اتفاقية سيئة السمعة !

كتبت :نبيلة حافظ

أقر الإسلام مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة فى القيمة الإنسانية واعتبرهما متساويين أمام الله عز وجل فى الخلقة والتكوين .. ومتساويين - أيضا - فى الحقوق والواجبات داخل الأسرة وخارجها ولقد أكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على ذلك فى حديثه : «النساء شقائق الرجال .. لهن مالهم وعليهن ما عليهم من الحقوق والواجبات» .

إلا أن هذه المساواة ليست مساواة كاملة ، فهناك اختلاف فى التكوين البيولوچى وبالتالى لكل منهما وظائف طبيعية وتكاليف وأعباء حياتية ، وبالتالى تختلف المسئوليات الدنيوية لكل منهما .

هذه هى الحقيقة التى أقرها الإسلام ولكن فى عام 1979 جاءت اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة والمعروفة باسم «السيداو» لتنكر تلك الحقيقة ساعية فى كافة بنودها لإثبات مساواة مزعومة ونفى حقائق ملموسة .. رافضة لوجود اختلافات بين الرجل والمرأة وذلك من أجل تغيير الأدوار داخل الأسرة مما ينتج عنه هدم للأسرة وإبطال أحكام الشريعة الإسلامية فى مواضيع هامة مثل المواريث .. وفى شهادة النساء بل إنها شجعت وشرعت الإباحية والزنا ولم تجرمه إلا فى حالة حددته بالإكراه ، أما إذا وقع برضى الطرفين فهو حق مشروع وحرية شخصية .. كذلك أباحت الإتفاقية الإجهاض وذلك من خلال فقرة تدعو إلى معالجة قضايا المراهقين المتصلة بالصحة الجنسية والتناسيلة بما فى ذلك الحمل غير المرغوب فيه .

وطالبت الإتفاقية - أيضا - بإعطاء المرأة الأهلية القانونية مثل الرجل من أجل مباشرة عقودها بنفسها بما فيها عقد الزواج وهذا مايتعارض مع الشريعة الإسلامية جملة وتفصيلاً.

  ومنذ سنوات طويلة مضت ونحن نجد الأصوات تتعالى من قبل المنظمات الدولية للمطالبة بتغيير قوانين الأسرة والمرأة والطفل بدعوى إنصاف المرأة وإعطائها كامل حقوقها وفقاً للعديد من الوثائق التى تصدرها الأمم المتحدة خلال مؤتمراتها المخصصة للمرأة .

ولم تكن إتفاقية «السيداو» هى الأولى من نوعها .. بل سبقتها إتفاقيات أخرى .. وكلها كانت من خلال مخططات دولية بدأت منذ عام 1949 مع أول مؤتمر علمى جاء يدعو إلى عدم التمييز بين الناس جميعاً وليس فقط بين الرجال والنساء .. بعد ذلك بدأت الإتفاقيات الخاصة بالمرأة تصدر ، ففى عام 1967 أعلن القضاء على جميع أشكال التمييز بالمرأة من جانب الأمم المتحدة ولم يكن غريباً أن معظم دول العالم النامية لم تتجاوب معه لذلك اعتمدت الأمم المتحدة عام 1975 عاماً للمرأة وفى نفس العام عقد المؤتمر العالمى للمرأة فى «مكسيكو سيتى» وكان من أبرز إنجازاته اعتبار السنوات الواقعة بين 1976 - 1985 عقد الأمم المتحدة للمرأة فى مختلف نواحى الحياة لدى الدول المنضمة للأمم المتحدة .

وتوالت المؤتمرات .. فكان مؤتمر كوبنهاجن بالدانمارك عام 1980 ومؤتمر بكين 1995 - ومؤتمر بين عام 2000 والذى عقد بنيويورك وبين هذه المؤتمرات صدرت العديد من الإتفاقيات التى وقّعت مصر عليها وكان أهمها إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة «السيداو» والتى تتكون من ثلاثين مادة تتعلق فى ظاهرها بمبدأ المساواة المطلقة فى الحقوق بين الرجل والمرأة، ولكن جوهر الإتفاقية كان فى إبعاد الناس عن دينهم وعقيدتهم وحضارتهم وثقافتهم وفرض القوانين العالمية عليهم كبديل لايمكن الفرار منه . والخطر الأكبر فى هذه الإتفاقية هى إلغاء كل التشريعات السماوية واستبدالها بقوانين وضعية تقوم على أهواء أفراد وجماعات .

  ولكن .. الآن علينا أن نلفظ هذه الإتفاقية حتى لاتصبح وحشاً مفترساً ينهش قيمنا ومبادئنا.

 

 

المصدر: مجلة حواء -نبيلة حافظ
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 441 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,816,199

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز