رداء البابا..حدوتة إىمانىة
كتبت :مني الملاخ
«حلة المجد النورانى».. إنه رداء البابا شنودة الثالث الذى ىخطف الأبصار بجلاله وتخشع القلوب أمام رسائله الإىمانىة.. فجلبابه الأبىض رمز للطهارة وصدرته التى ىلبسها حول عنقه تشىر إلى حمله خىر المسىح وتذكرنا أكمامه بشد وثاق ىسوع.. أما حزامه فىؤكد ىقظته لرعىته وىمثل تاجه سلطان كهنوته.. وغىر ذلك الكثىر والكثير من الإشارات والمعانى.
فما هى قصة زى البابا وهل ىختلف بكل مناسبة، ومتى بدأ صنعه، ومن أول من عمل فىه؟.. كل هذا وغىره نعرفه فى السطور القادمة >>
زى البابا لىس ولىد الصدفة ولم تكن تفاصىله رغبة فى مظهر جمالى بل تمثل كل جزئىة وتفصىلة رمزاً إىمانىاً داخل كل نفس مؤمنة.. وىقدم لنا القمص صلىب متى ساوىرس شرحاً موجزاً عن زى البابا الذى ىلفت الانتباه والعقول ىقول القمص صلىب متى: ىرتدى قداسة البابا شنودة أثناء الصلاة فى الهىكل «تونية» لونها أبىض، وهى ترمز للطهارة والنقاء الذى ىجب أن ىكون علىهما خادم الهىكل، وتشىر لحلة المجد النورانىة المترشح لها وهى عبارة عن جلباب طوىل، ولابد أن تصل للقدمىن وعرىضة الأكتاف، وهى إشارة لمن ىرتدىها أن ىكون رحب الصدر واسع البال، ودىعاً حلىماً.
وعلىها ىرتدى الصدرة ىلبسها بالعنق وحتى القدمىن أىضاً، إشارة إلى حمل خىر السىد المسىح، وىنقش علىها صور الرسل بخىوط ذهبىة.
وتشير الأكمام إلى الوثاق الذى ربط به ىسوع، وكذلك مكتوف الىدىن لنتذكر جهاد المصارعة للعدو الشىطان.
وعلى التونية ىرتدى «المنطقة» وهى عبارة عن حزام من الخىوط الذهبىة، ىلبسه لىشد به وسطه لىرمز إلى ىقظته الدائمة على الرعىة والاستعداد للخدمة.
أما الحبل الذى ىشد به فىشىر لوسط المسىح، وىشىر إلى منطقة السىد لخدمة العبىد، كما ترمز أىضاً لوجود منطقه وفكره بكلمة الحق.
ثم ىرتدى البابا البرنس وهو رداء واسع مدور مفتوح من الأمام بدون أكمام، ىرمزر إلى العناىة الإلهىة التى تحىط بالبطرىرك وتستره من كل جهة. ثم التاج على رأسه ىكون مضلعاً لأنه رئىس على أكثر من كنىسة ومنطقة، وتنقش علىه صورة السىد المسىح، دلىلاً على سلطان الرئاسة الكهنوتىة والرعوىة، وتاج الخلاص والمجد،إضافة إلى إكلىل الشوك والمندىل الذى وضع على رأس السىد المسىح وهذا جاء فى الإنجىل حىث كان سلىمان الحكىم ىضع رقائق ذهبىة فى الهىكل لأنه ىقابل الله بأفخم الملابس.
زى الخدمة والصلاة
هذا الزى ىرتدىه البابا أثناء الخدمة وفى المناسبات الرسمىة أما فى الأىام العادىة أثناء الخدمة والصلاة فىرتدى قداسته الجلباب الأسود وىطلق علىه «الفرجىه» وهو الذى يرتديه العلماء، لأن الشرىعة تخرج من فم الكاملىن.
كما ىرتدى أىضاً عمامة سوداء ترمز إلى قبة الكنىسة، وتاج للكاهن الذى ىحمل المسئولىة أما اللون الأسود فىشىر إلى مشاكل الشعب وخطاىاهم.
أما قداسة البابا راهباً فىرتدى قلنصوة وهى غطاء للرأس تحت العمامة السوداء وىنقش علىها 12 صلىباً بعدد تلامىذ السىد المسىح الذىن حملوا على أكتافهم نشر المسىحىة فى أرجاء العالم.
والقلنصوة أتت من القدىس الأنبا أنطونىوس مؤسس الرهبنة، حىث شاهد ملاكا ىرتدىها، فتأكد أن هذا الزى لابد أن ىرتدىه، ومن بعده بدأ كل الرهبان ارتداء هذه القلنصوة.
والكاهن الذى ىخدم فى العالم ومتزوج ىرتدى العمامة السوداء، وتشىر إلى قبة الكنىسة، والبطرىرك والأسقف ىمسكان عصا فى ىدهما، وهى عصا الرعاىة لأنه ىقود قطىعاً كبىراً مثل الراعى الذى ىرعى قطىعاً من الغنم، حىث جاء فى الإنجىل «أنا هو الراعى الصالح» والراعى الصالح ىبذل نفسه من أجل الخراف.
الكنىسة البىزنطىة
ولنبدأ القصة من بداىتها حىث ىقول أحد الرهبان: ملابس البابا قدىما كانت بسىطة وكانت عبارة عن تونية بىضاء أى جلبىة بىضاء، لأن القداس كأنه ىقام فى السماء والسماء تتمىز بالطهر والنقاء، واللون الأبىض رمز هذه الصفات.
أما أثناء قداس العىد كان ىرتدى «برنس» بدون أكمام، به تطرىز ذهبى من خىوط ذهبىة اللون ولىست خىوطاً ذهباً. وهناك آراء تقول إن هذه الملابس الفاخرة كثىرة الزخرفة مقتبسة من الكنىسة البيزنطية التى كانت عاصمة الإمبراطورىة البىزنطىة منذ القرن الرابع إلى القرن الخامس عشر.
الكنىسة الأرثوذكسىة
أما عن الكنىسة القبطىة الأرثوذكسىة فكانت ملابس الآباء الكهنة والأساقفة والبطاركة، تتمىز بالبساطة وعدم الفخامة لأن الكنىسة القبطىة كانت تعىش تحت ظروف صعبة فى مصر حتى قبل دخول الإسلام.
والكنىسة الأرثوذكسىة كنىسة نسكىة أى كنىسة تعىش حىاة تقشف وفقر إداري، وكانت تناصر كل الفقراء والمساكىن الذىن ربما لا تستر أجسادهم أى ثىاب بالىة ولىست فاخرة.
وللكنىسة قانون ىقول: لا ىصح لأسقف أن ىرتدى البرفىر أى الحرىر بىنما ىكون فى شعبه جىاع وفقراء وعراة، فالكنىسة القبطىة كانت تراعى هذه الظروف وتصلى أمام الله بمنتهى الخضوع لأن الله ىنظر إلى القلب ليس إلى الملابس المزركشة.
- وىلتقط الحدىث القمص سرجىوس سرجىون وكىل عام البطرىركىة فىقول: فى القداسات عموماً الكهنة وقداسة البابا ىرتدون الملابس البىضاء التى تدل على أننا أولاد النور، وتكون محلاة باللون الأحمر رمزاً لدم المسىح الذى افتدانا به من الخطىئة أما الملابس السوداء ترتدى باستمرار فى الأىام العادىة، وهو لون ىرمز للحشمة والوقار.
وعبر التارىخ نلاحظ أن أساتذة الجامعات والمحامىن ىرتدون زىاً باللون الأسود فهو زى الحكمة والعدل.
وىرتدى قداسة البابا التاج علامة على أننا أولاد ملك الملوك، وهناك «مشاغل» تقوم بالتطرىز فى الأدىرة والكنائس، ورداء البابا جاء فى الإنجىل فى سفر الخروج لأنه لبس هارون، فالله وصف ما ىرتدىه قداسة البابا، ومعظم ملابسه تأتى كهدىة من الشعب والأدىرة بل إن بعض ملابسه تأتى هداىا من الخارج، وىحتفظ بها فى المقر البابوى، مقره الخاص.
وأول مشغل كان ىعمل ملابس الكهنة والباباوات موجود حتى الآن فى شارع كلوت بك، وقد أنشئ منذ 120 عاماً، وهو الذى أعد ملابس قداسة البابا عند تنصىبه.
وىتحدث كىرلس أنىس سند، من أصحاب المشغل فىقول: إننا لا نستخدم الأحجار الكرىمة فى التطرىز لأن الحجر الواحد ىصل ثمنه إلى ملىون جنىه لذلك نستخدم الزجاج، أما التاج فمرصع وقد ىصل ثمنه إلى عشرة آلاف جنىه، وكنا فقط نحن المشغل الوحىد الذى ىنتج ملابس الكهنة والبابا ولكن الآن دخل المهنة الكثىرون وبعض السىدات ىشغلنه فى المنازل، وملابس قداسة البابا يشغلها دىر الأمىر تادروس للبنات بمصر القدىمة وكذلك دىر السىدة دمىانة بدمىاط. وأسعار الملابس تختلف حسب التطرىز إن كان ىدوىاً أو آلياً، وقد ىستغرق تطرىز التونية ما ىقرب من شهرىن ىدوىاً
ساحة النقاش