الأخت» الدكتورة أمينة المرأة بالحزب
كتبت :تهاني الصوابي
لقد آمنت بمبادئهم قبل أن أدخل فى صفوفهم، ولكن عندما أصبحت منهم، كفرت بهم، وبطريقة تفسيرهم لتلك المبادئ وفق أهوائهم ورغباتهم، التى تتغير وتتلون بلون الجو العام المحيط بالجماعة فى كل مرحلة من مراحل تطورها.
مقدمة لابد منها، كتبتها صاحبة هذه السطور الكاتبة انتصار عبد المنعم عن تجربتها مع جماعة الإخوان المسلمين، تحت عنوان «مذكرات أخت سابقة.. حكايتى مع الإخوان»، وهى مقدمة لابد منها أيضاً لتأكيد أننى لا أقصد التجريح أو الهجوم، ولكن المكاشفة، فقد هلت بشائر الأخوات المسلمات الناجحات فى الانتخابات البرلمانية، على قائمة حزبهم «الحرية والعدالة»، الناطق بلسان جماعة الإخوان المسلمين، فقد بدأت التصريحات والتلميحات المنبثقة عن كل أخت، التى لا تنطق بما يدور فى عقلها، ولكن بما يملى عليها من هيئة مكتب الإرشاد، وهو ما أثار استياء عدد من المنظمات والحركات النسائية، وحتى الأغلبية الصامتة من النساء أو حزب الكنبة، و«أنا منهم» عندما خرجت علينا الأخت الدكتورة أمينة المرأة فى حزب الحرية والعدالة، بتصريح تتهم فيه السيدات المشاركات فى مسيرة حرائر مصر بأنهن ممولات من الخارج لتنفيذ أجندات خاصة.
وبعيداً عن قضية التمويل نذكِّر الأخت الدكتورة بأنه لولا هؤلاء السيدات والفتيات اللاتى سُحلن وضُربن وتعرضن للعنف، واستشهدت منهن خيرة بنات مصر، لما كانت تجلس الأخت الدكتورة الآن على مقعدها فى البرلمان تطالب بالديمقراطية وحرية التعبير، التى طالما تشدقت بها بصوت منخفض فى جلسات الأخوات خلال اللقاءات والاجتماعات السرية فى عهد الرئيس المخلوع خوفاً من السحل والضرب وخلافه، على أيدى الاجهزة الأمنية، وهى أعلم بالطبع.
كان أحرى بالأخت الدكتورة أمينة المرأة بحزب الحرية والعدالة أن تخبرنا أين كانت وقت الثورة فى الأيام الأولى، عندما سقطت بنات مصر شهيدات فى سبيل الحرية والكرامة، من المؤكد أنها كانت تنظر فى أى اتجاه تسير رياح الثورة حتى تعرف ماذا ستفعل، ومن أين ستؤكل الكتف التى أكلتها بالفعل هى وأخواتها من الناجحات على قوائم حزبهن فى الانتخابات البرلمانية، تنتظر تعليمات المرشد العام، حيث السمع والطاعة بلا نقاش أو جدال حسبما تقول الكاتبة انتصار عبد المنعم «فالأخوات تم توجيههن جيداً منذ زمن بحيث أصبحن لا يعملن عقولهم أبداً» والمؤكد أنها انتظرت بالفعل حتى جاءت التعليمات بأن هناك ثورة حقيقية يقودها شباب مصر وحرائر مصر من النساء الشريفات المسحولات المضروبات، فهرولت الأخت بتنفيذ التعليمات والقيام بالدور المرسوم لها جيداً فى الوقت المحدد حسبما اختارته هيئة مكتب المرشد العام" كانت لنا أدوارنا التى نؤديها بطاعة واجبة، ولنا مواقفنا المكانية التى لا ينبغى تجاوزها، وتوقيتاتنا الزمانية المحددة بدقة وهو ما ينطبق على الأخت الدكتورة بالتمام والكمال التى بدلاً من التصدى للدفاع عن بنات جنسها، أخذت فى الهجوم عليهن، ولم تنتفض لصد الإهانة، وهى بصمتها، ثم نطقها كفراً، لتضع نفسها فى خانة المشاركة فى إهانة المرأة المصرية التى هى براء منها.
ويبدو أن الدور المرسوم للأخوات جيداً، خاصة السيدة الدكتورة أمينة المرأة فى الحزب، والذى لا يحق لإحداهن أن تحيد عنه سوف يفتح أبواب المشاكل والاحتجاجات عليهن، فنساء مصر ليس من السهل اقتيادهن حسب أهوائهم، ولسن من أصحاب مبدأ السمع والطاعة الذى تربت عليه أخوات الجماعة، والأفضل لهن أن يصمتن أو يقلن خيراً، ولا يتفوهن بما لا يستطعن القيام به، أو حتى الدفاع عنه، ويكفى أنهن كن أداة فى يد من حزبهن لتجميل صورته على المستوى السياسى، وهو ما بدا جلياً، عندما استخدمت كأداة للجماعة فى انتخابات عام 2005.2000، حيث كان لهن الفضل الأول فى إنجاح الأهداف الموضوعة للجماعة باستخدامهن فى الدعاية والمسيرات الانتخابية، وهو ما تجلى بصورة أكبر فى انتخابات 2011 حيث أخذت الجماعة تتبارى فى إبراز صورة المرأة فى كل اللافتات، فى محاولة لإبراز الانفتاح الفكرى الذى تعتنقه الجماعة تجاه المرأة، حتى تم المراد ووصلن الي الأغلبية فى البرلمان، فتبدلت الأفكار وعادت إلى قديمها، بعد أن تلونت بلون معاصر خدع أعين الناخبين، بينما ظل الجوهر كما هو منغلقاً، متحجراً على فكر أن «المرأة عورة وعار على المجتمع» وبالتالي من العار أن تشارك فى المسيرات والمظاهرات التى تطالب بالحرية والعدالة ، ولكن من حقها فقط المشاركة في المسيرات التي تطالب بانتخاب أعضاء حزب «الحرية والعدالة»، وهى قمة الازدواجية فى التفكير والأداء السياسى الذى يعد منهج الجماعة مند نشأتها وحتى الآن.
عن الأخوات....
ومازال للحديث بقية
ساحة النقاش