أعضـــــاء حــــزب الكنبـــــة يتحــــركون: ارحموا مصر!
كتبت :نجلاء ابو زيد
منذ أن اندلعت ثورة 25 يناير، وقف معها وساندها من وقف، عارضها ورفضها من رفض.. إلا أن فريقاً ثالثاً وقف موقف المتفرج مراقباً ما يحدث من حوله، منتظراً ما سيسفر عنه من نتائج، وصفهم البعض (بحزب الكنبة)،وتندر عليهم واتهموهم بالسلبية، وأحسن البعض الظن بهم، وأطلقوا عليهم الأغلبية الصامتة. لكن هذه الكتلة من الشعب المصري قررت أن تخرج من صمتها، وأن تشارك بالتعليق، والفعل علي ما يحدث خاصة عندما استشعروا أن خطراً داهماً يقف علي أبواب مصر ألا وهو خطر الانقسام في دائرة لانهائية من الجدل السياسي اقتربنا من أعضاء حزب الكنبة وتركنا لهم المجال واسعاً ليعبروا عن آرائهم.
قررت «حواء» كسر الصمت وأن نكون نافذة أعضاء حزب الكنبة الصامت لنتوجه إليهم، نسمعهم ونعطيهم الفرصة كى يصرخوا ويعبروا عن آرائهم فيما يحدث على الساحة الآن. وعليك عزيزى القارئ أن تنتبه جيداً أنه عندما تسمع أعضاء حزب الكنبة يتحدثون سواء محللين أو ناقدين أن صمتهم ليس ضعفاً بل هو تأمل ودعاء لله أن يحمى هذا البلد. تحدثنا إليهم بعد أن شاركوا وتركوا الكنبة وظهروا بقوة فى التحرير وميادين أخرى بل بحثنا عنهم فى الشوارع ومحطات الأتوبيس وداخل المحلات!! عم إبراهيم بركات صاحب مطعم ويسكن فى حلوان ويعمل فى حى السيدة زينب .. يومياً يقطع رحلته من حلوان للمبتديان أياً كانت الظروف التى قد تجبره أحياناً على غلق المحل مبكراً. يقول عم إبراهيم: رغم فرحتى بما حققته الثورة فى بدايتها إلا أننى أرى ضرورة أن ينقل المجلس العسكرى السلطة للمدنيين إنهاء للأزمة لكننى فى الوقت نفسه أرفض أسلوب الشباب الآن فالحوار بالنسبة له ربما يكون الأفضل خاصة والبلد تنهار اقتصادياً يوماً بعد يوم وهذا إذا وقع لا قدر الله فأنا أراه فشلا للثورة. لسنا فلول!
يتفق معه مجدى عرفة (محاسب) ويقول: أنا بالفعل واحد من الملايين أعضاء الحزب الذين يطلقون عليه اسم حزب الكنبة ورغم اقتناعى مؤخرا بما حدث فى التحرير إلا أنه من خلال متابعتى لكل النشرات والأحداث لم أعد أفهم ما يدور حولى فقد دخلنا فعليا إلى مرحلة الإنتخابات، واعتبرها بداية لطريق ربما يراه البعض غير محقق لأحلامنا بالقدر الذى تمنيناه فى 25 يناير لكن يمكن مع الوقت تعديله وتطويره، أما ما يحدث فى التحرير يحاول إعادتنا لنقطة الصفر، وللعلم حزب الكنبة هم أكثر الناس تضررا مما يحدث فى الميدان ولو قررنا النزول للتعبير عن رأينا تحترق البلد أكثر وسنواجه أنفسنا كمصريين ليضرب الأخ أخاه أو على الأقل سيخّونه، لذا أفضل المتابعة من بعيد وإذا حاول أحد معرفة رأينا سواء باستفتاء أو أى شكل قانونى آخر سيعرفه فنحن متابعون ومدركون جدا للأحداث، لكن نرفض الأساليب السائدة الآن فى التعبير لأنها لا تأتى بخير للبلد.. ومصر ليست ميدان التحرير ولسنا (فلول)!!
اليومية إبراهيم علام عامل فى محل أحذية حكايته مختلفة تماما لأنه عامل باليومية ولم يكن من مناصرى ثورة التحرير لأنها فى الحالتين أفقدته وظيفته وأجلسته فى بيته أياما طويلة بلا عمل أو قدرة على الانفاق على أولاده. يقول إبراهيم علام: لا ألاحظ أى تغيير وهذا ما دفعنى للتفاعل مع الأحداث فرغيف العيش كنت أقف فى طابور طويل أبدأه بعد صلاة الفجر فى أيام (مبارك) واستمرت معى المشكلة بعد مبارك بل أصبح بعد الثورة. ولهذا أرى أن النظام لم يتغير ويبدو أن هناك من يدفعنا لنترحم على النظام السابق. ويعلن إبراهيم عجزه عن عمل أى شئ قائلا: «لا بأيدى ولا بأيد الغلابة تغيير النظام والبركة فى المتعلمين بس ياريت يفكروا فينا ويحلوا المشاكل بتاعة البلد بعقل علشان منتبهدلش كلنا، وكفاية دم وشهداء حد يصدق المصرى يقتل مصرى!!!
نحن ندفع الثمن هنا تدخلت هناء أحمد -موظفة- وزميلاتها فى العمل منفعلات فى الحوار حيث تحدثت بنبرة حزن وغضب تقول: إن حزب الكنبة الذى يتندر عليه المثقفون والشباب فى التليفزيون هم البسطاء الذين يعملون ويسعون يوميا لتوفير الطعام ونفقات المعيشة وهم من يعانون مما يحدث من تناطح سياسى . وتضيف هناء: إن كل اللى بيحصل فى البلد إحنا اللى بندفع ثمنه، سيارات الشرطة اللى بتولع، والقنابل التى تضرب على الشباب وهيبة الدولة اللى بتضيع، هذا غير أننا فقدنا الأمان. للأسف اللى استعجلوا بالاعتصامات والاحتجاجات والاضرابات هم اللى وصلونا للوضع ده،أنا حاسة إن مصر اتغيرت لم تعد بلد الأمان وأشعر بالخوف على أولادى وزوجى وأهلى. أما سوسن محمد فتطلب تدخل العقلاء من كل الأطراف تقول: لازم حد عاقل يوقف اللى بيحصل فى التحرير، الشباب زى الورد بيموت والأمن بيحمى نفسه والحقيقة ضايعة وكلنا فى البيوت شايلين هم البلد، فين الأحزاب ومرشحو الرئاسة، حد يستخدم العقل ويقنع الشباب يهدوا شوية، فى ناس عاوزة تخرب البلد والأحداث دى بتديلهم الفرصة. الصبر!! ويدعو عم زينهم السيد -نقاش - إلى الصبر فى تحقيق أهداف الثورة ويرى أن الأحداث الأخيرة تؤخر البلد اقتصاديا يقول: الشباب صغير السن ومحدود الخبرة، حاسس إنه بيفهم أحسن من الناس كلها، هم صحيح قاموا بالثورة وخلعوا الظالم لكن البلد بتضيع، وأنا رأيت بعينى وعشت، النكسة ثم حرب أكتوبر، مررت بمصائب وكوارث وتعلمت أن الصبر مهم فى الأزمات، وحاسس رغم كل مشاكل البلد والشباب اللى زى الورد اللى بيموت فى التحرير إن الحال هايتحسن بس ندى المجلس العسكرى فرصة، وياريت الثوار فى التحرير يسمعون نصيحتنا وبلاش يتهمونا بالجهل!! نادية مصطفى - ربة بيت - تؤكد أنها نزلت الميدان فى أيام ثورة 25 يناير لأنها كانت مقتنعة بما يحدث أما الآن فهى لا تعرف ما سبب ما حدث وما الذى يرضى الشباب، الوزارة واستقالت، والمجلس حدد موعدا لنقل السلطة ولو أصروا علي مطلبهم ستخرب البلد وإحنا بلد ثقيلة، وحال البلد كله واقف واستمرار الفوضى هايدمر الكل، ولن تقوم لنا قومة بعد ذلك، وإذا كان صبروا 30 سنة مش قادرين يصبروا سنة كمان حرام اللى بيحصل، وحرام نمشى كلنا وراء آراء الشباب، وإحنا كمان لنا رأى وفى ناس مش لاقية لقمة العيش والظروف الاقتصادية من سيئ لأسوأ. وهنا تدخلت جارتها وقريبتها السيدة سهير قائلة: - الشباب قدر يبعد (مبارك)، لكن لو أجبر المشير على الرحيل حال البلد هايكون إيه بصراحة اللى بيحصل الآن لا يعجب أى عاقل ولازم الناس اللى فاهمة السياسة تهديهم شوية علشان حال البلد يمشى بلاش ندمر مصر، وبلاش كل واحد يقول اعقلوا واهدوا يتهمونه أنه فلول إحنا غلابة وخايفين .
ساحة النقاش