للأسف الشديد
من أحبوا هذا الوطن هم من قدموا أرواحهم فداءً له..
كتبت :نبيلة حافظ
هم شهداء وجرحى 25 يناير .. هؤلاء الذين خرجوا فى هذا اليوم يحملون أرواحهم على أيديهم من أجل حرية هذا الوطن.
فلنعترف أن معظمنا لم يحب الوطن ولم يقدروه حق قدره .. هناك نوايا طيبة ومشاعر جميلة .. ولكن الحب الحقيقى المفروض علينا لم تظهر بوادره بعد .. لماذا؟! هذا هو السؤال!!
والسؤال يدفعنا إلى قراءة الماضى البعيد .. الذى حمل بين طياته سياسات مدروسة وممنهجة من جانب رجال الحكم البائد .. سياسة اغتيال مشاعر حب الوطن واستئصال مبدأ الانتماء له.
لقد نجحوا وبتفوق شديد فى سياستهم هذه، وكانت النتيجة أننا عشنا على أرض مصر لا نبحث عن مستقبلها الذى يليق بها .. ولانحاول إنقاذها ورفعة شأنها.!!
عشنا فى سلبية ولا مبالاة ولا انتماء .. عشنا نمارس طقوس الحياة، نأكل ونشرب ونتعلم ونعمل ونتزوج وننجب .. ولكن كنا فى الحقيقة لا نعيش ولا نحيا.. بل كنا فى تعداد الأموات.
نعم كنا أمواتاً، ولكن أحياء عند حكام هذا الوطن .. وهكذا سارت بنا الحياة أنفاس تخرج من الصدور فى أجساد ميتة!!
وجاءت ثورة 25 يناير .. لتعيد الروح إلى الجسد الميت .. لتنفض عنا غبار سنوات طويلة من الظلم والقهر والاستبداد .. وكان علينا جميعاً أن نجرى ونلهث من أجل إحياء الوطن وأن نؤدى الفرض تجاهه وأن نعلن بكل ما لدينا من قوة وحماس أننا نحبه ونخلص له كما أحبه شهداء وجرحى الثورة.
والحب الذى يريده الوطن ليس فى الكلمات والأشعار والأغانى، ولكن بالفعل والتصرفات على أرض الواقع، ولو كل إنسان مصرى سأل نفسه عما يمكن أن يقدمه للوطن وحاول أن يكون صادقاً فى نيته وإجاباته لكتب لهذا الوطن التقدم والازدهار.
وانظروا معى لما قدمه أبناء مصر المخلصون فى الخارج الذين سارعوا فى أداء فريضة حب الوطن .. وأظهروا انتماءهم له .. فهؤلاء أبناء مصر بكندا أتوا إلى وطنهم بمدخراتهم وأموالهم لإنقاذ الاقتصاد المصرى من الانهيار، حملوا معهم مشروعات اقتصادية توفر آلافاً من فرص العمل للشباب، وآخرون بفرنسا قاموا بعمل مشروع «بيت العيلة» الذى يتبنى تنمية القرى التى ينتمون إليها من خلال صندوق تم تأسيسه باشتراكات شهرية منهم، وبأموال هذا الصندوق يتم تحديث البنية التحتية لها وتطوير التعليم والصحة والبيئة.
ومن أمريكا قام المصريون هناك بعمل حملة تبرعات كبرى تم من خلالها تقديم مساعدات طبية لجرحى الثورة تقدر بالملايين.
مشروعات جميلة ورائعة تثبت حب هؤلاء للوطن على الرغم من أنهم لا يعيشون على أرضه .. الحب الذى دفعهم إلى بذل الغالى والثمين لكي يعود له وجهه المشرق وسط العالم.
أما نحن من نعيش على أرضه ماذا فعلنا له حتى الآن؟!
للأسف لم نفعل شيئا..!! هناك دعوات هنا وهناك لم ترق إلى أفعال على أرض الواقع .. مجرد دعوات لم تجد لها صدى حقيقياً .. وعلينا أن نعترف بأننا قصرنا تجاه الوطن.!!
ساحة النقاش