الدواء المصرى

فاعلية محدودة وثقة مفقودة

كتبت :سمر عيد

«15% من الأدوية مغشوشة».. ليس هذا افتراء أو مبالغة بل هو تصريح رسمي لمستشار وزير التضامن.. هذه الكلمات أطلقت صرخة استغاثة وإنذار تحذر من عشوائية سوق الأدوية والمستحضرات التجميلية بمصر، فغياب الرقابة عن منتجات تتعلق بحياة الناس حتما يؤدي إلي كوارث لاتحمد عقباها.

«حواء» نزلت إلي الأسواق لرصد تجارب المستهلكين وشكاوي العاملين في حقل الدواء المصري لنتعرف منهم علي أسباب الداء ونساهم في وصف الدواء

اشترت رنا كريماً لجفاف البشرة وبدلا من أن يحل مشكلتها سبب لها التهابا، وظهرت حبوب حمراء فى وجهها فأمسكت بعلبة الكريم لتعرف ما هى الجهة التى صنعته لتفاجأ بأن مكتوبا عليه (صنع فى مصر).

المشكلة السابقة أكدتها رشا كمال مسئولة مستحضرات التجميل فى إحدى الصيدليات الكبرى، حيث قالت: بعض المنتجات الدوائية والتجميلية المصرية تستخدم المواد الكيماوية الضارة رخيصة الثمن، وذلك على النقيض من الماكياجات ومستحضرات التجميل المستوردة التى تستخدم مواد طبيعية وتخضع لاختبارات معملية وعملية كثيرة.

وتنصح رشا كمال المرأة المصرية بالابتعاد عن مواد التجميل الرخيصة، والتأكد من وجود تصريح وزارة الصحة على علبة الدواء.

صبغات الشعر

وتكشف مريم بولس -خبيرة الصبغة- أن هناك صبغات شعر مصرية رخيصة الثمن وهناك صبغات أجنبية باهظة الثمن والفارق يرجع إلى جودة المواد المستخدمة فى الصبغة، وتشير إلى أن بعض المنتجات رخيصة السعر لا تستخدم مواد الحماية الكافية للشعر، وأهمها مادة «الأمونيا» التى تغِّير لون الشعر.

50 ضعفاً

وتقول فاطمة محمد «بائعة»: الفارق كبير جدا بين المنتجات العالمية وبين المنتجات المصرية، وإن أردنا أن يكون المنتج المصرى بنفس درجة نقاء وجودة المنتج الأجنبى، فهذا يعنى رفع سعره الذى سيزداد إلى 50 ضعفا، وهذا فى غير صالح المرأة المصرية التى ترغب فى منتج يناسب دخلها، وهناك منتجات فرنسية عبئت فى مصر وهذه المنتجات تكون أسعارها معقولة وفى المتناول وتستطيع كل سيدة شراءها ولكن عليها الحذر من التقليد.

مواد مسرطنة

وتؤكد د. عبير الصباحى - أخصائية الأمراض الجلدية - أن النساء يقعن فى فخ محلات بـ 5.2 التى تبيع كل شىء.

وتضيف: إن خطر هذه المنتجات أنها مصنعة فى مصانع غير مرخصة من وزارة الصحة وأغلبها يستخدم ألوانا غير مصرح بها وبعضها يستخدم مواد مسرطنة ونحن كأطباء نتعامل مع مثل هذه الحالات وأنصح السيدات بتجربة أى منتج على بطن اليد قبل شرائه.

من المسئول

ونظرا لتهرب المسئولين عن صناعة الدواء ورفضهم التحدث معنا عن غياب الرقابة على سوق المواد التجميلية، فهناك هيئات عديدة مثل الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية والإدارة العامة للرقابة على الصيدليات مسئولة عما يطرح فى الأسواق توجهنا إلى المجتمع المدنى.

وتحدثت المهندسة حنان هلال - نائبة رئيس جهاز حماية المستهلك ورئيسة جمعية عين مصر لحماية المستهلك والبيئة -قائلة : أية سلعة دوائية أو تجميلية تشرف عليها وزارة الصحة، وهى المسئولة عن ظهور أى عيوب فى أية منتج، وهناك شركات لا تحصل على ترخيص وزارة الصحة، وقد وردت إلينا عدة شكاوى من منتجات قامت سيدات بشرائها وسببت لهن مشكلات صحية، ومن جانبنا نقوم برفع دعاوى قضائية ونبلغ هيئة الرقابة على الصيدليات، وأنصح السيدات بضرورة الشراء من مصادر موثوقة، فهذا يساعدنا كجهاز حماية المستهلك على حفط حقوق المتضررات.

الدواء

وإذا كان هذا هو الحال فى مستحضرات التجميل فالمشكلة بالنسبة إلى المنتجات الدوائية أكبر.

وتعلق د. ماجدة ميخائيل - مديرة إحدى الصيدليات - على الدواء المصرى من واقع خبرتها قائلة: الدواء المصرى مختلف عن الأجنبى فلو تحدثنا عن المضادات الحيوية مثلا نجد أن المريض يحتاج إلى جرعة أكبر من الدواء المصرى لمحدودية المادة الفعّالة به.

وهناك أدوية مغشوشة ومجهولة المصدر يسوِّق لها البعض، ومع الأسف تشتريها بعض الصيدليات ويقوم البعض بتزوير علبة الدواء وتقليد علامة الشركة فينخدع فيها بعض الصيادلة مع الأسف.

وتحذر د. ماجدة الناس من شراء الأدوية من خلال التليفزيون لأنها تكون غير مرخصة من وزارة الصحة مثل أدوية التخسيس وأدوية معالجة آلام المفاصل والظهر وغيرها.

المغشوشة

ويؤكد اللواء د. محمد أبوشادى - رئيس الإدارة العامة للمعاملات التجارية ومستشار وزير التضامن - أن حوالى 10 إلى 15% من المنتجات الدوائية بالأسواق مغشوشة أو مقلدة، ويقول: واجبنا أن نرصد هذه المنتجات ونبلغ بها وزارة الصحة وهيئة التفتيش الصيدلى ، وطبعا تقوم الشرطة من خلال الحملات بضبط هذه المصانع وإغلاقها ولقد ساد فى الآونة الأخيرة توزيع الأدوية عبر وسائل الإعلام والإنترنت وكلها لم تحصل على ترخيص وزارة الصحة

المصدر: مجلة حواء -سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 833 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,781,474

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز