ألتراس الأهلى ذهبوا بالعلم .. وعادوا بالكفن!
شكلت جماهير شباب الالتراس في مصر سواء الذي ينتمي لنادي الأهلي أو الزمالك أشهر الأندية الرياضية المصرية، قوة رئيسية في حماية الثورة المصرية منذ انطلاقها، حيث حملت على عاتقها مهام تأمين مداخل ومخارج ميدان التحرير بوسط القاهرة ونقل المصابين وحمايتهم، والتصدي ومواجهة آليات القمع المنظم للداخلية وأعمال البلطجة التي كانت تدفع بها، بدءا من أحداث جمعة الغضب ومرورا بأربعاء واقعة الجمل وانتهاءً بجميع الجمع التي أقيمت على اختلاف مطالبها والشعارات التي رفعتها، وهو الأمر الذي جعلها العدو رقم واحد المستهدف من قوات وزارة الداخلية، فتم إطفاء الأنوار في إستاد القاهرة ليتم ضرب وسحل جماهيره، لتخرج في الجمعة التالية ـ ألتراس الأهلي والزمالك ـ وتصل إلى أبواب وزارة الداخلية وتحطم شعار الوزارة الضخم وتسجل على بواباتها وجدرانها مطالبها.
جماهير الالتراس تشكل أغلبيتها الساحة صغارا وشبابا تتراوح أعمارهم ما بين 14 و 18 و25 عاما، فكرة القدم الرياضة الوحيدة التي تحتل مكانة كبيرة لدى الشعب المصري، حتى ليمكن القول أن الأسرة أسرة مشجعة، وقد تنقسم ما بين الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري والمقاولون وغيرها من الأندية.
وتتقدم جماهير ألتراس الأهلى والزمالك نسبة كبيرة من الشريحة الاجتماعية العليا في المجتمع المصري، فأغلبها ينتمي إلى أسر أقل ما يقال عنها أنها ميسورة الحال، ونسبة التعليم فيها عالية جدا، وهذه الشريحة هي التي تقود أغلب شرائح المجتمع المصري المتوسطة ومحدودة الدخل والفقيرة.
والأحداث الأخيرة التي وقعت ضد ألتراس الأهلي في مدينة بورسعيد الساحلية، تجمع مختلف الآراء وشهادات شهود العيان على أنها جريمة منظمة ضد جماهير الأهلي، ارتكبها محترفون على درجة عالية من التدريب والتجهيز لارتكاب عمليات في أوساط الجماهير دون أن يتركوا أثرا، وما أعلن عنه من وسائل قتل أشار إلى عمليات خنق بالكوفيات من الخلف وعمليات إلقاء مع أعلى المدرج وعمليات ضرب بالأسلحة البيضاء محترفة في الرأس والرقبة.
وقد شهد البيت والشارع المصريين خلال الأسبوع الماضي حالة من الفزع، الهلع الإحباط، وأيضا النقمة ومشاعر الانتقام من هؤلاء الذين دفعوا بالأمور لتصل إلى قتل الشباب الصغير دون رحمة، وقد تابعنا ردود الأفعال ليلة وقوع الجريمة، حيث باتا مستيقظين حتى صباح اليوم التالي.
الأسرة كانت تتابع شاشات التليفزيون وتبكي وتلعن وتسب معلنة حالة من الحداد على حركتها وحركة أطفالها، حيث ألغت برنامج أجازة نصف العام الدراسي الذي اعتادت أن يتوزع على رحلات ونزهات وخروجات مسائية للسهر هنا وهناك داخل القاهرة أو خارجها، وأعلنت الحداد.
وحواء تضامنا مع الأسرة المصرية ترسل قبلة على جبين كل شهيد سقط في هذه المجزرة التي نفذها ودبرها مجرمين
ساحة النقاش