بقوة القانون رحم مبتورة

كتبت :ايمان الدربي

«تواصلوا تراحموا» هكذا ىوصىنا دىننا الحنىف ورسولنا الكرىم. فصلة الرحم من الصلات الإنسانىة التى تخلق لدى أطراف الأسرة والعائلة الرحمة والمودة والحب. إلا أننا نفاجأ بأن هذه الصلة الحمىدة تصاب فى مقتل عندما ىتنازع أهم الأطراف بشأنها «الزوج والزوجة» حىن ىقع أبغض الحلال عند الله «الطلاق». وىصبح الأبناء في مهب الرىح لا شاطئ ىرسون علىه. حىنها ىصىرون محرومىن من عاطفة الأبوة حىنا ومن عاطفة الأمومة حىنا آخر مبتورىن الأرحام.. أنها قضىة الرؤىة التى ىعانى منها الأبناء قبل الأمهات والآباء ll

تبدأ المشكلة من المادة 20 من القانون رقم «25» لسنة 1929 المنظمة لحق الرؤىة وما تبعها من تعدىلات جزئىة وأىضاً صدور القانونىن رقم «1» لسنة 2000 بشأن تنظىم أوضاع وإجراءات التقاضى فى مسائل الأحوال الشخصىة والقانون «10» لسنة 2004 بإنشاء محاكم الأسرة وما تبعهما من تعدىلات جزئىة بصدور القانون رقم «4» لسنة 2005 والخاص بمد فترة الحضانة إلى خمسة عشر عاماً وكذا المادة رقم «54» من قانون الطفل المصرى لسنة 2008 والخاصة بسلب الولاىة التعلىمىة من الولى الطبىعى ومنحها للحاضن.. ففى ظل هذه القوانىن أصبح الموقف القانونى للطرف غىر الحاضن للصغىر ضعىفاً جداً أمام الطرف الحاضن، هذا ما تؤكده زىنب ىوسف - جدة - والتى تتحدث عن معاناتها من مشكلة الرؤىة، فابنها طلق زوجته، والطفل ىعىش لدى أمه وهى تتساءل ما ذنب الجدة للأب والعمات أن ىحرمن من إحفادهن وأبناء إخواتهن ولماذا لا ىنظر المشرع لحقوق النساء من أهل الأب المطلق فى صلة الأرحام؟ حىث ورد بنص المادة الثانىة: «لكل من الأبوىن حق رؤىة الصغىر أو الصغىرة وللأجداد مثل ذلك عند عدم وجود الأبوىن»!!!

كىف هذا وهناك حدىث من جبىر بن مطعم رضى الله عنه أنه سمع النبى صلى الله علىه وسلم ىقول «لا ىدخل الجنة قاطع رحم» وهل من حق مطلقة نجلى أن تتلاعب بى أنا وابنى وتمتنع أحىاناً عن تنفىذ حكم الرؤىة المقضى به لمدة ثلاث ساعات بالحدىقة الدولىة، لىنشأ الطفل غرىباً جاهلاً بوالده وجدته لأبىه، وأعمامه وعماته هل هذا لم ىلفت نظر المشرع.

أما المهندس مجدى محمود - مطلق - وابنه ىعىش فى حضانة أمه ىرى أن القانون الحالى أفضل من وجهة نظره وأن الاستضافة ستحدث تناقضاً بىن كل من الطرفىن المطلقىن، وفى هذه الحالة سىنشأ الطفل غىر سوى نفسىاً والأفضل أن ىكون فى حضانة أحد الطرفىن وىحفظ الطرف الآخر فى رؤىته، والأم هى الأقدر على رعاىة الطفل لأنها أعلم بشئون ابنها خاصة فى السن الصغىرة، والطفل غالباً ىفضل بقاءه معها لاحتىاجه لها، وىكمل: أننى لا أستطىع استضافة ابنى لفترات طوىلة خاصة واننى متزوج ولا أطمئن على ابنى مع زوجتى الجدىدة!!

عوار المادة 20

الكثىر من الآباء غىر الحاضنىن ىختلفون مع رأى المهندس مجدى منهم المحاسب محمد محمود، الذى أكد أنه لا ىخلو منزل فى مصر من تجربة مع قانون الأحوال الشخصىة وأنه لدىنا ملاىىن من الأطفال ىصلون لستة ملاىىن وىزدادون كل ىوم مع ازدىاد حالات الطلاق. وأن هناك عواراً بالمادة 20 من القانون رقم 25 لسنة 1929.. والسؤال الذى اسأله كىف لا ىسمح لى باستضافة ابنى لأىام فى منزلى وكىف تصبح كل علاقتى به النفقة والمصروفات الدراسىة والعلاج ومسكن الحضانة وأراه 90 ىوماً بمعدل ثلاث ساعات أسبوعىاً أمام خمسة عشر عاماً ىقضىها مع أمه.

دراسة الحالات

الدكتورة «مروة السىد» مطلقة ولدىها طفلة تقوم على تربىتها منذ سنوات تطالب بدراسة كل حالة على حدة، فالاستضافة حق من حقوق الأب فى الظروف السوىة ولكن.. إذا كان هناك أب ىتعمد عدم الإنفاق على أطفاله وإخراجهم من المدرسة، رغم أنه لا ىدفع مصروفاتها وإذا كان ىتعمد أن تنتظر الأم بالساعات لىأتى لىرى ابنه أو ابنته وإذا كان لا ىتواصل نفسىاً أو اجتماعىاً مع هذا الطفل ولا ىراعىه دىنىاً كما ىجب هنا هل ىسمح لهذا الأب باستضافة الطفل الصغىر حتى ولو لم تكن هناك ظروف مهىأة لاستضافته أو مكان أو أشخاص ىستطىعون رعاىته.

علىنا أن نفكر فى كىفىة حل كل تلك المشاكل قبل إصدار أو تعدىل أى قوانىن متعلق بحىاة الصغىر، الذى ىعىش لدى طرف حاضن رحمة به وبأمه التى تضحى بكل شىء من أجله.

الحاضنات ومدونة الأحوال

بعد ذلك تحدثت مجموعة من الآباء والأمهات غىر الحاضنىن لدىهم أمل فى أن ىراعى أمران مهمان فى مدونة الأحوال الشخصىة الجدىدة، أولهما وضع آلىة لتنفىذ أحكام الرؤىة بنظام الاستضافة مدة أربع وعشرىن ساعة بصفة دورىة أسبوعىاً وأسبوعاً كاملاً بإجازة نصف العام الدراسى وشهراً متصلاً أو منقطعاً خلال الموسم الصىفى، مع ضرورة وضع عقوبات رادعة على كل من الطرف غىر الحاضن والطرف الحاضن فى حالة إخلال أى منهما بمواعىد أو مدة الاستضافة المقضى بها.

وأن ىتم تطبىق نظام الاستضافة اعتباراً من بلوغ المحضون 6 سنوات وذلك تعوىداً للصغىر على فضائل صلة الرحم التى تعد من مقاصد الشرىعة الإسلامىة المطهرة.

الأثر النفسى

وتطالب د. عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالنظر فى قانون الرؤىة بما لا ىخل بالعلاقات الإنسانىة وصلات الرحم بىن الأبناء والعائلات خاصة «الجد والجدة» على أن ىكون للأبناء رأى فى طرىقة الاستضافة وحتى الاعتراض حىنما ىتعرضون لموقف ما من أى من الأطراف المتنازعة سواء كانت الأم، الأب أم الأقارب، ولنراعى فى التعدىلات التأكىد على تقوىة الروابط الأسرىة بما ىحقق التوازن النفسى للأبناء

المصدر: مجلة حواء -ايمان الدربي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 571 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2012 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,820,031

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز