رشوة عاطفية

كتبت :مروة لطفي

 رغم شكاوى الزوجات العديدة من عدم تقدير الرجال لما يقدمونه من تضحيات لإرضائهم إلا أن تجربتى تؤكد عكس المزاعم النسائية .. فأنا رجل فى منتصف العقد الثالث من العمر وأعمل بإحدى الشركات العالمية .. وبدأت أحداث قصتى منذ 15 عاماً وذلك خلف أسوار الجامعة حين التقيت بها على المدرج الجامعى .. وسرعان ما انجذب كل منا للآخر .. لنبدأ قصة حبنا والتى ضحيت فيها بالغالى قبل الرخيص من أجل الاحتفاظ بها .. بدءاً من ضرورة امتلاكى لأحدث أنواع السيارات وانتهاء بتقديم أغلى الهدايا حتى يكون حبى لها محط أنظار جميع صديقاتها .. ولأننى من أسرة ثرية فضلا عن رغبتى فى إرضائها .. فقد حرصت على تلبية طلباتها .. وما أن تخرجت فى الجامعة حتى تقدمت للزواج منها لتستمر سلسلة شروطها المادية اللانهائية .. وبالفعل تزوجنا .. وبقت المادة وسيلة لثراء سعادتى معها وإلا عشت وصلة نكد زوجية .. ولم يختلف الأمر بعد إنجابنا لطفل وصل إلى المرحلة الإعدادية .. هكذا .. ظل الحال بيننا حتى مررت بأزمة مادية نتيجة تخفيض راتبى بسبب الظروف الاقتصادية فضلا عن تبديد ميراثى الكبير على تلبية مطالبها .. وهنا انقشعت غمامة الحب التى ارتدتها طويلا لتعلن عن تذمرها من وضعى الجديد مطالبة بالانفصال بحجة عجزى عن توفير المستوى المادى المعتادة عليه .. فهل هذا هو جزاء العطاء ؟!

 أ. ع . «السادس من أكتوبر»

 الحب الحقيقى يبنى على العطاء المتبادل بين الطرفين حتي تصبح علاقتهما متكافئة .. فدائما ما تبحث المرأة عن رجل قوي يبهرها بشخصيته قبل مادياته .. فتمنحه قلبها وعقلها معا .. فإذا فقد الرجل قوته وارتضى لنفسه أن يتسول مشاعر محبوبته .. فقد شخصيته واحترامها له .

 وللأسف بدلا من بحثك عن سمات شخصية تجعلها تتمسك بك .. اخترت طريق الرشوة المادية مقابل المشاعر والأحاسيس، وعلى الجانب الآخر .. ارتضت هى الأخرى بالزواج منك طمعا فى أموالك، ولأن الراشى والمرتشى يتعرضان إلى الدمار .. فكانت النتيجة دخول علاقتكما إلى طريق مسدود بمجرد انتهاء الدافع الذى قامت عليه .. لهذا لا أستطيع إلقاء اللوم على أحدكما منفردا .. فكلاكما بحاجة لمراجعة ميزات وعيوب الآخر والمفاضلة بينهما .

 وهنا فقط سوف تصلان بأنفسكما إلى صيغة جديدة تحكم بنود زواجكما .

 وإذا لم يحدث ذلك فلن يكن أمامكما سوى الانفصال جزاء لكما عن جريمة الرشوة العاطفية التى بنيت عليها علاقتكما .. لكننى استحلفكما بالتفكير فى ابنكما الذى لا ذنب له فيما يحدث .. ولتكن هذه التجربة درساً لكل من تسوِّل له نفسه اللجوء إلى الرشاوى العاطفية من أجل الوصول لمن يحب .. وأدعو القراء للمشاركة بتعليقاتهم على هذه المشكلة من خلال بريد المجلة الإلكترونى :

 الشريطة الحمراء

 إنها الحياة ..

 طرق نخطوها بإرادتنا ..

 وأخرى تأخذنا رغما عنا ..

 أحلام نسعى لتحقيقها ..

 وواقع يفرض علينا ..

 ووسط كل هذا أسم واحد محفور على جدار القلب، سعيت بكل الطرق لمحوه .. فوجدتنى دون إرادتى أعيد كتابته بأحرف أخرى .. هكذا .. أخذنى سوء الاختيار للمرة الثانية على التوالى لدوامة الحسرة والآلم .. أنجذب .. فأحب .. فأعطى .. وأذوب فى بحر الهوى .. بعدها .. أكافأ بشهادة فراق ملفوفة بشريطة حمراء تقديرا على محاولاتى المستميتة فى شفاء أشخاص أصيبوا بالسكتة العاطفية تجاهى .. ولأننى سئمت دور طبيبة القلوب المعطبة .. فقررت لملمة المتبقى من رماد كبريائى .. لأمزق جميع الشهادات والأشرطة الحمراء وألقى بهم فى سلة الذكريات .. ولكى لا أعيد الكرة لثالث مرة .. وضعت لافتة أمام الجميع محذرة من الاقتراب لمشاعرى وأحاسيسى .. فهل يجرؤ أحد على تحطيمها ؟!

 الإجابة فى علم الغيب

المصدر: مجلة حواء - مروة لطفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 736 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,819,980

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز