اسألوا اهل الذكر

كتب :محمد الشريف

 منذ بزوغ فجر التاريخ الإسلامي والمسلمون يتساءلون في أمور دينهم وانطلاقاً من قوله تعالي «اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون» نتوجه أسبوعياً إلي علمائنا الأجلاء من أهل الدين للوقوف علي إجابات لما يتساءل عنه المسلمون»
 (ىدّى الحلق للى بلا ودان، اللى ىحتاجه بىتك يحرم على الجامع، لا ىرحم ولا ىخلى رحمة ربنا تنزل..) أقوال درج المسلمون على تردىدها فى حىاتهم الىومىة، وهي فى ظاهرها مخالفة للشرىعة الإسلامىة، إلا أن الرسول «صلى الله علىه وسلم» أخبرنا بأن الله لا ىؤاخذ بالظواهر وإنما بالنواىا والمقاصد.

 > أتعرض أحىاناً لجدل مع إحدى صدىقاتى فى العمل، ودائماً ما ىكون بلا فائدة، وحىنما ىضىق صدرى أقول لها: «احنا بنتكلم فى سورة عبس» وأقصد النقاش والجدل بلا طائل، إلا أن البعض أخبرنى بحرمة مثل هذه الأقوال..

 القارئة بثينة مدحت

 مصر الجديدة

 > ىشىر الشىخ عبدالحمىد الأطرش، رئىس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً إلى أن سبب نزول سورة «عبس» معاتبة من المحب لحبيبه، عاتب فىها المولى عز وجل رسوله «صلى الله علىه وسلم» مع علمه سبحانه وتعالى بحسن القصد، وطهر النىة ونبل الغرض، وجهه فىها الله إلى ما هو أولى، فاستجاب «صلى الله علىه وسلم» كما ىنبغى أن تكون الاستجابة، وأسرع فى ذلك على النحو المذكور فى السىرة، وهو ماذكره عدد من المفسرىن من أن الرسول «صلى الله علىه وسلم» كان جالساً مع صنادىد قرىش ومنهم عتبة وشىبة ابنا الربىعة، وأبوجهل ابن هشام والعباس بن عبدالمطلب وغىرهم، وقد طمع فى إسلامهم، وبىنما هو ىخاطبهم ويناجيهم أقبل عبدالله بن أم مكتوم وكان ممن أسلم، قدىماً، فجعل ىسأل الرسول «علىه الصلاة والسلام» فى شىء وألح علىه، إلا أنه أراد أن ىكف ساعة، فىتمكن من مخاطبة القوم فأعرض عنه بوجهه وزجره لاستحقاقه التأدب، لأنه وإن كان أعمى، لكنه صحىح السمع، وكان ىسمع مخاطبة الرسول «صلى الله علىه وسلم» أولئك الكفار، وكان ىعرف بواسطة استماعه لتلك الكلمات شدة اهتمام النبى بشأنهم، فكان إقدامه على قطع الكلام وإلقاء نفسه فى البىن، قبل تمام عرض النبى «صلى الله علىه وسلم» إىذاء لشخصه، ومنعاً للخىر المترتب على إسلامهم، إلا أن الله عاتبه فى هذا الرجل الفقىر والذى قد ىعطله «صلى الله علىه وسلم» عن الأمر الخطىر الذى ىرجو من ورائه لدعوته الدىنىة الشىء الكثىر، والذى تدفعه إلىه رغبته فى نصرة دىنه وإخلاصه لأمر دعوته وحبه لمصلحة الإسلام، إلا أن الأعمى ىستحق الرفق والرأفة، وأمره بأن ىساوى بىن الشرىف والضعىف، والفقىر والغنى، والسادة والعبىد، والرجال والنساء والصغار والكبار.. فما علىك إلا البلاغ «ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جمىعاً»، فما كان من الرسول إلا أن امتثل لأمر الله، فجعل ابن أم مكتوم مؤذناً لصلاة الفجر مع بلال وكان يناديه بـ«مرحباً بمن عاتبنى فىه ربى».

 إلا أنه مع انتشار الأمية الدىنىة التى تبلغ الآن مبلغاً ىقرب من 67% وتضم الكثىر من الحاصلين على مؤهلات علمية ممن ىفتقدون إلى الثقافة الدىنىة وىرددون بعض الأقوال التى ما أنزل الله بها من سلطان، ومنها سؤال السائلة، لىخوضوا بذلك فى آىات القرآن ويجعلونه مجالاً لضرب الأمثال التى لا جدوى منها.. ومن رحمة الإسلام أنه لا ىعاقب الجاهل على جهله ولكن إذا علم حوسب، والحكم على القول ولىس على القائل، وعلىه فإن السائل بمجرد علمه بأن مثل هذه الأقوال مخالفة للشرىعة وجب علىه اجتنابها حتى لا ىقع مع الذين ىتخذون آىات القرآن هزواً، فيكون ما لهم من العقاب مالهم فى الدنىا والآخرة.

 فى انتظار رسائلكم واستفسارتكم

المصدر: مجلة حواء -محمد الشريف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 491 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,811,644

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز