السلبيات تهدده بالفشل
المسار الخاص .. تعليم بلا دعم
كتبت :سماح موسي
يعتبر تعليم «المسار الخاص» خطوة جيدة كي تنقذ مجتمعنا، فبدلاً من أن ينتهي الأمر بالطالب الراسب في المرحلة الابتدائية إلي انضمامه إلى الأميين وأطفال الشوارع، الذين أصبحوا قنبلة موقوتة تهدد مجتمعنا ، أو انضمامه إلى صفوف العاطلين عن العمل يتم إلحاقه بمدارس التعليم المهنى الذي يسمى بتعليم «المسار الخاص» كي يجمع بين استكمال مسيرته التعليمية وبين تعليمه حرفة يستطيع منها كسب رزقه، تفيده وتفـيـد مجتمعـه.
لكن للأسف يعانى هذا التعليم الذي لا ننكر إيجابياته - من سلبيات تهدده بالفشل في أداء مهمته.. نتعرف عليها في السطور القادمة
وعن هذه الطريقة فى التعليم يقول د. على محمد على الألفى - مدير عام الإدارة العامة للتعليم الإعدادى بوزارة التربية والتعليم - إنه قد صدر قرار وزارى رقم (209) لسنة 1988م بأن الطلبة الذين يرسبون فى المرحلة الابتدائية لمدة عامين متتاليين يلتحقون مباشرة بمدارس الإعدادى المهنى ، وهذه المدارس تختلف مناهجها عن مناهج الإعدادى العام ، فيكون التركيز فيها على الجانب العملى أكثر من النظرى ، فقد تم تعديل القرار لرقم (550) لسنة 1999م .
مطلوب وجبة غذائية
وحول سلبيات وإيجابيات مدارس التعليم المهنى أكد الألفى أن تلك المدارس تساعد على عدم انتشار البطالة وتقلل من تكلفة التعليم العادى أما عن السلبيات فإن أولى مشاكل (المسار الخاص) المعلمون غير المدربين ، لذا لابد من توفير دورات تدريبية منتظمة لهم وثانيها غياب الطلبة الذى هو أساس المشاكل ، لذا لابد من توفير حافز مالى وتوفير وجبة غذائية ورعايتهم رعاية صحية، وجعل هذه المدارس وحدات منتجة تمكنهم من الإنتاج وبيعه ليوفر العائد لهم، ويرجع السبب الأول فى غياب الطلبة لانخفاض المستوى الاقتصادى للأسرة وتفاقم المشكلات الاجتماعية والتفكك الأسرى، بالإضافة إلى المناهج الدراسية، وحل هذه المشكلة يحتاج إلى إعادة النظر عند وضع المناهج من خلال تبسيط الكم النظرى الثقافى والتركيز على المواد العملية والمهنية بما يتناسب مع السوق المحلية وبناء الورش وإمدادها بالمعدات اللازمة.
ويضيف الألفى : هذا بجانب مشكلة قلة الاعتمادات المادية اللازمة لتوفير الخامات المناسبة حيث لابد من زيادة هذه الاعتمادات لتوفير الخدمات المناسبة واللازمة لتفعيل دور الورش والمعامل، أيضا هناك قلة فى عدد المدارس المهنية الإعدادية المستقلة، حيث يتم إلحاق الإعدادى المهنى من خلال فصول قليلة ملحقة داخل المدارس الإعدادية والابتدائية العام، حيث يبلغ عدد المدارس منها (273 مدرسة) منها (10 مدارس متنقلة)، وعدد الفصول يبلغ (2600 فصل) ويبلغ عدد التلاميذ (124579) ألف طالب ونسبة حضور التلاميذ فى المدارس المهنية تصل أحياناً (5،3%).
ويتراوح عدد المدارس على مستوى المحافظات من مدرسة واحدة فى شمال سيناء ومرسى مطروح ومدرستين فى محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس والفيوم والوادى الجديد أما فى محافظة البحيرة فتكون أعلى نسبة مدارس هناك حيث تبلغ عدد المدارس إلى 48 مدرسة مهنية وهناك 21 مدرسة فى محافظات الدقهلية وسوهاج والقاهرة.
بينما يوجد فى الشرقية 19 مدرسة مهنية إعدادية وفى القليوبية والإسكندرية توجد 12 مدرسة مهنية إعدادية أما فى المنيا وكفر الشيخ فتوجد 11 مدرسة.
وبعد أن استمعنا إلى مدير الإدارة العامة للتعليم الإعدادى وتعرفنا على سلبيات وإيجابيات (المسار الخاص) توجهنا إلى عادل عبدالعظيم - مدير الإدارة التعليمية بالسيدة زينب - لنتعرف على عدد المدارس المهنية الإعدادية فى السيدة زينب وكيفية وضع حلول لتطوير تعليم (المسار الخاص) ، حيث يقول: «إن المدرسة المهنية الإعدادية بنات هى المدرسة الوحيدة بالسيدة زينب وتخدم مناطق كثيرة لا يوجد بها مدارس مهنية مثل القطامية والمقطم وفيصل والهرم والجيزة ، وبالرغم من تدنى المستوى الثقافى والاقتصادى والاجتماعى لطالباتها إلا أنها لا تلقى رعاية صحية وتدعيماً مالياً حتى تشجع الطالبات على الحضور».
مشروع دعم البنات
ويضيف مدير الإدارة العامة للتعليم الإعدادى أن هناك مشروعاً لدعم البنات بالاشتراك مع روتارى القاهرة من خلال بروتوكول بين المدرسة المهنية الإعدادية وبين روتارى يتم فى النصف الثانى من الفصل الدراسى ويتم على أساس هذا التعاقد تعليم البنات مهنياً ورعايتهن صحياً بواسطة خبراء فى كلية طب القاهرة جامعة عين شمس مع تدريبهن بشكل متطور على التفصيل، التطريز، التريكو، الاقتصاد المنزلى والزراعة وقيامهن بتسويق المنتجات مع إعطاء عائد بيع المنتجات للبنات، وبعد ذلك يتم إعطاء كل طالبة الآلة التى تستخدمها فى الإنتاج كهدية تشجيعاً لاستمرارها فى المدرسة .
وعن مصروفات الدراسة فى المدارس المهنية الإعدادية بنات يؤكد بأن أصحاب المدارس الخاصة ورجال الأعمال وأهل الخير يقومون بسداد أكثر من (70% من مصاريف الدراسة للطالبات).
المصدقة تحمي البنات
وبعد أن استمعنا إلى مدير الإدارة التعليمية بالسيدة زينب توجهنا إلى حمزة سعد أحمد - مدير المدرسة المهنية الإعدادية بنات - ليؤكد أن الطالبات فى المدرسة لديهن استعداد للتعليم العملى أكثر من النظرى، ويقمن بدراسة عشر مواد دراسية وهذا بالنسبة للفصول الدراسية الثلاثة وتشمل المواد الأساسية الاقتصاد المنزلى (الملبسى والغذائى) والزراعة بالإضافة إلى المواد الفرعية منها (اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والصيانة والتربية الفنية والدراسات الاجتماعية والعلوم) والتخصص يبدأ من الفرقة الثانية بالنسبة للاقتصاد المنزلى إلا أن المجال الزراعى دراسته إجبارية من الصف الأول المهنى الإعدادى حتى الصف الثالث الإعدادى المهنى.
وعن ايجابيات وسلبيات (المسار الخاص) من وجهة نظره يؤكد أن من إيجابياته الحصول على شهادة قد تفشل الطالبة فى الحصول عليها فى مدارس التعليم العام، وإذا رسبت فى الصف الأول الإعدادى المهنى تنتقل للصف الثانى الإعدادى بحكم القانون ، وبعدها تنتقل إلى الصف الثالث الإعدادى المهنى وتأخذ مايسمى بـ«المصدقة» التى تساوى شهادة محو الأمية التى تؤهلها للعمل فى المشاغل أو الفنادق أما إذا اجتازت الصفوف الثلاثة بنجاح تحصل على شهادة تؤهلها للالتحاق بالمدرسة المهنية الثانوية ثم تؤهلها للالتحاق بالمعاهد خاصة السياحة والفنادق بالإضافة إلى تشجيع أولياء الأمور على إلحاق بناتهم فى تلك المدارس من خلال قيامهم بعمل إقرار بالموافقة على إلحاق بناتهم بتلك المدارس مع رفع معنويات البنات بحصولهن على شهادات قد فشلن فى الحصول عليها من قبل مدارس التعليم العام.
ويضيف أن من مساوئه التسرب الذى تبلغ نسبته (10، 25%) بسبب التفكك الأسرى وسوء الحالة الاقتصادية وبعد المسافة عن كل من يسكنون المناطق النائية عن المدرسة بالسيدة زينب مع العلم بأن مدرستنا هذه تضم أكثر من خمس مناطق
ساحة النقاش