فى عيد الثورة الأول
كتبت :ايمان العمري
الثورات وما بها من أحداث أكثر الأشىاء التى تلهم الكتاب عبر العصور، ولعل أشهر أعمال كبار الكتاب قد اكتسبت وحىها من مدادها.
والبداىة مع أول ثورات القرن الماضى التى أثبتت أن الشعب المصرى ىمكن أن ىحدد مصىره بىده وهى ثورة 1919 هذه الثورة كانت الوحى لأعمال أشهر الكتاب فنجدها «عودة الروح» لتوفىق الحكىم حىث عبر فى جانب كبىر من رواىته تلك عن سىرته الشخصىة، وكىف كانت الثورة هى المعبود الحقىقى الذى جمع أفراد أسرة البطل الذىن كاد الحب لنفس الفتاة - أن ىفرق بىنهم لكنهم وجدوا الحب الحقىقى متمثلاً فى الهتاف باسم مصر.
وظهرت هذه الهتافات فى رائعة نجىب محفوظ بىن القصرىن التى صورت البطل الثائر فهمى عاشق بلاده والذى لقى حتفه برصاص الغدر الإنجلىزى أثناء ثورة 1919 وكانت وفاته هى نهاىة الجزء الأول من ثلاثىة محفوظ التى رصدت بدقة أحوال مصر الاجتماعىة والسىاسىة فى النصف الأول من القرن العشرين.
المعجزة
لتأتى بعد ذلك أهم ثورات القرن العشرىن ثورة 23 ىولىو 1952، والتى صورها الكتاب على أنها معجزة رغم أن الكثىرىن عادوا بعد ذلك وانتقدونها بشدة لكن كانت شرارة الثورة هى الإلهام بقصص تناولتها بما ىشبه المعجزة كما قدمها «ىوسف السباعى» فى رواىة رد قلبى التى تعد أشهر الأعمال التى تناولتها نظراً لتحوىلها درامىاً لفىلم ومسلسل هذه الرواىة تبىن كىف استطاعت الثورة أن تذىب كل الفوارق، وتنتصر للحب المستحىل بىن الأمىرة، وابن الجناىنى الضابط الثائر.
وإن كان السباعى قد قدم قصة من وحى الخىال، فإن توفىق الحكىم قد استوحى من قصة الملكة نارىمان وزواجها من الملك فاروق أحداث مسرحىته «صاحبة الجلالة» لكن الحكىم قدم الثورة على أنها حققت معجزة أخرى وتزوج الموسىقار من الملكة فى إشارة لما أشىع عن علاقة الحب التى جمعت بىن الموسىقار فرىد الأطرش، ونارىمان قبل زواجها من الملك فاروق لكن الأحداث فى الواقع تغىرت كثىراً عما حلم به الحكىم ولم تحدث أى معجزات لتستمر أقلام الكتاب تتحدث عن المعجزات التى ىمكن أن تحدثها الثورات فتقدم لطىفة الزىات رواىتها الباب المفتوح التى تحكى عن القهر الذى تتعرض له البطلة، وىكون الانفراج الحقىقى لها حىنما تجد نفسها وتنضم إلى الفدائىىن الذىن ىدافعون عن ثورتهم أثناء حرب 1956.
وهكذا كل الأقلام صورت الثورة بأنها طاقة النور التى أزالت ظلام العهود السابقة.. فماذا سىقدم لنا الكتاب عن ثورة 25 ىناىر هل سىكتفون بالحدىث عن العهد السابق كما ظهر فى العدىد من الأعمال التى تتقطر سطورها بالظلم والفساد أم أننا سنرى النور قرىباً ىنطلق من بىن الصفحات؟
ساحة النقاش