اللحاق بالقطار

 

كتبت :مروة لطفي  

أكتب لك علك تساعدينى على اتخاذ القرار الصائب .. فأنا آنسة أبلغ من العمر 37 عاماً .. نعم .. مازلت بلا زوج حتى هذه السن .. مما يعرضنى للعديد من المشاكل فضلاً عن خوفى الشديد من الوحدة وما تخبئه لى الأيام .. قد تتساءلين كغيرك عن سبب وصولى لهذه السن دون زواج ! لن أحدثك عن القسمة والنصيب كما أصيب الآخرين، لكنى أعترف أمامك برغبتى العارمة فى الزواج عن حب .. ومرورى بعدة تجارب عاطفية باءت جميعها بالفشل .. هكذا .. مضى بى العمر .. لأجد نفسى بلا حب .. بلا زوج .. أى بمعنى أصح فاتتنى كل القطارات ،فلم يعد أحد يدق على بابى سواء طلبا للحب أو الزواج...

وأخيراً .. تعرفت مصادفة على أحد أقارب زميلاتى بالعمل .. وهو أرمل يبلغ من العمر 45 عاماً ولديه ابنة فى السادسة من عمرها .. وقد تقدم للزواج منى مشترطاً أن أعوض ابنته عن أمها الراحلة، والمشكلة أننى أشعر بالانجذاب نحوه لكننى أكره الصغار حتى أن جميع أفراد أسرتى يندهشون من عصبيتى على أطفال العائلة .. لذا .. فأنا بين نارين .. إذ أخشى رفض تلك الزيجة وأكون بهذا أضعت فرصتى الأخيرة فى اللحاق بقطار الزواج، كما أخشى الإقدام عليها فتكون النتيجة مزيداً من الآلام والأعباء التى لا أستطيع تحملها .. ماذا أفعل ؟!

ر.ع «الجيزة»

- رغم أدراكى التام لما تعانينه من مخاوف بسبب الوحدة وما ينجم عنها من مرار، لكن ذلك لا يعنى أن تظلمى آخرين لم يقترفوا ذنباً سوى اقترابهم منك .. خاصة إذا كانت ضحية هذا الاقتراب طفلة فى عمر الزهور، لم تختار رحيل أمها أو زواج أبيها من أخرى ترفضها من بادئ الأمر ..

لذلك عليك باختبار نفسك أولاً لمعرفة مدى قدرتك على استيعاب مسئولية هذه الصغيرة..

ويتم هذا عن طريق قضاء يوم أو أكثر معها حتى تكتشفى إمكانية تحملك مسئوليتها من عدمها.

فإذا ما نجحت تلك الطفلة فى تحريك غريزة أمومتك تجاهها فعليك بالإسراع فى إتمام تلك الزيجة.

أما إذا ظلت غريزة أمومتك مرفوعة من الخدمة فعليك بإغلاق هذه الصفحة فورا بدلا من إضافة فصل جديد لكتاب حياتك تمتلئ صفحاته بآهات الفشل الزوجى وتبتل أسطره بقطرات الدموع المنهمرة من ضحية صغيرة تدفع ثمن اختيارك لوضع لا يلائمك .. وأدعو القراء للتعليق على هذه المشكلة من خلال موقع المجلة الالكترونى:

ومضــــــــة حـــــــــــــب

رفاهية الاختيار

وتسألنى متعجباً عن سر رغبتى فى البعاد .. وكأنه لم يحدث فعليا منذ أن فرقتنا المشاعر وغابت عنا لغة الكلام .. فما فائدة العيش تحت سقف واحد محاط بأربعة جدران وكل منا منفرد فى عالمه الخاص؟

أتعبنى الحوار .. وأتعبنى أكثر منه البحث عن أحرف أبجدية تقرب المسافات، حتى أننى فقدت معك رفاهية الاختيار وأصبح الصمت إجبار.

فهل تنفع الكلمات إذا كانت تقال إلى قلب أصم لا تصل إليه آهة الآلام ؟! .. وماذا يعنى العتاب إذا خرج بلا أحاسيس وكأنه واجب معتاد لتخليص الذات ؟! .. لذا قررت أن أرفع عن كاهلك عبء البقاء فى علاقة انتهت صلاحيتها منذ زمن.. وكلى أمل ورجاء أن تلغى اسمى من جميع أوراقك الرسمية كما سبق والغيته من قلبك للأبد.

فهل تجيبنى وتطلق سراحى؟!

يقولون عن الحب :

الصمت يقول أحيانا كل شئ

اميلي ديكنسون

المصدر: مجلة حواء- مروة لطفي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,726,870

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز