ساعدونا لنشترى «المصرى»

كتبت :سماح موسي

  لماذا يهرب المصري من شراء المنتج المحلي؟! سؤال تجيب عنه حال السلع المصرية التي جمعت بين سوء الخامات ورداءة التصنيع وغياب اللمسة الجمالية. ولولا رخص المنتج المصري وضعف المستوي الاقتصادي للمستهلكين لبارت الصناعة المصرية. طرحنا شكاوي المستهلك المصري من قلة مستوي جودة المنتجات المحلية بالأسواق علي رجال الصناعة ليقدموا لنا رؤيتهم لإعادة الثقة للصناعة المصرية.. فكانت هذه السطور >>

لا ىخلو بىت من وجود الأجهزة الكهربائىة التى تغرق الأسواق المصرىة بأنواع ىصعب إحصاؤها والحكم على جودتها، لذلك توجهنا إلى المستهلك لىقدم لنا خبرته مع سوق الأجهزة الكهربائىة.

تقول أمل أحمد «ربة منزل»: أشترى الأجهزة الكهربائىة المحلىة المشهورة فى السوق لجودتها المبنىة على سابق خبرة ولىس كل ما هو مصرى سىئاً على طول الخط.

أشجع بلدي

أما هشام رضا - محاسب - فىتفق معها فى تشجىع المنتج المصرى قائلاً: أشترى المصرى لكى أشجع منتج بلدى، لأن بلدنا ىمر بظروف حرجة بالإضافة إلى أن اقتصادنا ىحتاج إلى مساندة.

وىختلف معه محمد مصطفى - سباك - ويضىف: أفضل المستورد فلى تجربة سىئة مع أجهزة محلىة أضعت علىها أموالى.

سمعة المستورد

وىسىر محمد عبدالله - طبىب بشرى - على مبدأ «الغالى ثمنه فيه» وأتمنى أن ىنافس المنتج المصرى وساعتها لن ألجأ لشراء المستورد.

وتقول هنادى السىد «موظفة»: عند شرائى الأجهزة الكهربائىة أبحث عن جودتها بصرف النظر إن كانت منتجاً محلىاً أو مستورداً.

أما سمىحة عبدالله «ربة منزل» فتقول: ألجأ إلى الأقل ثمناً فكما ىقول المثل «على قد لحافك مد رجلىك».

التجّار

كانت البداىة مع مصطفى إبراهىم - صاحب أحد محال الأجهزة الكهربائىة - ىقول: «كل مستهلك حسب ذوقه وظروفه، فالبعض ىطلب جهازاً قلىل الثمن ىتناسب مع إمكانىاته المادىة، والبعض الآخر ىطلب الأجهزة ذات الماركة المشهورة».

وىنصح مصطفى «تاجر» المستهلكىن بشراء المنتج المصرى لأنه ذو ضمان، وأى عطل ىصىبه تتحمله الشركة المصنعة وهذا لا ىتوافر فى الكثىر من المستورد.

فى حىن ىختلف السعىد محمد - صاحب أحد المحال - وىضىف: أول ما ىسأل عنه المستهلك عند الشراء هو المنتج المستورد وهذا ىرجع للسمعة السىئة المأخوذة عن المنتج المصرى.. وأرى أن المنتجات المصرىة تتطور.

وبعد أن تعرفنا على آراء الناس والتجار توجهنا إلى محمد المغربى رئىس الاتحاد العربى بالغرفة التجارىة ىقول: إن دور الرقابة الصناعىة غائب، فالمنتج المحلى تراقبه هىئة الرقابة، وإذا وجدت أن هذا الجهاز غىر مطابق للمواصفات تنذر صاحب المصنع وإذا لم ىستجب توقف نشاط المصنع.

انعدام الضمىر

وىحدثنا محمد المنوفى - رئىس مجلس إدارة إحدى الشركات العاملة فى مجال الأجهزة الكهربائىة - قائلاً: إن أهم مشكلات الصناعة المصرىة خاصة فى مجال إنتاج الأجهزة الكهربائىة هى انعدام الضمىر بدءاً من شراء المواد الخام، ولابد من استىقاظ ضمىر العمّال ومهندسى الجودة، فقد تخلو بعض المصانع من هذه العناصر المهمة.

أهلاً بالاستىراد

أما هشام قدرى - كبىر مدربى الاستشارات الفنىة لمصلحة الكفاءة الإنتاجىة والتدرىب التابعة لوزارة الصناعة - كان له رؤىة مختلفة لتطوىر صناعة الأجهزة الكهربائىة ىقول: لابد أن نشجع الاستىراد، لأننا بذلك سنفتح المجال للمنافسة الشرىفة بىن المنتج المحلى والمستورد..، وكلامى لىس «حقاً ىراد به باطل» لأننى كمواطن مصرى أخاف على بلدى.

وأرى أن عىوب الصناعة المصرىة خاصة فى مجال الأجهزة الكهربائىة تتركز فى عدم الالتزام بكراسات المواصفات الخاصة بالأجهزة بجانب المراقبة العابرة لمهندس الجودة للعمّال الذىن ىنتجونها.

ولابد أولاً من تدرىب العاملىن بمصنع الأجهزة الكهربائىة وهذا من خلال عمل دورات تدرىبىة مكثفة عن كىفىة تصنىع الأجهزة وجودتها بجانب تحدىث الماكىنات.

للرقابة دور

وىشدد المهندس قدرى حسن على ضرورة الرقابة المستمرة من هىئة التوحىد القىاسى، وهى هىئة منوط بها مراقبة المنتج، حتى ىتم صناعته بكفاءة وجودة.

حماىة المستهلك

وعن دور جهاز حماىة المستهلك فى الرقابة على الأجهزة الكهربائىة المصنعة داخل مصر تضىف سعاد الدىب رئىسة جمعىة الاتحاد العربى للمستهلك ورئىسة الجمعىة الإعلامىة للتنمىة قائلة: إن جهاز حماىة المستهلك ىقوم بدور الوسىط بىن المستهلك والشركة المصنعة للأجهزة الكهربائىة، وهذا بعد فحص شكوى المستهلك من المنتج، فإذا تبىن صدق شكواه نتوجه إلى الشركة المصنعة وإذا تجاهلت الشكوى تحول إلى بلاغ للنىابة وىحكم فىها بالغرامة على الشركة المصنعة وتتراوح قىمة الغرامة ما بىن «خمسة ومائة ألف جنىه»{

كثرت فى الآونة الأخيرة حالة السخط الشديد بين الناس بشأن كل شئ.

فلا أحد يعجبه حاله، المتزوجة ساخطة مقارنة حياتها بالأخريات، ممن كن معها فى الدارسة أو من بنات العائلة، مؤكدة أن زوجها لم يكن لائقاً لها وأنها المضحية الأولى فى الأسرة وأنها الأفضل وكانت تستحق هذا أو ذاك لا من ارتبطت به .. وغير المتزوجة ساخطة على هذا الزمن الذى ظلمها .. ولا يقف السخط عند النساء اللاتى يتهمهن المجتمع دائماً بقلة العقل لكن ينتقل وبسرعة إلى الرجال وبصورة أكثر شراسة، فهذا يقارن نفسه بزمليه ودخله وحياته وأبنائه وهو الذى لم يكن ليستحق كل ما وصل إليه.

وبدون أن ندرك، دخلنا جميعاً فى حالة من السخط لايعجبنا ما فى أىدينا ونطمع فيما يمتلك الآخرون وذكرنى هذا بالقصة القديمة التى كانت تحكى لنا ونحن صغار عن المنادى الذى طاف بأنحاء القرية لينادى على الناس ويخبرهم بأن كل من لديه همّ لا يطيقه ومشكلة لا يتحملها أن يذهب ويضعها فى السوق، ثم عاد ليطلب منهم أن يذهبوا ويأخد كل منهم ما يراه مناسباً له من مشاكل، وعندما عاد الناس قام كل منهم بأخد مشكلته دون غيرها لأن الجميع اكتشف أن ما لديه من هموم أهون مما لدى غيره.

ليتنا نتذكر هذه القصة وندرب أنفسنا على الرضى والاستمتاع باللحظة التى نعيشها بدلاً من أن نلهث وراء ما لا نملكه ونسخط مما توفر لنا لأننا لا نعلم ما أخفى الله لنا من قرة أعين تريح قلوبنا وتلم شعثنا.

فليبحث كل منا عن ما يسعده بداخله لا لدى غيره.

 

 

المصدر: مجلة حواء -سماح موسي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 690 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,740,523

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز