أسرة طالبة الدرن لـ « حواء»:
الإعلام ذبحنا وربنا موجود
كتبت :سماح موسى
أم غاضبة تشكو إلي الله من أصاب سمعة ابنتها وأسرتها، وأب حنون تائه في دائرة من الحزن والإحساس بالعجز أمام حملة تشويه تعرضت لها ابنته المتفوقة دراسيا، وأهل قرية يوجهون أصابع الاتهام إلي إعلام أسهم في نشر حالة من الفزع غير مبنية علي أساس.
إنه ما رصدته «حواء» خلال زيارتها «ديرب نجم» القرية التي تقيم فيها أسرة الطالبة المتهمة بنشر الدرن في المدينة الجامعية لطالبات جامعة الأزهر، وهو الاتهام الذي تنفيه الأسرة المكلومة معتبرة أن ما حدث هو نتيجة للغيرة التي أصابت زميلات ابنتها لتفوقها.
فما الوجه الآخر لفتنة الدرن الأخيرة؟..! هذا ما جاء علي لسان اسرة الطالبة خلال الأسطر التالية
عندما وصلت للقرية، مسقط رأس الطالبة الجامعية التى أشعلت ثورة الأزهريات فى المدينة الجامعية لجامعة الأزهر بعد اكتشاف إصابتها بالسل وانتشاره بين الطالبات، تحول الهدوء المخيف للقرية وقت الظهيرة إلى عواصف وبراكين انفجرت فى وجهى، لم أكن أتوقعها فاجأتنى به والدة الطالبة عندما علمت بكوني صحفية قادمة لكشف حقيقة مرض ابنتها ووضع الحقائق أمام الرأى العام، وأرد على الجميع، ودار بيننا حوار عاصف تسجله خاصة وأن حالة من الذعر والخوف علي مستقبل الابنة وشقيقتها المخطوبة كان يسيطر علي الوالدة.
ردت على بكل انفعال قائلة حسبى الله ونعم الوكيل. اسأتم لابنتى وسمعتها اتركوها وشأنها كفى ما فعلتموه فهى لا تستحق ذلك، فحاولت أن أهدئ من روعها ولكنها أجهشت بالبكاء دون توقف، حاولت أن أمتص حزنها ثم استطردت، حقك على يابنتى وأضافت فالأمر يتعلق بسمعة ابنتى اعذرينى وليسامح الله الطالبة التى ظهرت على إحدى القنوات الخاصة وذكرت اسم ابنتى على الرغم أن هذه الطالبة ليست من زميلاتها فى الكلية ولا من المقيمات فى غرفة ابنتى فى المدينة الجامعية ولا اهتم بشىء الآن سوى صحة ابنتى وسمعتها .
أنيميا حادة فقط
ويتناول طرف الحديث والد الطالب، الذى وجدت على وجهه الأسى والحزن، وكأنه فقد شخصاً عزيزاً عليه، قائلاً «الحكاية بالضبط أن ابنتى شعرت ارتفاع فى درجة حرارتها وسعال شديد، فاتصلت بى وأبلغتني بأنها تريد أن تطمئن على صحتها بإجراء فحوصات فى مستشفى الصدر بالعباسية، وقد أثبتت التحاليل إصابتها بالأنيميا الحادة لألح عليها لتعود إلى البيت والحصول على راحة لمدة شهر .
وعندما عادت استكملت الفحوصات بمستشفى «ديرب نجم» التابع لمحافظتنا فطمأننى الطبيب بالمستشفى مطالباً إياها براحة وتغذية جيدة لأن جسدها ضعيف» .
ونحمد الله فقد تحسنت وأصبحت أفضل مما كانت عليه وتستعد لدخول الامتحان، لكن بقى أن أشير إلى إهمال الإدارة الطبية بالجامعة التى تكتفى بإرسال بعض المسكنات دون أدنى اهتمام .
وبعد أن أنهيت حديثى مع أبويها تحدثت مع شقيقتها التى قالت : إذا كانت شقيقتى مريضة حقاً فكيف أنام إلى جوارها على سرير واحد وأتناول معها الطعام ولم أصب بمرضها- أختى سليمة تماما وهى ضحية الغيرة لتفوقها بين زميلاتها ولا أملك أمام ما حدث سوى أن أقول «حسبى الله ونعم الوكيل».
لا داعي للتهويل
اتجه إلى د. مصطفى أحمد عبد الحافظ - استشارى أمراض الصدر بمستشفى «ديرب نجم» المركزى الطبيب المعالج للطالبة - لأسأله عن حالة الطالبة عند استقبالها والتقرير الطبى الذى كتبه كطبيب معالج، يقول د. عبد الحافظ : تحليل البصاق والأشعة أظهرا أن البصاق إيجابى بدرجة ضعيفة، كما أكدا وجود تليفات بسيطة فى الجزء العلوى من الرئة من جهة الشمال وهذا يدل على إصابتها بمرض الدرن الرئوى فى بداياته.
وهو ما يستدعى علاجاً مكثفا لمدة 6 أشهر ولا مانع من الاختلاط بمثل هذا المريض واستخدام أدواته الخاصة.
وكل ما أشيع عن هذه البنت عار تماما عن الصحة، وأناشد المسئولين بألا يهولوا من حجم الموضوع خاصة أن البنت تسكن فى بلد ريفى وسمعة البنت فيها أهم من أى شئ .
ساحة النقاش