بعد فشل الحكومة

ربات البيوت يبحثن عن حل لارتفاع الأسعار

كتبت :سمر عيد

حكايات البيت المصرى مع الارتفاع المستمر للأسعار، تحفل بالمآسى مع زيادة الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد صعوبة يوما بعد الآخر، وتردى دخول العاملين فى كافة القطاعات، وعدم وجود مؤشرات إلي استقرار أو تراجع الأسعار

تقاضت «سمر محمد» راتبها الذى يبلغ خمسمائة جنيه بعد الزيادة، وأخذت تفكر كيف تنفق هذا الراتب فى وجهه الصحيح، وكيف ستوازن بين راتبها ومطالبها ومطالب ابنتها التى تتعدى الألف جنيه، فأخذت تقول : مائة جنيه كيلو لحم، مائة جنيه بواب وكهرباء ومياه، ومائة جنيه فاتورة تليفون، وأخرى للخضار والبقالة، وأخرى لكارت موبايل، ثم قالت لنفسها ولكن ابنتى مريضة ويجب أن تذهب إلى الطبيب، كشف الدكتور خمسون جنيها والخمسون الأخرى سوف أشترى بها الدواء، ثم قالت أتنازل عن كارت الموبايل، ولكن ابنتى تحتاج إلى لبن أطفال علبة اللبن بثمانين جنيها .. إذن أتنازل عن كيلو اللحم هذا الشهر ، ولكن بما سأعوض اللحم ؟!

مشهد مأساوى أكدت سمر أنه يتكرر فى بداية كل شهر مع أية موظفةوليس هي وحدها، وكذلك مع أى ربة منزل يسلمها زوجها المصروف .

أما دعاء أبو الحسن- مدرسة بمدرسة صنايع، فقالت لنا : لقد تعودنا فى الماضى على بعض الأغذية المعينة، ولكن بعد ارتفاع الأسعار الجنونى تقشفنا، لأننا نفضل أن نعطى الأولاد دروساً خصوصية على أن نتناول كل ما نشتهيه، فأنا أقلل من عدد المرات التى أشترى فيها لحوماً وكذلك أقلل من عدد القطع لكل فرد فلكل فرد قطعة واحدة فقط، أو مثلا لو أكلنا اليوم لحم فإننا غدا لابد أن نأكل دجاجاً أو سمك،اً وفى الماضى كنا نطبخ الدجاجة كاملة مع الكبد والقوانص، أما اليوم فإننا نحتفظ بالكبد والقوانص كأكلة وحدها . وفى حين نقلل من كمية الأرز كى نحتفظ برشاقاتنا، كما أننى أقوم بمعايرة الأرز بالضبط بحيث لا يفيض أى شىء فيرمى فى الزبالة .

الأكلات الشعبية غالية

وتؤكد نشوى صالح ربة منزل أنها بعد غلاء الأسعار أصبحت لا تشترى اللحم إلا مرتين فى الشهر ، بينما تشترى دجاجة كل أسبوع وتقول : حتى الأكلات الشعبية مكلفة فكيلو العدس بـ 12، وطبعا نحتاج معه طماطم وجزر وبصل وخلافه، يعنى أكلة العدس تكلف 20 أو 30 جنيها ، والكشرى يكلف أيضا فيحتاج إلى عدس ومكرونة وأرز، يعنى حلة الكشرى تحتاج إلى 30 جنيهاً ، وأرخص شىء من وجهة نظرى هو السمك فيكلو السمك البلطى يتراوح من 12 إلى 15 جنيها ولكنه أيضا قد يحتاج الى 2 أو 3 كيلو يعنى يحتاج إلى 30 جنيه كى نقوم بعمل أكلة سمك .

أولادى لا يأكلون إلا الفيليه

وترى عبير أحمد أنها قد تستطيع التنازل عما تريده هى من أجل أولادها وتقول : مع الأسف أولادى لا يحبون اللحوم كثيرا ولكنهم يأكلون البفتيك والدجاج الفيليه وكيلو الدجاج الفيليه بـ 35 جنيه وأنا أحتاج على الأقل إلى 2 كيلو فيليه فى الأسبوع، أما عن السمك فلا يأكلون السمك العادى إنما يأكلون الفيليه وكيلو الفيليه بـ 40 جنيه، ولقد قللنا من مصاريفنا حيث جعلنا الأولاد لا يخرجون كثيرا ولا يتناولون أطعمة غالية فى المطاعم فأقل خروجة بـ 200 جنيه ، إذن فالمشكلة ليست فينا وإنما فى الأولاد .. ناهيك عن مصاريف الدروس الخصوصية عندى ثالثة ثانوى وأولى إعدادى وأولى جامعة .

خزين البيت

بـ 700 جنيه

وتقول الدكتورة هناء علم الهدى من المركز القومى للبحوث: من الصعب التقشف وخاصة مع الأولاد، ناهيك عن البقالة العادية فقد ارتفعت أسعارها فأية رحلة إلى السوبر ماركت تستهلكين فيها حوالى 700 أو 800 جنيه ،وإذا قمت بشراء بقالة مرتين فى الأسبوع فأنك سوف تحتاجين إلى 1000 أو 1600 على الأقل، ولقد استعضنا عن الديلفرى الغالى بالفول والطعمية، فإذا أراد الأولاد تناول طعام بالخارج يكون فول وطعمية أما عن محال الأكل الغالية فلم نعد ندخلها ، وأكثر ما يقلقنى هو الملابس، فملابس الأطفال غالية جدا يعنى نجد بنطلون الطفلة الصغيرة بـ 100 جنيه وباقى الطقم بـ 200 أو 300 جنيه ثم يرمى فى آخر الموسم لأن الطفل يكون قد كبر عليه .

الخضار زاد

وترى عفاف بائعة خضار فى السوق أن الخضار كله قد أصبح غاليا، وأن السبب لا يعود إلى تجار الجملة فقط وإنما يعود الى المزارعين أنفسهم ،وتقول : أنا أشترى 5 حزم جرجير بجنيه وأبيع الثلاثة بجنيه يعنى مكسبى قليل، ولكن المشكلة فى المزارعين الذين يغالون فى سعر الخضار لأن البنزين قد زاد والحمولة تحتاج إلى سيارات كى تنقلها، كذلك السماد للزراعة قد زاد فاضطر كل المزارعين إلى الزيادة فى أسعار الخضار .

60 مليون بطاقة تموينية

وتؤكد المهندسة عنان هلال نائب رئيس مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك أن هناك عدداً كبيراً من المواطنين قد يصل إلى 60 مليون مواطن لهم بطاقات تموينية، الأمر الذى يحميهم من جشع التجار وتقول : نحن دورنا فى الجهاز دور توعوى فقط ولا نملك الآليات لمعاقبة التجار الذين يستغلون المستهلكين، والبطاقة التموينية توفر للمواطن الكثير لو نقصت سلعة فى شهر من الشهور فإن المواطن يحصل عليها فى الشهر الذى يليه، وطبعاً المجمعات الاستهلاكية أسعارها أفضل بكثير من محال السوبر ماركت والبقالات العادية، ولا عجب أن نجد زيادة فى أسعار الخضار والفاكهة، فلقد بنينا على الأرض الزراعية وأصبح حجم الاستهلاك أكبر بكثير من حجم الإنتاج، ولو بحثنا وراء بعض السلع مثل أنبوبة البوتاجاز لوجدنا أن سعرها 25 جنيهاً أو 30 حنيهاً ولكنها قد تباع بـ 50 جنيهاً أحيانا نظرا لاستغلال المستودع واستغلال من يقوم بنقلها، ونحن نترك الأمر بيد مباحث التموين ولكننا مانزال فى حاجة إلى جهاز رقابى يملك السلطة كى يعاقب التجار على زيادة الأسعار التى تكون فى أغلب الأحيان غير مبررة .

لا يوجد رقابة

علي الأسواق

يؤكد الدكتور حمدى عبدالعظيم الخبير الاقتصادي أن الحكومة قد تستطيع وضع حد أقصى للسلع الغذائية الأمامية ويقول : لا توجد رقابة على الأسواق يمكن أن تتخذ إجراءات سريعة وحاسمة تجاه من يقومون برفع الأسعار، أما بالنسبة للأسرة المصرية فتستطيع أن تقلل من استهلاكها للأغذية الغالية مثل اللحوم، بل إن البعض يقومون بشراء أرجل الدجاج أو يشترون ماسورة العظم من الجزار ليطبخوا عليها والمشكلة الحقيقية أنه لا يوجد حد أقصى للسلع، ولم تعط الحكومات السابقة جهاز حماية المستهلك صلاحيات واسعة تمكنه من ضبط الأسواق وحماية المستهلك من غلاء الأسعار، إن جهاز حماية المستهلك يستطيع الحد من الغش التجارى ولكنه مع الأسف لايستطيع الحد من غلاء الأسعار

المصدر: مجلة حواء -سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 687 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,459,062

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز