يخرج رافضا بكل قوة ولا يهمه الوقت ولا العمر ولا حاجة أبدا «المصريين دول» بجد حاجة من ورا العقل .
اسمه إيه المسلسل؟
- «باب الخلق».. عارفة «باب الخلق» مكان شعبى جميل بجوار الأزهر والحسين والمسلسل إنتاج مجموعة «فنون مصر» للإنتاج والتوزيع - ويملك هذه الشركة «محمد عبدالعزيز وريمون مقار» يعنى المجموعة محترمة وإن شاء الله نبدأ تصوير عقب عودتهم من أوروبا حيث ذهبوا لمعاينة أماكن التصوير وقريبا أذهب إليهم وسنبدأ فى نوفمبر.
من معك من النجوم؟
- لا .. نحن مازلنا فى المراحل الأولى لكن بإذن الله ستكون مجموعة متجانسة وحلوة لكن أعرف أن من سيصمم الأزياء ناهد نصر الله.
أضحك..
اشمعنى دى يعنى عارفها؟
- يضحك.. لازم أعرفها مش هتلبسنى على ذوقها.
معاك محمد ولا كريم أبناؤك فى المسلسل؟
- لم نختار بعد.. يمكن الاثنين ويمكن كريم فقط .
ساحة النقاش