من "فرنسفاروش" إلى الأهلى والزمالكالألتراس تاريخ وفلسفة

الألتراس هو من جعل ملاعبنا ملونة وأضفى عليها نوعا من البهجة، يتصف أعضاؤه بالانتماء والوطنية وحسن التنظيم وروح التعاون، يحملون فكرا وطاقة لم نتمكن من فهمها، ولا توظيفها جيدا، هم من حملوا راية حماية ثورة يناير على أعناقهم؟ وفي السطور القادمة نتعرف علي تاريخ الألتراس في العالم وفي مصر

الألتراس هي مجموعة من نوع خاص من جماهير الأندية الرياضية، معظمهم كانوا من مشجعي الفرق الأوربية والأمريكية الجنوبية لكرة القدم .وكلمة الألتراس لاتينية وتعني بالانكليزية (ما بعد) أو فوق الحدود وأي أن حماس هذه المجموعة يكون "ما بعد " الوضع الطبيعي أو يتجاوز الحدود الطبيعية، ويقال أن أول مجموعة ألتراس شُكلت كانت في عام 1950 في يوغسلافيا، لكن هناك من يرجع نشأة الألتراس إلى المجر عام 1929، حينما أسس أنصار نادي "فرنسفاروش" الشهير رابطة للمشجعين. ثم انتقلت الفكرة بعد ذلك إلى دول أمريكا الجنوبية، وكانت البرازيل أولى الدول التي شهدت نشأة الألتراس، حيث تم تأسيس أول "ألتراس" باسم "تورسيدا" في أربعينيات القرن الماضي.

وانتقلت الفكرة بعد ذلك إلى أوروبا عبر جماهير نادي "هايدوك سبليت" الكرواتي - اليوغوسلافي في ذلك الحين عام 1950، ثم في فرنسا في بداية الثمانينيات على يد نادي مارسيليا عبر "ألتراس كوماندو"، ثم انتقلت الفكرة إلى بريطانيا وباقي البلدان الأوروبية، وتعد إيطاليا من أبرز الدول الأوروبية التي تشهد مجموعات "ألتراس".

وجماعات الألتراس منذ ظهورها على الساحة العالمية شكلت طفرة نوعية في كيفية وطريقة تشجيعها للفرق حيث يمكن تنميطها على أنها جماعة من الجمهور الكروي متعصبة لفريقها ولها طقوسها وعاداتها الخاصة في تشجيع الفريق. _من مميزاتها الترحال مع الفريق أينما حل وارتحل وأيضا معروفين باستمرارهم في تشجيع فريقهم مهما كانت النتائج عن طريق الأناشيد الحماسية، ومن الخصائص المميزة كذلك لجماعات الألتراس تجهيز التيفويات- سنزرد معناها فيما بعد- والألعاب النارية التي هي شعار دائم لهذه الجماعات في طريقة تشجعيها داخل الملعب ويحاط تجهيزهم لأي مباراة بسرية تامة حتى لا يتسرب للفريق المنافس الشعار والتيفو الذي سيدخلون به للمباراة._والإعلان عن بداية أي مجموعة جديدة يبدأ من أول يوم لظهروها في الملعب علنيا ومعها شعارها، وهذا الشعار هو بمثابة سمعة وكرامة أي مجموعة، وسرقته من طرف مجموعة منافسة هو كارثة كبيرة، ولا تتوفر مجموعات الألتراس على مصدر ثابت للدخل لأن لا صلة تنظيمية لها سواء بالنادي أو بهيئات أخرى بل تقوم بتمويل نشاطاتها بتمويل ذاتي من أعضائها.

الألتراس عربياً

بدأت ظاهرة الألتراس في الدول العربية من خلال دول المغرب العربي، بداية من نادي الأفريقي التونسي الذي شهد تأسيس أول ألتراس تحت مسمى "الأفريكان وينرز" في عام 1995، ثم انتقل الأمر إلى باقي الأندية التونسية مثل نادي الترجي التونسي الذي يضم ثلاث مجموعات ألتراس هي "المكشخين _ السوبراس- والبلود آند جولدي"، وانتقلت الفكرة بعد ذلك إلى المغرب، حيث يضم أكثر من 50 مجموعة ألتراس تتقدمهم مجموعة "الوينرز" التي تشجع فريق الوداد و"الجرين بويز" التي تشجع فريق الرجاء البيضاوي.

وكان الأردن على رأس الدول العربية الآسيوية التي شهدت ظاهرة الألتراس، وذلك عن طريق نادي الوحدات عبر التراس "جرينز" في عام 2008 ثم انتقلت الفكرة إلى سوريا على يد جمهور نادي الكرامة من خلال "رابطة "بلو صن".

وفي عام 2007، شهدت مصر أول ظهور لمجموعات الألتراس، من خلال "ألتراس أهلاوي" من مشجعي النادي الأهلي، وألتراس "الفرسان البيض" من مشجعي نادي الزمالك، ثم "التنانين الصفراء" من أنصار النادي الإسماعيلي، و"السحر الأخضر" من أنصار نادي الاتحاد السكندري، و"النسور الخضراء" من أنصار النادي المصري.

روح الاولتراس

تعتقد مجموعات الألتراس حول العالم في وجود ما يسمى بروح الألتراس، وهي روح يولد بها أعضاء الألتراس، ولا يكتسبوها مهما حدث، ويصفونها بأنها "تلك الروح المقدامة المثابرة العاملة في صمت وجهد لتحقيق أهداف عظيمة لا يتم إنجازها، إلا إذا انصهرت أرواح أفراد المجموعة في كيان واحد تحت علم ناديها" ضد الجميع من وسائل الإعلام التي تهاجمهم باستمرار، وضد الفرق المنافسة وأحيانا ضد المخربين من أبناء النادي أنفسهم.

ولذا تطلق مجموعات الألتراس على نفسها "خط الدفاع الأخير" الذي يدافع عن كرامة واسم النادي الذي ينتمون إليه ، ويحملون علي عاتقهم الحفاظ علي الصورة المشرفة لجماهير ذلك النادي الذي عشقوه وترجموا هذا العشق بأفعال يشهد الجميع بها.

ولا يوجد للألتراس رئيس، بل يتكون من مجموعة من المؤسسين الذين سرعان ما يتراجع دورهم بعد أن تصبح المجموعة قادرة علي الوقوف علي أرض صلبة. ويدير العمل داخل الألتراس مجموعات عمل صغيرة ، يسمي قائدها «كابو» تختص كل منها بتنظيم أنشطة المجموعة من تصميم وتنفيذ اللوحات الفنية وقيادة التشجيع داخل المدرجات وتنظيم الرحلات والإشراف علي مصادر تمويل المجموعة.

ويتميز الألتراس بالتركيز على روح المجموعة باعتبارها كيان واحد لا يتجزأ، ومن ثم تغيب أي نزعات أو تطلعات فردية، فقيمة عضو الألتراس بما يقدمه للمجموعة من جهد وعطاء. ولذا فغالبا ما نجد أفراد الألتراس بعيدين عن الظهور الإعلامي. فالأضواء المسموح لهم أن يكونوا تحتها فقط أضواء الملاعب خلف المرمي مشجعين فريقهم طوال الـ90 دقيقة من عمر المباراة.

مبادئ الألتراس

أولا عدم التوقف عن التشجيع والغناء طوال المباراة أيا كانت النتيجة ، فللألتراس أسلوب فريد في التشجيع يتشكل حسب شخصية النادي وثقافة البلد.ففي الأرجنتين والبرازيل ينتشر استخدام أعداد كبيرة من الطبول وآلات الإيقاع التي تعزف ألحانا أقرب إلى أغاني السامبا التي تشتهر بها أمريكا اللاتينية.

أما في أوروبا، فتعتمد مجموعات الألتراس على الأداء القوي للأغاني تتخلله حركات مميزة لإرهاب الخصوم. ويقود التشجيع عادة قائد تشجيع "كابو" ، والذي يكون مسئولا عن اختيار الأغاني والهتافات وتوقيتها وحركات الأيدي والتشكيلات، وعادة ما يخصص بالاستادات مكان مرتفع للكابو ليتمكن المشجعون من متابعته والالتزام بتعليماته أثناء سير المباراة.

ثانيا عدم الجلوس أثناء المباريات نهائيا، فالألتراس لا يحضرون مباريات فريقهم بغرض المتابعة والمتعة، فهذه الأشياء من أفعال المشجعين العاديين، وإنما يحضرون بهدف واحد هو التشجيع والمؤازرة المتواصلة حتى صافرة نهاية المباراة.

ثالثا حضور جميع المباريات الداخلية والخارجية أيا كانت التكلفة والمسافة، حيث تقوم مجموعات الألتراس بتنظيم وحشد الجماهير لحضور المباريات خارج مدينة الفريق مستخدمة أرخص وسائل النقل، وتقوم أيضا بعمل موكب أو مسيرة تضم أفراد المجموعة في المدينة التي يلعب بها فريقهم، لتظهر لوسائل الإعلام أن لفريقهم مشجعين أقوياء يسافرون خلف ناديهم في أي مكان .

رابعا الولاء والانتماء لمكان الجلوس في الأستاد، فتختار مجموعات الألتراس منطقة مميزة داخل المدرجات يبتعد عنها المشجعون العاديون وتنخفض فيها أسعار التذاكر 

المصدر: مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 430 مشاهدة
نشرت فى 9 فبراير 2012 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,059,860

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز