ماحدش فى العائلة.. فاهـمـنــى

كتبت :منار العوضي

 «أشعر بالسعادة عندما أقضي وقتي مع أصدقائي بينما أشعر بالملل والرهبة عندما أجلس مع عائلتي، جملة يرددها الشباب ولكن ما السبب ؟ هل هذا لانشغال الأسرة عنهم بأعمالها المختلفة؟ أم الفجوة الزمنية في مستواهم الفكري التي تجعل الأبناء يلجئون لأصدقائهم الذين غالباً ما يكونون علي نفس موجة التفكير ؟

 استطلعنا آراء الشباب حول هذه المسألة فكانت هذه السطور.

 تقول ضحى محمد -20 سنة- طالبة بتجارة حلوان- : لدى علاقات صداقة قوية ولكن هذا ليس معناه أننى منعزلة عن عائلتى، لكن فى نفس الوقت هناك أشياء لا أستطيع أن أبوح بها لوالدتى ، فمثلاً إذا أخبرت والدتى أن أحد زملائى طلب الارتباط بى حتما سيكون ردها الرفض أو التوبيخ؛ لذلك من الأفضل أن ألجأ إلى صديقتى لأنها ستكون على قدر كبير من التفاهم معى ، لذلك يجب على الآباء والأمهات النزول لمستوى تفكير أولادهم ومحاولة تكوين علاقة صداقة قوية معهم .

 وتوافقها فى الرأى أميرة أشرف -25 عاما- حيث تقول : ليس بالضرورة أن يبدأ دائما الأهل بالتقرب لأبنائهم وتكوين صداقة معهم ، وقد بادرت بهذه الخطوة واعتبر والدتى من أقرب أصدقائى، فعلاقتى قوية جداً مع عائلتى إلى أقصى درجة ، فى نفس الوقت علاقتى بأصدقائى محدودة جداً ولا أعطى لهذه العلاقات اهتماماً كبيراً أكثر مما تستحق .

 وترفض ندى نبيل -19 سنة- طالبة بآداب عين شمس- أن تكون حياتها كلها مليئة بصديقاتها فقط مشيرة إلى أنه إذا صار خلاف بيننا أو حدث أى موقف يصدمنى منهن، فحتماً وقتها سأصاب بالإحباط وفقدان الثقة فى أى شخص أياً كان..

 أهلي أولاً

 وتعبر سارة سامى -21 سنة- طالبة بكلية الآداب- عن رفضها للدخول فى علاقة صداقة قوية على حساب علاقتها بأهلها لأن الانتماء الاساسى لأى إنسان يكون لأهله فى المقام الأول .

 ويوافقها فى الرأى أدهم عصمت- 22 سنة طالب -فيقول إن تقصير الوالدين مع الأبناء يجعلهم ينفصلون عنهم ويلجأون لأصدقائهم ، وسواء كان السبب تقصير الوالدين أو أى سبب آخر فنتائج هذا الانفصال ستكون وخيمة ، لذلك يجب على الأهل فى هذه الحالة أن يجذبوا أولادهم إليهم .

 المصداقية

 ويرى د. سعيد عبدالعظيم -أستاذ الطب النفسى بطب عين شمس -أن الميل لتكوين علاقات مع الآخرين وخاصة علاقة الصداقة يكون فى سن معينة وهى سن المراهقة أى من 12 إلى 20 سنة ، فى هذه السن تكون علاقة الشخص بأصدقائه أقوى من علاقته بأسرته حيث يميل للانتماء «لشلة» معينة وهذا الانتماء له دور نفسى غير عادى فى تكوين الولد أو البنت فى سن المراهقة ، حيث يكون للأصدقاء مصداقية كبيرة لدى المراهق أكثر من أسرته الأمر الذى يؤدى إلى تقليد أى سلوك يأتى به صديقه سواء كان صحيحاً أو خطأ .

 ويضيف قائلا: إن هذا التأثر يقل تدريجيا حتى ينتهى تماماً فى سن النضج وخاصة بعد الزواج حيث يعد نقلة جديدة تؤثر فى نوعية العلاقات بالآخرين فيكون الانتماء الأكبر للأسرة والبيت والأطفال .

 وأؤكد رفضى استخدام الوالدين لأسلوب التأنيب والمعاملة القاسية والعنف والإهانة لأن هذا سيؤدى حتماً إلى لجوء الأبناء إلى الكذب وبتكرار هذا السلوك يتم الانفصال تدريجياً عن الأسـرة.

 المشاركة في القرار

 كما توضح د. زينب شاهين - أستاذة علم الاجتماع - أنه يجب على الأسرة الاقتناع بوجود فجوة بين الأجيال فى مفاهيم مختلفة مما يجعل حوارهم غير مشبع لأبنائهم لأنهم يبحثون عن أصدقاء لهم يكونون على نفس مستوى التفكير ، أما بالنسبة للشباب فيجب عليهم أن يوظفوا وقتهم ما بين أسرتهم وأصدقائهم .

 وأخيراً يجب على الأسرة إثارة الموضوعات التى تهم الأبناء، وأن يحملوهم جزءاً من المسئولية وصنع القرارات ليشعروهم بوجودهم

المصدر: مجلة حواء -منار العوضي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 483 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,700,146

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز